
القديسة أديلا (أديل) أميرة بلوا
St.Adela Countess of Blois
(عيدها 24 فبراير)
إسمها “أديلا” وبالفرنسية “أديل” ويعني “النبيلة”، ويُطلَق عليها أيضاً: (القديسة أديلا من نورماندي) وُلِدَت في “نورماندي” عام 1067م ، كإبنة صُغرى للملك وليم الأول ملك نورماندي – حالياً هي جزء من فرنسا الحديثة – كما كانت الشقيقة الأقرب سِنّاً وفكراً لشقيقها هنري (الملك هنري الأول ملك إنجلترا فيما بعد).
إمتازت أديلا منذ صغرها بنموها في القامة الروحية والفكرية، إذ كانت مُصلِّية وتهوى الثقافة، لدرجة دفعتها لإتقان اللغة اللاتينية لمتابعة الثقافات الأقدم، وقراءة الكتاب المقدس الذي كان لغته الوحيدة هي اللاتينية في لك الوقت.
بعمر الخامسة عشر تزوجت من الشاب ذو العشرين عام “ستيـﭬن هنري” وريث عرش إمارة بلوا (Blois) بفرنسا. ورث ستيـﭬن هنري عرش أبيه علم 1089 ليصبح أمير بلوا. ثم شارك مع شقيق زوجته الأمير روبير في الحملة الصليبية الأولى عام 1096م جَبراً بموجب الإتفاقيات، وجعل زوجته أديلا وصيّةً على عرش بلوا لثقته في حكمتها. عاد ستيفن هنري من الحملة الأولى وحاول ألا يشارك في حملات أخرى، إلا أنه كان مُجبراً على الإشتراك للمرة الثانية عام 1101م. وقُتِلَ في معركة الرملة بمصر عام 1102م. تاركاً الأميرة أديلا وأبناءهما الإحدى عشر.
وَصــيّـــة على العــــرش:
كانت إحدى الصلاحيات المكفولة لوصيّ العرش هي السماح للرهبانيات ببناء كنائس جديدة داخل أراضلي الإمارة، وتعتبر هذه الصلاحية هي أكثر ما استخدمته الأميرة أديلا خلال وصايتها على عرش بلوا قبل وبعد مقتل زوجها. فقد أنشأت أكثر من دير وكنيسة في بلوا. كما كانت تقوم بتفقُّد رعايا الإمارة وتحرص على فضّ المنازعات بينهم بنفسها، وتفكِّر كثيراً في كيفية تحسين أحوالهم المعيشية، وكان مُرشدها في ذلك هو “إيـﭪ” أسقف شارتر (القديس إيـﭪ أسقف شارتر فيما بعد).
كما كانت تقضي فترات من الرياضة الروية (الخلوات الروحية) بين الحين والآخر للتأمل والصلاة وطلب حكمة ومعونة من الله.
ظَلَّت أديلا وصية على العرش حتى تسلَّم ابنها الأكبر “تيبو” الإمارة عندما وصل للسن القانوني عام 1120م، لكنها لم تتوقف عن إهتمامها بإحتياجات الناس، ولا تملّ من لقاءهم وسماع شكاواهم بإتضاع وبروح خدمة لا بروح إمارة وامتلاك. وكانت تساعد ابنها بحكمتها الروية لا بحكمة العالم ليدير شئون الإمارة.
في أواخر عام 1120م وبعد ان إطمئنت على قدرة ابنها على إدارة شئون الإمارة، واطمئنت على باقي أبناءها الذين خرج من بينهما دعوتان كهنوتيتان هما “فيليب أسقف شالون” و”هنري أسقف ونشستر”، إعتزلت أديلا بدير “مارسيني” ويُقال أنها صارت مدبرة الدير في فترة – وإن كان هذا غير مؤكداً – كما كانت ترسل خطابات لأبنائها الأمراء منهم والأساقفة تحثهم على مرضاة الله، وتؤكد لهم أنها تُصلّي دائماً من أجلهم.
كما تلقَّت وهي داخل الدير خبر غرق ابنتها الأميرة “لوسي” وزوجها “ريشار دا فرانش” أمير شستر، في حادث تحطُّم سفينتهما. فكانت تشعر بالتعزية كما نظرت إلى صليب الرب، كما صلَّت وصامت كثيراً من أجل راحة نفسيهما.
حضرت أديلا جلوس ابنها “ستيـﭬن” على عرش مملكة انجلترا، كما حضرت تنصيب أبناءها على إماراتهم، إلا أن الإحتفالات الأقرب إلى قلبها كانت في تجليس أبناءها فيليب وهنري كأساقفة.
رقدت أديلا بعطر القداسة في 8 مارس عام 1137م في “بواتو شارونت” بفرنسا في السبعين من عمرها. فرُفِعَت اصلوات من أجلها في الكنائس والأديرة التي أنشأتها بأمر الوصاية على العرش وبالتبرع المادي.
شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا. آمين.
No Result
View All Result