Aimer c’est tout donner
هذا هو أعظم حُبٍّ، أن يبذل الإنسان نفسه،
أن يبذل حياته،
من أجل من يحبّهم، ومن يباركهم قلبه.
ما خُلقنا إلا لنُحب،
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
وأن نُعطي ذواتنا بالكامل.
أن نردّد إلى الأبد، في سرمديّة الوجود:
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
وأن نُعطي ذواتنا، وأن نُعطي ذواتنا.
فما جدوى الحياة بلا محبّة؟
وما نفع الغناء إن لم يكن من أجل الحُبّ؟
وما معنى الضحك؟ وما قيمة الأحلام،
إن غابت عنها المحبّة؟
ما خُلقنا إلا لنُحب،
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
وأن نُعطي ذواتنا بالكامل.
أن نردّد إلى الأبد، في سرمديّة الوجود:
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
وأن نُعطي ذواتنا، وأن نُعطي ذواتنا.
ما خُلقنا إلا لنُحب،
تلك هي حياتُنا، وتلك هي دعوتُنا،
فما نفع الحياة؟ وما معنى الأحلام؟
إن غاب عنها الحُبّ؟
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
المحبّة هي أن نعطي كل شيء،
وأن نُعطي ذواتنا بالكامل،
وأن نُعطي ذواتنا، وأن نُعطي ذواتنا.
١-دعوة التلاميذ الى العلية
يا من دَعَوتَ التلاميذ إلى العُليّة، لا كغرباء بل كأحبّاء، لا لتُلقّنهم درسًا، بل لتُسلّمهم سرّك، نطلب أن تدخل إلى بيوتنا، إلى قلوبنا، وتُعِدَّ لنا مائدة العهد. يا من خلعتَ المجد، وتقدّمتَ بحُبّك السخي إلى الليلة الأخيرة، اجعلنا نستحقّ أن نخطو معك خطوات التقدمة، فنخلع معنا ما يُثقّل أرواحنا: الضغينة، الكبرياء، التردّد، والشكّ.
أشرق بنورك على ظلمة قلوبنا، كي نرى الخبز لا كخبز، بل كجسدٍ يُكسَر حبًّا،
والكأس لا كمشروب، بل كدمٍ يُسفك غفرانًا. طهّر قلوبنا، يا سيّد العشاء، من كل ما يُفسد المائدة: من رياء يهوذا، ومن غفلة التلاميذ، ومن خوف بطرس الذي أنكر.
هبْ لنا أن ندخل لا جسديًا فقط، بل روحيًا، إلى العُليّة حيث تُكسر الحياة وتُسكب السماء، إلى حيث تسلّم ذاتك، لا كلماتك فقط، إلى حيث نأكلك، لنصير لك. يا خبز الحياة.
(صمت…)
٢- غسل أرجل التلاميذ
يا من خَلَعتَ رداءكَ ولبستَ المئزر، يا مَن انحنيتَ لا تحت وطأة العار، بل تحت ثقل الحُبّ… جئتَ لا لتُؤمر، بل لتخدم،
ولا لتُكلّل بالذهب، بل لتَغسِل الطين عن أقدامنا. أيها الملك الذي انحنى، أيّ سرّ في يدَيك تغسل بهما التراب؟
أيّ مجدٍ هذا الذي يُرى في الماء، لا في العروش؟
يا سيّد المحبّة، اغسلنا اليوم من عناد القلب، من التصنّع في الحب، من الكبرياء الذي يرفض أن ينحني، ومن الجفاء الذي لا يعرف أن يلمس بلطف. نحن أقدام تعبَت من المشي بعيدًا عنك، وغاصت في دروبٍ لا تؤدّي إلا للضياع، فاغسلنا لا من تراب الشوارع، بل من وحل الأفكار، ومن غبار الأنانيّة. علّمني، يا ربّي، أن أنحني لا لأستجدي كرامتي، بل لأرفع سواي. أن ألمس لا لأحكم، بل لأشفي. أن أضع يدي على الجراح، لا لأكشفها، بل لأضمّدها بمحبتك. اجعل منّا شعبًا يغسل، لا يدين… يحنو، لا يحتقر…ينحني، لا يُخضِع… يفتح قلبه كما فتحتَ المائدة والجرن. فيا من غسلت أرجل من أنكروك وخانوك، لا تحتقرنا نحن الذين نسقط مرارًا، بل اغسلنا، وامنحنا قلبًا جديدًا، لنغسل نحن أيضًا بعضنا بعضًا، بماء الرحمة، وبمئزر الاتّضاع. آمين.
(صمت…)
٣- كلمة العهد تُصبح جسدًا حيًّا،
والمائدة تصير مذبحًا أبديًّا.
في مساء العهد، جلستَ إلى مائدة التراب، ولكنك صنعتَ منها باب السماء.
في العشاء الأخير، بدأتَ الأبدية، وفي كأسٍ صغيرة، سكبتَ مجد الدهور. يا حمل الله، في هذا اليوم، لم تُقدَّم فقط كذبيحة، بل صرتَ الكاهن والمذبح والذبيحة معًا.
خلعتَ الخبز عن صمته، وجعلتَه ينطق بك، كلمةً تأكلها القلوب،
ونارًا تتقد في أعماق العطاش. خذوا… كلوا… اشربوا…
وصاياك ليست أوامر، بل دعوات حب، نداءٌ لندخل فيك، لا كغرباء، بل كجسدٍ واحد، كأبناء العهد لا عبيد الشريعة.
أيّ سرّ هذا يا يسوع؟ أن تُعطينا جسدك لا رمزًا، بل حقًا، ودمك لا صورة، بل حياة،
كأنك لا تطيق البُعد، ولا تحتمل أن تبقى خارجنا!
وفي هذا المساء، سلّمت الكهنة سرّ قلبك، جعلتَهم حاملي سرّك، لا ليمتلكوا، بل ليكسروا معك الخبز، لا ليُرفَعوا، بل ليغسلوا الأرجل. يا خبز الحياة، هبنا أن نقترب منك بخشوع التلاميذ، لا بخيانة يهوذا… وأن نكسر فينا كلّ أنانيّة، قبل أن نكسر خبزك على المذبح. اجعل كنيستك يا رب، مائدة لا تُقصي أحدًا، ومذبحًا لا يُقَدِّم إلا المحبّة، وامتدادًا حيًّا لسرّ حضورك، في كل كاهن يشهد لك،
وفي كل مؤمن يحملك في قلبه. آمين.
ابون دبشمايو
الصلاة الربانية بالسرياني
٤- يسلم جسدك طعاما..
تسلم كخروف للذبح
آه يا قلبُ، فالمَسيحُ تَهيّأ…للصَّمتِ العَميقِ، للحُبِّ الّذي لا يُفْهَمْ
في بيتِ القُربانِ، سَكَنَ المَلِكْ، وتَوارى الكَلِمْ، وصارَ خُبْزًا يُنْكَسِرْ.
ها هُوَ في تابوتِ السّرارِ يَبيت، يَسْهَرُ وَحدَه، يُنادي أحبّاءَه: “أَمَا قَدَرْتُم أن تسهَروا؟” “أما تَسْتَطيعون أن تُحبّوا؟” سِجْنٌ من ذهبٍ حوى المَجدَ الخَفيّ، كأنّ القُدْسَ انطوى في سكونِ الزّمنْ. خبزٌ، ولكنّهُ نار، كأسٌ، ولكنّها سَفْكُ قلبٍ لا يَنامْ. تَهيّئي يا نَفْسي، للمَسيرِ معَه، من بيتِ القُربانِ إلى بُستانِ النَّزاعْ، من المائدةِ إلى الجُرح، من الكأسِ إلى الصليبِ، فالقَبْرِ، فالفَجْرِ.
(صمت…)
٥- سهرة البُستان
“أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة؟” همسُ الزيتون، وبكاءُ القلب، وصلاةٌ تُقطّر دماً…يا بُستانَ الزيتونِ، يا سرَّ الآلام، فيك انحنى الإلهُ، صلّى والكونُ ينامْ،
تقطّرت منهُ السماءُ دُموعًا، وتوشّحَ الليلُ خوفًا، حينَ صارَ يسوعُ وحيدًا.
ثلاثةٌ ناموا، وربُّ الحُبِّ ساهر، يسأل الآبَ: إن شئتَ… خُذ عنّي الكأسْ،
لكن ليس مشيئتي، بل مشيئتكَ، كأنّ الطاعةَ صارتْ جِراحًا تُزهِرُ خلاصًا.
يا نَفْس، اسهري… لا تنامي مع العالم، فالحبيبُ ينتظرُ المُحبّين، لا الحشود.
قومي، واشربي كأسَ الألمِ معه، ولا تخافي من دموعٍ مقدَّسة، ولا من عرقٍ صارَ دمًا. كُنّي شمعةً في ليلِ بستانه، كُنّي حجَرًا عند ركبتَيه، كُنّي دمعةً في كأسه، أو صلاةً تُردِّد: “يا أبتِ، ها أنا مع ابنِك، حتّى المنتهى.” يا ربّ البستان، علّمني أن أسهر لا بعيوني، بل بقلبي، أن أرافقكَ لا بكلماتٍ، بل بالاحتمال، أن لا أهرب عندما يقترب الصليب، بل أقبّل جراحك بالصمت والرجاء.آمين.
(صمت…)
٦- يوم الصمت والجُرح
الخروف يُقاد إلى الذبح، والسماءُ قد لبِست سوادها قبل الأرض،
والملائكةُ وقفت واجمة، بينما البشر ينظرون ولا يفهمون.يا يسوع،
لماذا سكتَّ عند المحاكمة؟ لماذا لم تُدافع عن براءتك؟ لأنك لم تأتِ لتُبرِّر نفسَك،
بل لتُبرّرنا نحن… نحن المذنبين! صليبك ليس خشبةً فحسب،
بل عرشًا من طاعةٍ، ومذبحًا من حبّ. ففي كل مطرقة، غُفْران، وفي كل شوكةٍ، عهدٌ جديد. يا يسوع المصلوب، الذي سُفِك فيه دمك، انزع عنّا قساوة القلب، وافتح فينا ينبوع الدموع. علّقْنا معك على الصليب، ليس جسدًا بل شهواتٍ وشرورًا.
اجعلنا شهودًا لآلامك، لا متفرّجين على نزاعك. فكما وُسِّعَت ذراعاك على الخشبة،
وسِّع قلبنا كي يحبّ، وسِّع رجاءنا في ظلمة اللحظة، وسِّع الكنيسة لتحتضن كل متألّم. آمين.
(صمت…)
٧- يسوع يُرفع على الصليب
ها هو المعلّق بين الأرض والسماء، ليس لأنه لا يليق به موضع،
بل لأنه صارَ الجسرَ الوحيد بين الله والإنسان. على خشبةٍ جافةٍ، زرعتَ يا يسوع شجرةَ الحياة. وفي ثلاثة مسامير، سُطِّرَت قصة حبّ لا تُفكّ رموزها إلا بالدموع. أيّها المصلوب، ما أعظم صمتك وهو يصرخ حبًا! ما أصدق نزفك وهو يعلن غفرانًا! ها نحن ننظر إليك مصلوبًا، فنُدرك كم كُنّا ضالّين… وكم أنت أمين. في كل جُرحٍ في جسدك، نقرأ اسمَنا، وفي كل قطرة دم، نسمع دعوتَك:
“اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.” يا يسوع، ها قد رُفعت على الخشبة، كما ارتفع موسى الحيّة في البرية، فاجذب إليك كل قلوبنا، المتألمة والضائعة. علّقْ على صليبك خطايانا، وكفّنْها بغفرانك، وامتّنْ فينا الرجاء، كي لا نرتدّ عند الألم، بل نتمسّك بك أكثر. أيها المصلوب لأجلنا، نَحنُ لا نستحقُّ، ولكننا نؤمن. لا نفهم، ولكننا نُحبّ. لا نملك إلا دموعًا وسجودًا، فَخُذْهما، واجعلْ منهما بخورًا مقبولاً لديك. آمين.
جمرة القربان
يا كاس وقربانة من خبز ومن خمر عالمذبح مليانة حب ونار وجمر
أشعيا كمان بهيكل الزمان تناول القربان هالجمرة الشعلاني
– يا جمرة القربان شعشعي بالكاس
يا شعلة الايمان ضوي قلوب الناس، يا يسوع
بخبزك انت طحني بخمرك انت عجني
وبروحك روحني خبزني قرباني
– لكاسك المرفوع عكل الدنيي
بمحبي وخشوع نحنل مننحني، يا يسوع
انت الله معنا ضلك هيك جمعنا
وصوبك دوم ارفعنا بكاس وقرباني
٨-الصرخة الكبرى والموت
“صرخ يسوع بصوت عظيم وقال: يا أبتِ، في يديك أستودع روحي. وأسلم الروح.” (لوقا ٢٣: ٤٦) الساعة التاسعة، والصوت يزلزل الأرض.
لا صرخةَ يأس، بل صرخةَ تسليم. لا نداءَ عجز، بل خَتمُ المحبة المُطلقة. يا يسوع، ها قد بلغ الحبُّ منتهاه، وفُتِحَ القلب ليُسكب آخر ما فيه: الماءُ والدم، الحياةُ والكنيسة، العهدُ الذي لا يُكسر، لأنّك كُسرتَ لأجلنا. الصليب لم يكسرك، بل أنت كسرته. والموت لم يأخذك، بل أنت دخلتَه بإرادتك، لتقود فيه مواكب الحياة. انشق الحجاب، لا ليُفضَح سرّ الله، بل ليُكشَف مجده. فمن لحظة الموت، بدأت قيامةُ الراجين، وتبريرُ التائبين.يا من سلّمت الروح طوعًا، استودعناك نحن أيضًا أرواحنا، بيديك لا بيد العالم، في قلبك لا في أحكام البشر. اجعل صرختك الأخيرة بداية لنا، واغفر، كما غفرتَ للص اليمين، واذكرنا، كما وعدت من سألك:
“اذكرني يا رب، متى جئت في ملكوتك.” ففي هذه الساعة، علّقْنا على رجائك، وأسكنّا حيث القلب مطعون، والنعمة تجري، والسماء تُفتَح لكل من يؤمن.آمين.
(صمت…)
٩- وَضْع المسيح في القَبْر
“فأخذ يوسف الجسد، ولفَّه بكتان نقي، ووضعه في قبرٍ جديدٍ كان قد نحته في الصخر.” (متى ٢٧: ٥٩-٦٠)وأخيرًا… سكن الجسد. الذي كان يُقيم الموتى، صار محمولًا كالميت. الذي كانت الجموع تتبع خطاه، صار ملفوفًا بالصمت،
والذي ملأ الأرضَ حياةً… دخلَ القبر. لكن، هذا القبر ليس نهاية، بل رحمٌ يُخفي فيه اللهُ باكورةَ الخليقة الجديدة. في هذا السكون، تختبئ القدرة،
وفي هذا الحجر، يُختَم سرّ الخلاص. يا يسوع، جُرِّدتَ من كلّ شيء، حتى من قبرٍ تملكه! ودُفِنتَ لا لأنك مائت، بل لأنك زرعتَ نفسك في ترابنا، لتخرج بعد أيام، سنبلةَ حياة لا تفنى. كل حجر وُضع على بابك، هو وَعْدٌ: أن لا شيء يمكنه أن يسجنك، لا موت، لا خطيئة، لا ظلمة. يا من دُفنتَ بإرادتك، اجعل قلوبنا تُدفن معك: دفنًا لكل كبرياء، لكل أنانية، لكل خطيئة. علّمنا كيف ننتظر، لا كمن انطفأ، بل كمن يؤمن أن الفجر آتٍ. في قبرك يا رب، راحةُ المتعبين، وسكونُ المتألّمين، وعزاءُ كل الذين ينتظرون القيامة. فنحن لا نبكيك كمن مات، بل نُسجّيك كمن نثق بعودته. اجعل صمت القبر تهيئةً، واختبِئ فينا، كما اختبأتَ في حجرٍ، حتى يجيء نور الفصح… ونُشرق بك. آمين.
(صمت…)
١٠- سكون القبر
ونزول المسيح إلى الجحيم
“في هذا اليوم سكتت الأرض كلها، لأن ملكها قد نام.” (الليتورجيا السريانية) اليوم هو يوم الانتظار، يوم سكونٍ، حيث لا يصدر صوت، ولا تُرفع صرخة،
ولا تُسمع همسات المخلوقات. لكن في هذا الصمت، يعمل الله بما لا يُرى.
ما كان حتمًا ميتًا، صار في عمق الحياة، وما كان مغلقًا، صار بابًا للرجاء. في القبر،
ليس هناك موت، بل هناك انتظارٌ طويل. انتظارٌ ليس من ضعف، بل من إيمان:
أن القيامة قادمة. أيها الصامت، أنت لا تفتقر إلى الحياة، بل تُعدّها لنا.
اليوم دخلتَ أعماق الجحيم، لكي ترفع البشر إلى عرش الحياة.
الظلمة التي سادت الأرض، هي لم تكن إلا حجابًا يكشف عن نورٍ أبدّي، الحياة التي صارت تحت التراب، هي بذرةٌ تُنبت فجرًا جديدًا.
يا من نزلت إلى الجحيم، لتفتح أبواب الحياة للموتى، أنت قدوس في سكونك،
وساكن في قلوبنا، حتى إذا كان الموت يُخيّم، يظل الرجاء يُنبت بيننا. نحن في انتظارك يا من اخترت السكون، علّنا نجد في صمتك حضورًا، وفي موتك حياة،
وفي قبرك قيامة. اجعل قلوبنا اليوم مثل قبرك: مستعدة للقيامة، منتظرة للفجر،مؤمنة بنورك الذي لا يغيب. آمين.
(صمت…)
١١- القيامة والانتصار على الموت
“المسيح قام! بالحقيقة قام!” يا فجر القيامة، يا انتصار الحياة على الموت،
يا غلبة النور على الظلمة، لقد جئت لتكسر كل قيودنا، وتحوّل أحزاننا إلى تهليل، وآلامنا إلى فرح. في هذا اليوم، صُحِّحَت كل الأمور، في هذا اليوم، تجددت الخليقة، فالموت الذي كان يبتلع كل شيء، صار خاضعًا للحياة التي أتيتَ بها. يا يسوع، أنت القيامة والحياة، وأنت الذي سرت في ظلمات الموت، لتُضيء لنا طريق القيامة، لتنقلنا من الخوف إلى الرجاء، من الضعف إلى القوة، من الفناء إلى الأبدية. وفي هذا اليوم، يصرخ الحجر ليعلن: “المسيح قام!” وفي هذا اليوم، تُنادي الأرض: “المسيح قام!” وفي هذا اليوم، نشهد في كل الزهور، في كل لحظة، في كل نسمة: “المسيح قام!”
يا من قمتَ من بين الأموات، أحيِ فينا هذه القيامة، أن نرى الحياة في كل شيء، أن نعيش كل لحظة، كأننا نمشي في نورك. اجعلنا من شهود قيامتك، نحن الذين تألمنا، لنفرح فيك. أعطِنا قلوبًا مُتجددة، كما تجددت الأرض اليوم. لك وحدك المجد، أيها القائم من بين الأموات، لك وحدك الحياة، أنت النور الذي لا يغيب،
أنت الأمل الذي لا يفنى. اللهم، اجعل قيامتك فينا دائمًا، لنكون نورًا للآخرين، ويسوعًا حيًّا في عالمٍ يحتاجك. آمين.
! Mon ciel à moi
لكي أحتملَ نفيي في أرض الدموع،
أحتاجُ إلى نظرةِ مخلّصي الإلهي،
تلك النظرة المفعمة بالمحبّة، كشفت لي جماله،
وأشعرتني مسبقًا بسعادة السماء.
يسوعُ يبتسم لي، حين أتنهد نحوه،
فلا أعود أشعر بوطأة التجربة،
نظرةُ إلهي، وابتسامته الساحرة،
تلك هي سمائي أنا.
سمائي هي أن أستدرّ النعمة على الكنيسة المباركة،
على فرنسا الجانية، وعلى كل خاطئ،
من ذلك النهر الجميل، نهر الحياة،
الذي وجدتُ منبعه، يا يسوع، في قلبك.
أستطيع أن أنال كل شيء حين، في السر،
أكلّمك قلبًا لقلب، يا ملكي الإلهي،
تلك الصلاة الهادئة قرب المذبح،
تلك هي سمائي أنا.
سمائي مخبّأة في القربانة الصغيرة،
حيث يحجب يسوع، عريسي، ذاته من أجل الحب،
من ذلك الموقد الإلهي أستمد الحياة،
وهناك، مخلّصي الحبيب يُصغي إليّ ليلًا ونهارًا.
يا له من وقتٍ سعيد، حين، في حنانك،
تأتي، يا محبوبي، لتُبدّلني إلى ذاتك،
ذلك الاتحاد بالمحبّة، ذلك السكر الذي لا يُوصف،
تلك هي سمائي أنا.
سمائي هي أن أشعر في داخلي بصورتك،
يا من خلقتني بنفخةٍ من روحك القدير،
سمائي هي أن أبقى دائمًا في حضرتك،
أن أدعوك “أبي”، وأكون لك ابنًا.
بين ذراعيك الإلهيتين لا أخاف العاصفة،
تسليمي الكلي، تلك هي شريعتي الوحيدة،
أن أغفو على قلبك، قرب وجهك،
تلك هي سمائي أنا.
سمائي وجدتها في الثالوث الأقدس،
الساكن في قلبي، أسيرَ المحبّة،
هناك، أتأمل إلهي، وأقول له بلا خوف،
إني أريد أن أخدمه وأحبّه بلا رجوع.
سمائي هي أن أبتسم لذاك الإله الذي أعبده،
حين يشاء أن يختبئ ليمتحن إيماني،
أن أبتسم، منتظرًا أن ينظر إليّ من جديد،
تلك هي سمائي أنا.
١٢-الحياة الجديدة في المسيح
“هوذا الكل قد صار جديدًا!” (2 كورنثوس 5:17)
في هذا اليوم، نُعلن أن المسيح قام، لكن قيامته ليست مجرد حدث تاريخي،
بل هي بداية حياة جديدة للبشرية كلها. الظلام الذي غطّى الأرض في يوم الجمعة، هو نفسه الذي جُعل نورًا في فجر الفصح، وموتنا صار بداية لحياة جديدة في المسيح. في هذا اليوم الثاني بعد الفصح، تبدأ الرحلة الجديدة التي فيها يتبدل كل شيء، كما قال الرسول بولس: “هوذا الكل قد صار جديدًا”. لا مكان للأحزان القديمة، لا مكان للخوف، بل فقط نورٌ يملأ الظلمات، وفرحٌ لا ينتهي. المسيح القائم فينا لا يظل في القبر، ولا ننتظره ليحيا يومًا ما في المستقبل، بل هو حيٌ الآن، في كل قلبٍ مؤمن، في كل نفسٍ تحيا بروح الله. اليوم نُدعى لنسير في حياة جديدة، نترك وراءنا كل ما هو قديم، ونقبل فينا قوة القيامة التي تُجدّدنا، تُغيّر أفكارنا، تُحرّر أرواحنا، وتجعلنا شهودًا للمجد الذي لا يزول. يا من قمتَ من بين الأموات، أحيِ فينا هذه الحياة الجديدة، لتصبح خطواتنا شاهدًا لقيامك، وصوتنا مناديًا بحبك ورحمتك. اجعلنا نعيش اليوم وكل يوم
في قوة القيامة، لنكون منبعًا للنور في هذا العالم، ومصداقًا لفرحك الذي لا يزول. أيها القائم من بين الأموات، أنت الحياة الجديدة التي نبحث عنها، وإليك نرفع قلوبنا، ونصلي لتملأنا بحضورك في كل لحظة. آمين.
† صلاة مباركة،
بشفاعة العذراء الطاهرة،
التي وقفت بثبات تحت ظلّ الصليب،
علّمنا أن نحبّ حتى الألم،
وأن نؤمن حتى فجر القيامة،
وأن نرجو إلى أن يتجلّى المجد،
آمين.