
اثنين الراهب واثنين الرماد
هو أول أيام الصوم الكبير عند الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة والذي يمتدّ على ٧ أسابيع منها أربعين يومًا تُذكّر في العهد القديم بالأربعين عاماً من زمن
الشعب العبريّ من مصر إلى “أرض الميعاد”، وتذكّر خصوصًا بالأربعين يومًا من صيام يسوع المسيح في الصحراء قبل بداية رسالته
“إثنين الرماد” في الكنيسة المارونيّة (يُرسم صليب على جبهة المؤمن) والأرمنيّة (يُرشّ الرماد على رأس المؤمن بشكل صليبٍ)، وذلك علامة بالدخول في مسيرة التوبة
والعودة إلى الذات خلال زمن الصوم، إذ تُرافق هذه الإشارة بالرماد عبارة: “أذكر يا إنسان أنّك من التراب وإلى التراب تعود”، أو عبارة ” توبوا وآمنوا بالإنجيل”.
أما في الكنيسة البيزنطيّة حيث لا وجود لعادة النضح بالرماد، يُسمّى “إثنين الراهب” لأنّ الرهبان قديمًا كانوا يودّعون بعضهم في مساء اليوم السابق (الأحد) ويأخذ كلِّ منهم زوادته من القربان المقدّس وينطلق صباحًا نحو البريّة/الصحراء ليحيا زمن الصوم بالنسك والتقشّف والصلاة. خلال أيام الصوم ينقطع المؤمن عن الأكل والشرب من منتصف الليل حتى منتصف النهار، ويترافق ذلك عند العديد من المسيحيين بالانقطاع التام طوال فترة الصوم عن المشتقات الحيوانيّة من لحوم ودسم وبياض. ويترافق مع أعمال طوعيّة إضافيّة من التقشّف وأعمال التضامن والمحبة.
لماذا تسمية اثنين الراهب عند الكنائس البزنطية
“اثنين الراهب” تعود أصول التسمية إلى خروج الرهبان من الأديرة في هذا اليوم وتجولهم بين المدن والقرى والبلدات المحيطة لإلقاء العظات على الناس وحثّهم على الصوم بتبيان فوائده للجسم والعقل معاً. وفي الوقت ذاته يخرج الناس بطقوس من ضمنها احتفالية “المجدّرة”، والتي ترمز في الوقت نفسه لاحتفاء الناس بقدوم الرهبان وبلقاء بعضهم البعض، وأيضاً رغبتهم بالتشبه بحياة التقشف التي يعيشها رجال الدين خلال فترة الصوم. بذلك تبدو الاحتفالية وكأنها إعلان عن بدء نمط جديد للحياة، وإن كان مؤقتاً. أما اختيار “المجدّرة” لتزيين هذا اليوم فيعود أولاً لرمزية مكوناتها، فالقمح بالنسبة للمسيحيين نبات مقدس، وهو الخبز الذي باركه السيد المسيح؛ وثانياً لقيمتها الغذائية العالية، خاصة مع وجود العدس ضمن مكوناتها، مما يعطي الجسد طاقة وحيوية.
No Result
View All Result