
أيقونة سيدة الانتقال الأثرية (كنيسة مار أنطونيوس باب توما)

تظهر أيقونة السيدة العذراء سيدة الانتقال معلقة فوق المذبح الرئيسي للكنيسة بألوانها الزيتية التي عتقت بشكل جميل وفريد مع مرور الزمن. هذه الأيقونة قد أرسلت هدية من قبل ملكة إسبانيا اليزابيث الثانية الكاثوليكية للكنيسة بين سنة 1860 وسنة 1864. حيث تم تجديد بناء هذه الكنيسة على اسم سيّدة الانتقال عام 1865 بعدما تخرّبت في أحداث “سنة الطوشة” 1860.
الأيقونة ذات حجم كبير جدا محاطة بإطار خشبي مذهب. الصورة موضوعة ضمن إطار رخامي جداري مذهب بشكل قنطرة وقد ظهرت عليها علامات تخرب بسيطة تشير إلى ما مرت به الكنيسة عبر السنين.
الأيقونة جزء منها تزييني وجمالي وجزء ذو مفهوم روحاني.
حيث نرى العذراء مكلّلة بإثني عشر كوكباً، على عدد الرسل. كما تُرى مريم بثوب خارجي أزرق وثوب داخلي أحمر، ويُمثّل كيف حملت الألوهية (يسوع) داخل إنسانيتها. الرداء تُلاعبه الريح. فهو يمثّل رداء المجد لملكة السماوات، هي التي عاشت في الارض من الحبّ، كخادمة متواضعة فقيرة ومتجردة من كل شيء فهي الطاهرة والبتول وشريكة الفداء مع ابنها يسوع الذي سفك دمه كفارة عن خطايانا وليعيد البنوة مع الرب الإله الآب.
اللون الأزرق له جذور كتابية عميقة في العهد القديم. بحسب الاب يوهان روتن، مدير المكتبة العالمية للبحوث المريمية في جامعة دايتون (كلية كاثوليكية): “أن عباءة مريم الزرقاء تعود الى حوالي العام 500 م وأصل هذا التقليد بيزنطي أما اللون فهو يرمز الى ملوكية الأم العذراء…وقد بقي الأزرق في رواج حتى القرن العاشر، حيث بدا الأحمر هو اللون الطاغي على ملابس السيدة…. والأحمر هو أيضاً لون الملوك وكان مفضلاً عند الرسامين الألمان. في التقاليد الكلاسيكية أطلت السيدة في رداء أحمر مع عباءة زرقاء على ما نرى مع رافايل”.
تدوس مريم تحت رِجلَيها رأس “الحية” رمز قوّات الشر، لأن مريم ليست فقط ملكة السماء والقديسين، بل هي تحطم أيضا” الجحيم والشياطين: إنّها تصعقها بفضائلها. لذلك يُقال إنّها: “مرهوبة كجيش مستعدّ للقِتال” (نشيد الاناشيد 10/6).
يوجد في اللوحة ستة ملائكة أطفال مرافقة العذراء في انتقالها للسماء وسط السحب. اثنان في السحب (أعلى الأيقونة) واثنان ماسكان بثوبها (وسط الأيقونة) واثنان عند رجليها (أسفل الأيقونة).
نرى العذراء أثناء صعودها في النفس والجسد رافعة يديها وشاخصة نحو الأعلى حيث الحضور الإلهي وهي في حالة تضرع وصلاة للرب الإله.
No Result
View All Result