
الأخ إسطفان نعمة … من «ريّس الحقلة» إلى «ريّس» في السماء
غرستُ معولي في الأرض، وزرعتُ بذور المحبّة بين إخوتي، فحصدتُ نِقمًا لا تُحصى.
يسوع نور حياتي، والعذراء مريم شعاع دربي، والمؤمنون ينتظرون إعلان قداستي. أنا الأخ إسطفان نعمة، وهذه حكايتي مع يسوع.
«الله يراني» كلمتان من نور أضاءتا طريق الأخ إسطفان نعمة طوال حياته. هو يوسف نعمة الذي ؤلِدَ في 8 آذار 1889 في بلدة لحفد-قضاء جبيل، من والذئن تقيَّيْن هما: إسطفان نعمة وكريستينا البدوي حنا خالد.
تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ التعليم المسيحي في مسقط رأسه، وكانت الصلاة رفيقته منذ طفولته حتى مماته.
عام 1905، بعد مرور سنتين على وفاة والده، دخل يوسف دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان حيث الّخذ اسم إسطفان، تيقنًا بشفيع بلدته واسم أبيه. وأبرز نذوره الرهبانيّة في 23 آب 1907، وكان مثال الراهب المطيع لرؤسائه.
حبّه للأرض جعله «ريّس الحقلة» في أكثر من دير بفضل بنيته القويّة. كان يعمل بصمتٍ ويصلّي ويناجي الربّ من دون توقف. دير سيّدة ميفوق شاهد على تقواه، وكذلك دير مار أنطونيوس في حوب، ودير مار شلّيطا في القطّارة، ودير مار مارون في عنّايا، ودير سيّدة المعونات في جبيل، ودير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان.
أتقن الأخ إسطفان فنّ النجارة، فعمل على إصلاح كل ما يُطلّب منه.
«هنيئًا لمن تزيّن بالعلم الذي يقود إلى الله»، «المحبّة لا تحتاج إلى علم لأنّها من القلب تخرج» من أبرز أقوال الأخ إسطفان نعمة، المتواضع وصاحب القلب الكبير الذي أحبّ الجميع، ولم يبخل في تقديم المعونة لطالبيها.
في 30 آب 1938، في عمر التاسعة والأربعين، انتقل الأخ إسطفان إلى أحضان الآب السماوي في دير كفيفان، بعد تعرّضه لسكتة دماغيّة، إثر عودته من دير سيّدة ميفوق حيث نجح في مهمّة حلّ مشكلة تخوم الأراضي.
عام 1951، بعد 13 عامًا على رحيله، في أثناء دفن الأب يوسف الصوراتي في دير كفيفان، وجد الرهبان جثمان الأخ إسطفان سليما، فاتخِذَ القرار بنقله إلى مدفنه الحالي.
بعد أيام قليلة، انتشر الخبر، وتقاطر المؤمنون إلى دير مار قبريانوس ويوستينا لنيل بركة من الأخ إسطفان وطلب شفاعته.
بوشر التحقيق بدعوى قداسته في 27 تشرين الثاني 2001، وأعلنه البابا بنديكتوس السادس عشر مكرّڤًا في 17 كانون الأوّل 2007. وظوّبَ في كفيفان في 27 حزيران 2010.
تحتفل الكنيسة الكائوليكيّة بعيد الطوباوي الأخ إسطفان نعمة في 30 آب من كل عام، ويترقّب المؤمنون اعتراف الفاتيكان بأعجوبة ثانية بشفاعته لتُعلَن قداسته.
أيها الطوباوي إسطفان نعمة، أغدق علينا نعمك وبركاتك، غذّ نفوسنا بجرعة من إيمانك القوي، واعطف علينا نحن الضعفاء كي نكون أبناء الرجاء إلى الأبد.
أغسطس 29 2024 \ قلم غار
No Result
View All Result