
شهر نيسان (أبريل) للتعبد لسر الافخارستيا (القربان الأقدس) – رهبانية الكلمة المتجسد
كرست الكنيسة شهر نيسان (ابريل) للتعبد لسر الافخارستيا (القربان الاقدس الذي اسسه سيدنا يسوع المسيح في العشاء السري يسوم خميس الاسرار. لذلك سنقدم لكم خلال هذا الشهر مواضيع وتأملات مختلفة حول سر الافخارستيا لنقترب ونتعمق اكثر في هذا السر العظيم.
*سر القربان في الانجيل*
قال يسوع: “أنا خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المَنّ في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي لا يموت كل من يأكل منه. أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد. والخبز الذي سأعطيه أنا، هو جسدي لحياة العالم”. فخاصم اليهود بعضهم بعضًا قائلين: “كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكله؟”. فقال لهم يسوع: “الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه. فلا حياة لكم في أنفسكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي، فله الحياة الأبدية. وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي هو مأكل حقيقي، ودمي هو مشرب حقيقي. من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنا فيه. كما أرسلني الأب الحي وأنا أحيا بالآب. فالذي يأكلني يحيا هو أيضًا بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء، ليس كالمن الذي أكله أباؤكم وماتوا. من يأكل هذا الخبز فانه يعيش الى الأبد”. قال يسوع هذا في المجمع وهو يعلم في كفر ناحوم. (يوحنا 6: 48_ 60).
*القربان الاقدس هو:*
*1. غذاء النفس*:
إن حياة الطفل الصغير التي تفتحت بولادته، تحتاج الى غذاء. لكي تُحفظ في الوجود وتنمو. والا فان الطفل يموت. كذلك يجب القول عن حياة النفس: فقد جعلتها نعمة المعمودية تولد ولادة روحية. لكنها تحتاج الى قوت الهي يحفظها ويغذيها؛ ولذا وضع لنا يسوع سر القربان الاقدس، ليكون قوتًا لنفوسنا. فقد ذكر الانجيل الكريم خطاب يسوع في كفرناحوم، الذي تكلم فيه على لخبز الحي النازل من السماء حيث قال، أنه هو نفسه ذلك الخبز الحي، وإن الذي يأكل منه يحيا الى الأبد.
القربان (ويدعى أيضًا سر الافخارستيا) يحتوي حقيقةً على السيد المسيح بكماله، أي بجسده ودمه ونفسه ولاهوته، وقد صار طعامًا روحيًا لنفوسنا.
*2. الخبز والخمر*
وضع يسوع سر القربان في العشاء الأخير، الا انه كان قد وعد به تلاميذه والجموع سابقًا. ففي العشاء، أخذ بيديه المكرمتين الخبز الذي كان أمامه على المائدة، وتناول كأسًا فيها خمر. ثم رفع عينيه الى السماء وباركها، وقال على الخبز: هذا هو جسدي، وعلى الخمر هذا هو دمي…, فمادة السر القربان اذًا هي خبز الحنطة وخمر العنب. وخادم السر هو الكاهن وحده، الذي لدى تلفظه في القداس الالهي بكلمات الرب نفسها يحوّل الخبز الى جسد يسوع والخمر الى دمه. أما صورة السر في الكلمات التي نطق بها يسوع ذاته في العشاء الأخير: “هذا هو جسدي، هذا هو دمي… الذي يُهراق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا”.
*3. يسوع يبقى معنا الى منتهى الدهور*
سر القربان بان يحفظ لنا وجود يسوع على الأرض، فهو يسوع نفسه الذي وُلد في بيت لحم ومات على الجلجلة. هو يسوع نفسه الحي الحقيقي كما هو الآن في السماء. من قال لنا ذلك؟ يسوع بالذات، الذي هو الحقيقي المتجسمة قال لنا ذلك؛ ونحن نؤمن به ايمنًا وطيدًا، حتى ولو كان سرًا غامضًا عنا بل غامضًا جدًا.
وهذا هو السر: ان الخبز قبل كلام التقديس كان خبزًا عاديًا، والخمر كانت خمرًا عادية. أما بعد التقديس، فالخبز يتحول الى جسد يسوع الحي، والخمر تصير دمه الحي، ولا يبقى شئ البتة من جوهر الخبز والخمر، سوى الظواهر أو الأعراض وهي: شكل الخبز والخمر ولونهما وطعمهما ورائحتهما.
في الواقع أن البرشانة (أو قطعة الخبز) تبقى بعد التقديس مدَّورة، رقيقة، بيضاء ويبقى فيها طعم الخبز ورائحته كما كانت قبل التقديس. وكذلك الخمر أيضًا. أما جوهر الخبزوجوهر الخمر فلا يوجدان بعد، لأنهما قد تحولا الى جوهر جسد المسيح ودمه، بنوع أن المسيح يوجد حقيقةً كاملاً في الخبز المقدس وحده، كما يوجد حقيقةً كاملاً في الخمر المكرسة وحدها. ولا ينقسم جسد المسيح عندما يقسم الكاهن القربانة المقدسة، لأن يسوع موجود في كل جزء مكرس منها، مهما كان صغيرًا، كما موجود أيضًا في أصغر نقطة مكرسة من الخمر.
*لقد أراد يسوع أن يمكث معنا في القربان لعدة غايات:*
1_ لكي نسجد له ونجلعه موضوع حبنا وعبادتنا.
2_ لكي يتمم وعده لنا بان يكون معنا كل الأيام الى منتهى الدهر (متى 28: 20).
3_ لكي يكون قوتًا روحيًا لنفوسنا، فنقبله في التناول المقدس.
4_ ليكون ذبيحة دائمة للعهد الجديد
5_ ليكون عربون مجدنا الأبدي في السماء.
في كنائسنا يوجد دائمًا، بين المذابح الأخرى، مذبح يُحفظ فيه عادةً القربان الأقدس. في مكان يعرف ببيت القربان. ونحن نستدل على وجود القربان في الكنيسة من القنديل المضاء نهارًا وليلاً الى جانب المذبح.
رهبانية_الكلمة_المتجسد
No Result
View All Result