استراتيجية مطوّرة للحماية من آثارها
الوقاية من إدمان المخدرات·· كيف؟
في تقرير صدر عن البروفسور جون تمبورد من مركز صحة المراهقين في أستراليا سبتمبر الماضي· تناول أهمية وطرق الوقاية والأخذ بعين الاعتبار ما هو متعارف عليه من الأسباب المؤدية إلى إدمان الشباب والمراهقين للمخدرات وذلك لتقليل الآثار المؤذية عن المخدرات· واعتبر أن الاستراتيجيات الوقائية تقلل ليس فقط نسبة الإدمان بل أيضا المشكلات الاجتماعية والصحية التي تترافق مع الإدمان والتي تتطوّر بناءً عليها قرارات الحماية·
تضمن التقرير دراسة الطرق المطوّرة في برنامج الوقاية حيث أفاد أن برامج الوقاية الاسترالية تأخذ أهدافاً متقدمة على أسس وقائية· بنيت على قواعد من برامج الصحة العقلية المحلية 1999، وبرنامج الوقاية من الجريمة 1999، هدفها توجيه ودعم الأبحاث والدراسات لتطوير ورفع مقدرة هذا البرنامج على الوقاية المبكرة والحماية اللاحقة من المشكلات التالية والمترتبة على إدمان المخدرات· وذلك عن طريق الحماية من الأوبئة الاجتماعية، وطرق تطور مناهج الحياة·
يوجد الآن ما يسمى بـ علم الوقاية وهو يعتمد على أسس البحث للتوصل إلى أساليب ووسائل الوقاية الصحية والاجتماعية والفردية عن طريق معرفة الأسباب والعوامل على المستويات الفردية والجماعية التي تؤدي إلى الإدمان والتدهور في المجتمع·
ما الخطر وما عوامل الوقاية من إدمان المخدرات؟
بالاستعانة بالتقنيات المستخدمة في دراسة عوامل الحماية من خطر الإصابة بأمراض القلب، أخذت الدراسات والأبحاث تدرس خلال ثلاثين عاماً الماضية عوامل الوقاية من الإدمان أو حتى تجربتها والتقليل من العوامل الخطرة والمؤدية إلى إدمان المخدرات عند المراهقين على المدى البعيد·
عدد من النظريات والأبحاث درس كلاً من خطر الإدمان وأسس الوقاية منه· وبدراسة هذه النتائج تم ملاحظة هذه الأسباب المختلفة سواء على صعيد المجتمع، الحياة الاجتماعية، العائلات، المدارس، الجماعات، الأفراد·
من هذه الأسباب:
1 – أسباب ناتجة عن المجتمعات:
هذه الأسباب تتضمن كلاً من القواعد والنظم القانونية والأخلاقية، ليونة الأنظمة، الأنظمة الاقتصادية، التحول وقدرة المستويات الثرية من المجتمعات في إفساد الأنظمة، الأسباب العائلية سواء من إدمان الآباء، ضعف الراوبط الأسرية، الصرعات الأسرية، التاريخ العائلي في إدمان المخدرات، الحمل عند الفتيات في أعمار مبكرة، الأذى الجسدي للأبناء الناجم عن الإدمان، الاعتداءات الجنسية على الأطفال، إدمان الكحول، المستوى الاقتصادي المنخفض للعائلات، انتشار المخدرات في المجتمع·
2 – المدرسة:
في مجتمعات المدارس مدى التدهور أو الانحلال الخلقي في هذه المجتمعات، الفشل الدراسي، العلاقة الضعيفة بين المدارس والأهالي·
3 – الجماعات الشبابية والأفراد:
هذه الأسباب تتضمن العوامل البنيوية مثل الحساسية المفرطة· الثورة الدائمة، التقليد الجماعي الميل إلى الإدمان، توافر المواد المخدّرة، اللجوء إلى المخدرات للابتعاد عن المشاكل، إضافة إلى المشاكل الأخلاقية·
فما طرق أو وسائل الوقاية والحماية من إدمان المخدرات؟
اعتماداً على المراجع السابقة تلخص وسائل الوقاية من الإدمان على ثلاث قواعد أو أسس رئيسية هي:
-عوامل فردية : (التوجيه الاجتماعي الإيجابي، الذكاء المرتفع، مرونة المعاملة)·
–أسس اجتماعية : (الحنان والدفء، العلاقات المترابطة، قواعد المحافظة على المجتمعات)·
– المعتقدات الصحية ورفع مفهوم السلوك الصحي : تزودنا الدراسات الحديثة ببعض أنماط الحياة أو العادات السيئة في تناول بعض الأدوية أو مواد نفّاذة تؤدي إلى الإدمان لاحقا، وباختصار فإن أكثر هذه الأنماط والعادات هي:
– شرب السجائر في عمر مبكر جداً (14 – 12 سنة)، شرب الكحول أو الأدوية المهدئة، تناول مواد محظورة ومحرّمة ( هذه العوامل تتراوح من معدل المتوسط إلى القوي في أسباب الإدمان)·
–العمر المبكر·
–نوع المواد المخدرة المتناولة في الأعمار بين (17 – 15) أو من عمر (24 – 18 سنة) وهكذا دواليك·
برامج الوقاية من الإدمان:
معرفة الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تناول المراهقين للمخدرات لم تأت من مجرد نتائج أبحاث بل من متابعة نتائج أبحاث ودراسات على مدى سنوات طويلة (مدى تواجد هذه الأسباب سواء على مستوى المجتمع، العائلة، المدرسة، الجماعات الشبابية، السلوك الفردي والأخلاقي)·
وعلى الرغم من المصطلحات العلمية أو المتعارف عليها والمستخدمة في النظريات الوقائية فإن البعد الجديد للوقاية هو الهدف ومدى فعاليات الحماية التي تؤدي إلى التغير السلوكي للأفراد· ويمكن وصف هذه البرامج بالماكينات أو آلات التوصيل والتأثير على المدى الطويل·
والاستراتيجيات المتبعة التي تتصف بالمظلة الواقية لوصف المنظمات المشرفة على هذه الخطط وهذه جداول توضح هذه الاستراتيجيات:
(الجدول المرفق) مزود بالتوضيحات المقترحة في البرامج بناء على المراجعة الحديثة لنظريات الوقاية، وتعتمد هذه التنظيمات أو المنظمات على تشديد أو توكيد دور المجموعة في برامج الوقاية من الإدمان اعتماداً على سلسلة الدعاوى القضائية بالتعاون مع هذه البرامج الوقائية وذلك لنشأة أطفال ذوي قدرات عقلية مميزة·
وبناءً على ما سبق فإن الجهود المبذولة في الوقاية من إدمان المخدرات والمشاكل اللاحقة منها لا يجعلها مهمة سهلة للتعامل معها بفترات قصيرة فإنها تحتاج إلى جهد مكثف ومطول ومتطور في مجالات عدة مثل
(المدارس مع الأسرة مع المجتمع)·
واستجابة لكل هذه المسائل والجهود لرفع مستوى حذر المجتمعات وتوعيتها على مدى أهمية الحماية والوقاية من مخاطر الإدمان فإن المزيد من الجهود مطلوب لزيادة المقدرة المحلية لتقديم الخدمات التوعوية والوقائية·
ومن المهم جداً للوقاية التأكيد على تقييم نتائج الجهود المبذولة، وتقييم هذه الجهود على عدة مستويات سواءً من تغييرات المجتمعات، معدل إدمان المخدرات، السلوك الاجتماعي، وذلك لتوفير أجواء تؤمن تغيير هذه الفئات المراهقة التي لديها استعداد لتناول المخدرات·
فهذه الفئة الشبابية عند وقايتها من إدمان المخدرات سوف تؤدي إلى تطور المجتمعات وتقلل من أسباب أو عوامل الإدمان، وبناءً عليها تتطور وتتغير استراتيجية خطط الوقاية من إدمان المخدرات.
No Result
View All Result
Discussion about this post