
لمـاذا أرجـأَ يسـوعُ إقامـةَ لَعـازرَ أربعـةَ أيـام؟
لقـد أَرجَأَ يسوعُ الذهـابَ إلى لَعـازَرَ حَتَّى أَنْتَـنَ! أي حتّى يُبيِّنَ حالَ طبيعتِنا، وواقعِهـا بِدُونِهِ. يَهْتِفُ داودُ النبيُّ في المزامير: “لقد أَنْتَنَتْ وقاحَتْ جِراحاتي مِنْ جَرَى جهالتي”. (مز37: 5) “وقـد رَفَـعَ البائسَ مِنَ المَزبَلَـة” (مز 112: 7).
فإذا عَرَفْنـا ذلك، وعايّنـاهُ حقيقةً، كيف لنا أنْ نَظُنَّ، أنَّ لنا أيَّ بِرٍّ ذاتـيٍّ، وندَّعِي العِـلاجَ، ونَفتخِرَ عِوضَ أنْ نتقبَّلَ كلَّ بِرٍّ وصلاحٍ، وكلَّ شـيءٍ مِنَ الربِّ يسـوعَ، كلمةِ اللهِ الخالِقِ بنعمتِهِ وحنانِهِ، ونَحيا بيقينٍ وسلامٍ وتسبيحٍ وشُكْر.
إنَّ لإقامة لعازر بعد أربعة أيام من موته أسبابها إذ إنَّ المسيح لم يقم بأي عمل من دون سبب وهدف.
أشار الآباء في تعليقاتهم على هذه الأحداث إلى الأسباب الرئيسية من دون أن يظهروا وكأنَّهم استنفذوا الموضوع.
أولاً كان ينبغي أن يؤمن اليهود بأنَّ القادر على إقامة ميت لأربعة أيام قادر على إقامة نفسه بعد ثلاثة أيام (القديس أندراوس الكريتي).
ثم أنَّه مع مرور الوقت من يوم الوفاة تزداد قوة المسيح عجبًا (القديس أندراوس الكريتي). إلى هذا، بما أنَّ تحلُّل الجسد قد بدأ، فإنَّ إظهار المعجزة سوف يكون أكثر إدهاشًا لأنَّ المسيح يكون قد كبح اندفاع البلى (القديس أندراوس الكريتي).
وبما أنَّ إقامة لعازر هي مقدِّمة للقيامة العامة، أقام المسيح لعازر في اليوم الرابع لكي يؤكّد القيامة العامة بكل العناصر الأربعة التي تشكل جسد الإنسان (القديس كيرللس الإسكندري).
يظهر من كل هذه الأشياء أنَّ المسيح يشير بهذه الطريقة إلى قيامة الأجساد. إنَّ الذي استطاع أن يقيم جسد لعازر المنتن المائت بعد أربعة أيام قادر على إقامة أناس انحلت أجسادهم بعد خروج نفوسهم.
إلى هذا، تُدعى قيامة الأجساد الآتية إعادة ولادة وتجديد لأنَّها موضوع خليقة جديدة، ليس أنَّه سوف يكون للأجساد هيئة آخرى، بل فيما سوف تكون على الهيئة نفسها سوف تتخلَّص من الفناء والفساد لأنَّها سوف تكون أجسادًا روحيَّة.
المـغـبـوط والـدائـم الـذكـر الأب اليـاس مـَرقـص (مـن كُتَيِّـب “هلُـمَّ واسـكُنْ فينــا” – المقـالـة 11)
(الميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس)
No Result
View All Result