
وبكى يسوع
ترتبط إقامةُ لعازر بدخولِ المسيحِ الغالِب إلى أورشليم. فإقامةُ لعازر هي مثالٌ لقيامةِ المسيح في اليوم الثالث وللقيامة العامَّة للجنس البشريّ. غصَّت أورشليم بالناس الآتين من كلِّ مكانٍ ليحتفلوا بعيد الفصح.
تحدَّثت المدينةُ كلُّها على النبيِّ العظيم والصانعِ العجائب الذي من الناصرة، والذي كان قد صنع لتوِّه إحدى أعظم عجائبه، بإقامته لعازر من الموت بعد أن مكث أربعةَ أيَّامٍ ميتاً في القبر. تمّ الاستقبالُ الانتصاريُّ للمسيح لأنَّ اليهود تعجَّبوا من هذا الحدثِ المذهِل.
فلننظر المسيحَ في تلك اللَّحظة. الحقيقة أنَّنا سنتفاجأ إذ سنعاين أنَّه لم يكن فرحاً في هذا الاستقبال الاحتفاليّ. إنَّما بالأحرى حنى رأسه وبكى. يا ربّ! لماذا تبكي الآن، فيما الناس يبتهجون؟
هو وحده العالِمُ بكلِّ شي. لم يكن يبكي على نفسه بل على شعبه لأنَّه لم يؤمن بالمسيح المسيَّا الذي جاء لأجله. لقد قتل شعبُ اليهود الأنبياءَ الذين أرسلهم، وبعد خمسة أيَّامٍ من استقباله له كملك، سيسأل بيلاطس أن يصلبه!
هل تعتقدون أنَّ الله ملكَ الكون، يحتاج إلى هذا الحُكمِ ويحتاج أن يصير ملكاً على الشعب الإسرائيليّ القاسي القلب، الذي لم يعرف المسيّا ويقبله، والآن يجهِّز نفسه ليسلمه إلى التعذيب الرهيب والموتِ على الصليب؟
لو عَلِمت القوَّاتُ السماويَّة العادمةُ الأجساد أنَّه، بعد هذا الدخول الاحتفاليّ، يتمّ التحضير للصلبِ الرهيب لناحَتْ وانتحبت.
هل بكى يسوع على اليهود معاصريه فقط؟
بالتأكيد لا! العالِم بكلِّ شيء رأى أنَّه عبر العصور سينساه الجنسُ البشريّ بالكلِّيَّة، وسيجدِّف ويهزأ باسمه القدّوس. لقد عرف ذلك، لذلك قال إنَّ ابن الإنسان في مجيئه الثاني لن يجد الإيمان على الأرض.
علينا أن نبكي أيضاً، نحن الذين غالباً ما ننسى صليب المسيح، خاصَّةً أولئك الذين ينطبق عليهم قول بولس الرسول: كَمْ تَظُنُّونَ يَسْتَوجِبُ عِقَاباً أَشَدَّ مَن دَاسَ ابنَ اللهِ وَعَدَّ دَمَ العهدِ الَّذِي قُدِّسَ به نَجِساً وازدَرى رُوحَ النِّعمَة؟ (عب 10: 29) وللأسف الشديد، نجد بينهم العديد من إخوتِنا العائشينَ بيننا.
No Result
View All Result