كنيسة فافرتين
كنيسة فافرتين من أقدم الكنائس الأثريّة الكبرى في عفرين.
ما قصّة الكنيسة الأثريّة الواقعة ضمن إحدى القرى الكرديّة السوريّة؟ هل ما زالت موجودة حتّى يومنا هذا؟ هذه الكنيسة السوريّة مصنّفة على أنّها من أقدم الكنائس الكبرى، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الميلادي. إنّها كنيسة فافرتين، تلك البازيليك السوريّة التي تقع بقايا آثارها في قرية فافرتين الكرديّة في عفرين.
تقع هذه القرية الصغيرة الأثريّة على جانبَي طريق قديم يَصِلُ قلعة سمعان بمدينة حلب. وقد تهدّم معظم آثار القرية، ولم تبقَ في باحتِها سوى الحَنِيَّة الشرقيّة للكنيسة التي حافظت على ثبات أحجارها.
تُعتبر كنيسة فافرتين من أقدم الكنائس المؤرّخة في العالم من نوع البازيليك. أمّا «فافرتين»، فهي كلمة سريانيّة تعني «ثمر التين».
عند إلقاء نظرة على مُخطّط الكنيسة، يُلاحَظ أنّ طولها يبلغ 26,5 م وعرضها 11.6 م، وأنّ لها ثلاثة أروقة وغرفتَيْن تُطلّان ببابَيْن على بَهوَيْن جانبيَّيْن. احتوت الغرفة الجنوبيّة منهما على جرن مُزَيّن بالزخارف لحفظ ذخائر الشهداء أو القدّيسين.
كما يبدو أنّ الكنيسة لم تكن تشتمل على نوافذ لإضاءة الهيكل من جهة الشرق، وأنّ البهو كان مؤلّفًا من سبعة أقواس أو أعمدة. وكانت تيجان أعمدة الكنيسة توسكانيّة الطراز، ولم يبقَ منها شيء اليوم حول الكنيسة. لكن ما زالت بقايا البابَيْن الجنوبيَّيْن قائمة حتّى اليوم.
وكانت نجفة الباب الشرقي في الواجهة الجنوبيّة تحمل كتابة مؤرّخة من العام 372 م، وهناك نجفة من الحجر الكلسي بديعة الزخرفة موجودة إلى جنوب الكنيسة في مستوى أكثر انخفاض منها. وكانت نجفة الباب الشرقي في الواجهة الجنوبية تحمل كتابة مؤرخة من العام /372/م هذه نصها: (قويم طريق الحياة بأيام “أنطيوخوس” الأسقف و”ماريس” البارديوط، إله واحد ومسيحه الذي يمنح العون في سنة /420/ بشهر لوس <<الموافق لشهر آب من العام /372/م >>)
وعند التوجّه من قرية فافرتين نحو قرية برجكة المجاورة، على بُعد 200 م من الطريق المُعبّدة، يوجد مدفن رومانيّ محفور في الصخر، يتميّز مدخله بوجود حجر دائريّ ضخم بقطر يبلغ نحو متر واحد مُلقى أرضًا، يُقال إنّه يُشبه الحجر الذي أُغلِق به قبر المسيح.
حنية أقدم كنيسة مؤرخة في سورية ومن أقدمها في العالم