
شرح صلاةِ الخَتَنِ الأُولى، عشيَّةَ أحدِ الشَّعانين
في صلاةِ الخَتَنِ الأُولى، عشيَّةَ أحدِ الشَّعانين، نتذكَّرُ أبانا يوسُفَ، الابنَ المحبوبَ لِيَعقوب، كَصُورَةٍ بارزَةٍ لِلعَهدِ القديم. نجدُ قصَّةَ يوسف في القسمِ الأخير من سفر التكوين (الأصحاحات 37-50). يُعتَبَرُ يوسُفُ، في التّقاليدِ الآبائيّةِ والليتُورجِيّة، رَمزًا للمسيحِ في حياتِهِ وموتِه، نَظَرًا لفضيلتِهِ وحياتِهِ المُمَيَّزة. قُيِّدَ يُوسُفُ، وَبِيعَ كَعَبدٍ إلى المصريّين، ولٰكنّه استعادَ كرامتَهُ في أرضِ مصر.
كُلُّ هٰذا يُوضِحُ سِرَّ التّدبيرِ الإلٰهِيّ، والوَعدِ، والفِداء الّذي في المسيح. فَفِي هٰذه الرِّوايَةِ الكِتابِيَّةِ حَولَ حياةِ يُوسُف، وَكيفَ آلَ انسِحاقَهُ في مِصرَ إلى حياةٍ مجيدة، صُورةٌ مُسبَقَةٌ عَنِ المسيحِ الّذي تنازَلَ كَعَبدٍ إلى الجحيم، فَحَوَّلَ عُبُودِيَّتَهُ ومَوتَهُ إلى حياةٍ أبديَّةٍ لِكُلِّ جِنسِ البَشَر.
وفي اليومِ نفسِهِ، تتذكَّرُ الكنيسةُ حادثةَ لَعنِ التّينةِ (مت 18:21)، وحادثةَ تطهيرِ الهيكل، وهُما حادثَتانِ وَثِيقَتا الصِّلَةِ بالأُسبوعِ العظيم، لِما فِيهِما من إظهارٍ لِقُدرةِ يَسُوعَ وَسُلطَتِهِ الإلٰهِيّتَين، وَمِنِ استِشرافٍ لِدَينُونَةِ اللهِ الآتِيَةِ على عَدَمِ إيمانِ قادَةِ اليَهُودِ الدِّينِيِّين.
ترمزُ التّينةُ إلى عُقمِ إسرائيلَ إذْ أَخفَقَ في قَبُولِ المسيحِ واستيعابِ تعالِيمِه. لَعنُ التّينةِ مَثَلٌ ولٰكِنَّهُ جاءَ بِفِعلٍ لا بِقِصّة، وفيهِ تلميحٌ إلى أنَّ كُلَّ التّقاليدِ الدّينيَّةِ الّتي لا تأتي بِأثمارٍ سوفَ تَيبَسُ وتموت، تمامًا كما جرى لِلتِّينةِ الّتي كانت ملأى بالأوراقِ الجميلةِ الغَضَّة، إلاّ أنّها كانت بِلا ثَمَر.
No Result
View All Result