معجزات الإفخارستيا
أبرز المعجزات التي ارتبطت بالقربان المقدس في أوروبا:
١- أعجوبة القربان المقدس في لنشيانو – إيطاليا
التاريخ:
حوالي سنة 750 م.
المكان:
كنيسة القديس فرنسيس، في بلدة لنشيانو بإقليم أبروتسو الإيطالي.
الحدث:
أثناء القداس الإلهي، كان راهب باسيلي (من الرهبنة الشرقية) يصارع الشك في الحضور الحقيقي للمسيح في القربان الأقدس.
رفع صلاة حارة إلى الرب، طالبًا تأكيد إيمانه.
وعند نطقه بكلمات التقديس على الخبز والخمر، تحولت (القربانة) إلى قطعة لحم بشري حي، والخمر إلى دم بشري طازج.
المعجزة المادية:
-
قطعة اللحم: تبين أنها نسيج من عضلة قلب بشرية، بالتحديد من البطين الأيسر — المسؤول عن ضخ الدم إلى الجسم، رمز المحبة الإلهية.
-
الدم: تجمّد إلى خمس جلطات صغيرة، مختلفة في الشكل والحجم، لكنها كلها بنفس الوزن الغريب:
-
كل جلطة تزن 15.85 غرام.
-
وخمس جلطات معًا تزن أيضًا 15.85 غرام (فيما يبدو معجزة رياضية!).
-
التحاليل العلمية:
-
سنة 1970–1971، بأمر من الأسقف المحلي، أجريت تحاليل على اللحم والدم تحت إشراف البروفيسور أودواردو لينولي، خبير علم الأمراض.
-
النتائج أظهرت أن:
-
النسيج لحم بشري حي.
-
الدم من فئة AB (الفئة ذاتها التي وُجدت على كفن المسيح في تورينو).
-
لا وجود لأي مواد حافظة.
-
الدم يحتوي على بروتينات طبيعية كأنه دُرس في لحظته.
-
الاعتراف الكنسي:
الكنيسة الكاثوليكية اعترفت رسميًا بهذه الأعجوبة كعلامة حقيقية للحضور الفعلي للمسيح في القربان.
وما زالت القربانة الدموية والجلطات الخمس محفوظة بأعجوبة منذ أكثر من 1250 سنة، معروضة للتبجيل في كنيسة سان ليجيزيو بلنشانو.
٢- أعجوبة القربان المقدس في بولسينا – إيطاليا
التاريخ:
سنة 1263 ميلادية.
المكان:
كنيسة القديسة كريستينا، في مدينة بولسينا (قرب أورفييتو، إيطاليا).
الحدث:
كان الكاهن الألماني بطرس من براغ يعاني من شكوك داخلية حول الحضور الحقيقي لجسد المسيح في سر القربان الأقدس.
في إحدى القداسات التي كان يحتفل بها في كنيسة القديسة كريستينا، وبعد تلاوته لكلمات التقديس، حدثت الأعجوبة:
-
بدأ القربان ينزف دمًا حقيقيًا.
-
الدم تدفّق بغزارة، حتى بلل المذبح واللفائف البيض التي كانت تحت القربان.
الخطوات التالية:
-
حمل الكاهن المرتبك والمرعوب اللفائف الدامية إلى مدينة أورفييتو القريبة حيث كان يقيم البابا أوربان الرابع.
-
استمع البابا شخصيًا إلى رواية الكاهن، وأمر بتحقيق كنسي رسمي.
الاعتراف الكنسي:
بعد التأكد من المعجزة، أعلن البابا رسميًا قبولها كعلامة إلهية لتثبيت الإيمان بسر القربان.
نقلت اللفائف الدامية في موكب مهيب إلى كاتدرائية أورفييتو، حيث لا تزال محفوظة حتى اليوم للتبجيل.
الثمار الروحية:
🌟 تحت تأثير هذه الأعجوبة العظيمة، أعلن البابا أوربان الرابع في سنة 1264 إنشاء عيد “جسد الرب” (Corpus Christi) لكل الكنيسة الكاثوليكية.
🌟 وكلف القديس توما الأكويني بصياغة نصوص طقسية خاصة بعيد القربان، مثل:
-
الترتيلة الشهيرة “Pange Lingua” (يا لساني رتّل سر الجسد العجيب).
-
نشيد “Tantum Ergo” الذي لا يزال يُرتّل في السجود الإفخارستي حتى اليوم.
ملاحظة مضيئة:
بين أعجوبة لنشيانو (750م) وأعجوبة بولسينا (1263م)، تحتفظ الكنيسة بشهادتين لامعتين على الحضور الحقيقي للمسيح في القربان، لتكون منائر حيّة للإيمان عبر العصور.
صلاة تأملية أمام أعجوبة القربان
أيها الرب يسوع،
أيها الخبز النازل من السماء،
أيها الدم المسفوك حبًا وخلاصًا،
نحن نسجد أمام سر حبك العجيب،
ذاكرين الدموع التي سكبتها السماء،
يوم فجّر حبك دمًا حيًا
من قلب القربان الأقدس في بولسينا.
يا يسوع،
ثبّت قلوبنا الضعيفة بالإيمان،
كما ثبّت قلب خادمك بطرس من براغ،
حين مسحته بنزف حبك الخلاصي.
أيها الحمل المذبوح على مذابحنا،
زدنا شوقًا إلى مائدتك الإلهية،
اجعلنا شهودًا حقيقيين لحضورك الحقيقي،
ولا تدع شكًا أو برودًا يسكن في قلوبنا.
يا خبز الحياة، يا دم العهد الجديد،
لك السجود والمجد إلى أبد الدهور.
آمين.
٣- أعجوبة القربان المقدس في سيينا – إيطاليا:
التاريخ:
14 أغسطس 1730
المكان:
كنيسة القديسة كاترين في سيينا، إيطاليا
المناسبة:
كان الأهالي يحتفلون بعيد انتقال العذراء مريم إلى السماء، وكانت الكنيسة مزدحمة للغاية.
الحدث العجائبي
في خضمّ الاحتفالات، وفي غفلة من الرهبان، سُرقت علبة الذخائر (المونسترانس) التي تحتوي على الهوستيا المكرّسة (القربانات المقدسة).
وبعد ثلاثة أيام، عُثِر على القربانات داخل صندوق للصدقة في كنيسة أخرى في المدينة، مغطاة بالتراب والعفن. فقام الرهبان بجمعها وتنظيفها، ثم قرروا عدم استهلاكها بل حفظها في بيت القربان لمراقبتها إذا كانت ستتعفن مع الوقت.
ولكن ما حدث كان عجيبًا…
العجيبة
-
بقيت القربانات سليمة تمامًا، دون فساد أو تحلّل، رغم مرور الوقت.
-
وعلى مدار سنوات وقرون، بقيت ناعمة، طازجة، وغير متغيّرة، كما لو أنها قد خُبزت حديثًا.
-
حتى الخبز العادي الذي صُنع لاحقًا بنفس الطريقة فسد بعد وقت قصير، لكن القربانات المقدسة لم تتغيّر إطلاقًا.
الاعتراف الكنسي:
-
في عام 1914، أجريت دراسة علمية على هذه القربانات من قبل العلماء الإيطاليين، وأكّدوا:
-
أنها لا تحتوي على مواد حافظة.
-
لم يظهر فيها أي أثر لعفن أو تلف.
-
هي بنفس حالة الخبز الطازج.
-
-
تكررت الدراسات في 1980 على يد لجنة لاهوتية وطبية، وتوصلت إلى نفس النتيجة:
-
هذه القربانات خارقة للطبيعة في مقاومتها للزمن.
-
أعجوبة سيينا – إيطاليا (1730) هي واحدة من أشهر أعاجيب القربان المقدس في العالم، ومعترف بها من الكنيسة الكاثوليكية، وتُعدّ شهادة حيّة على حضور المسيح الحقيقي في الإفخارستيا.
🕊️ المغزى الروحي:
هذه الأعجوبة لا تتضمّن تحوّلًا جسديًا كما في لانشيانو، لكنها تؤكد على:
-
حضور يسوع الحي والثابت في الإفخارستيا.
-
قوّة المسيح في حفظ ذاته المقدسة من الفساد.
-
دعوة لكل مؤمن ليكرّم سرّ القربان باحترام وخشوع.
اليوم تحفَظ القربانات المقدسة في كنيسة القديسة كاترين في سيينا، ويمكن رؤيتها في الذخيرة الذهبية حيث تُعرض للزائرين والمصلّين حتى يومنا هذا.
٤- أعجوبة القربان المقدس في سانتاريم – البرتغال (1247)
التاريخ:
حوالي سنة 1247
المكان:
مدينة سانتاريم في البرتغال
تفاصيل الأعجوبة:
امرأة، كانت غارقة في الحزن بسبب خيانة زوجها، ذهبت إلى مشعوذة طلبًا للمساعدة. فطلبت منها الأخيرة أن تأتي بهوستيا مكرسة (أي جسد المسيح في الإفخارستيا)، مقابل مساعدتها في عمل سحر يعيد زوجها إليها.
فذهبت المرأة إلى القداس في كنيسة القديسة إستفانة (St. Stephen)، وتقدمت للمناولة، لكنها لم تبتلع القربانة، بل خبأتها في منديلها وغادرت.
لكن ما حدث خارج الكنيسة كان مذهلًا:
بينما كانت تمشي، بدأ المنديل ينزف دمًا حيًّا!
الناس لاحظوا الأمر، فاضطربت المرأة، وأسرعت إلى منزلها وخبأت القربانة في خزانة.
لكن:
-
في الليل، رأت خزانتها تُضاء بنور خارق.
-
وأُدهشت لرؤية ملاك يعبد القربانة النازفة.
-
فنهضت وذهبت في توبة عميقة إلى كاهن الرعية في صباح اليوم التالي، واعترفت بكل شيء.
🕊️ ما بعد الاعتراف:
-
ذهب الكاهن إلى منزلها، وجلب القربانة النازفة في موكب مهيب إلى الكنيسة.
-
تم حفظ القربانة في وعاء خاص من الشمع، ولاحقًا وُضعت في ذخيرة ذهبية تُعرف بـ”الخورسيا المقدسة” (the Holy Tabernacle).
-
الدم الذي نزل من القربانة لا يزال محفوظًا، وقد تحوّل إلى أنسجة حمراء داكنة تشبه دمًا متجلطًا.
الاعتراف الكنسي:
-
بقيت القربانة سليمة عبر القرون، ولم تفسد رغم العوامل الزمنية والمناخية.
-
حتى اليوم، يمكن مشاهدة القربانة المقدسة في كنيسة القديسة إستفانة، التي أصبحت تُعرف باسم كنيسة المعجزة.
-
تمت فحوصات على الذخيرة وأُكّد أنها تحتوي على دم بشري حقيقي.
-
أعجوبة القربان المقدس في سانتاريم – البرتغال (1247)، تُعدّ من أقدم وأشهر أعاجيب الإفخارستيا في العالم الكاثوليكي، وتُظهر بطريقة ملموسة الإيمان بحضور المسيح الحقيقي في القربان الأقدس.
المغزى الروحي:
هذه الأعجوبة:
-
تذكير حيّ بأن الإفخارستيا ليست رمزًا بل حضورًا حقيقيًا ليسوع الحيّ.
-
دعوة للتوبة، كما فعلت المرأة التي اختبرت رحمة الله رغم سقوطها.
-
إظهار قوّة المسيح حتى عندما يُساء استخدامه، فهو يحوّل الخطأ إلى شهادة إيمان.
اليوم في سانتاريم:
-
الكنيسة تستقبل آلاف الحجاج سنويًا.
-
تُعرض القربانة في ذخيرة ذهبية في العليّة، ضمن إطار زجاجي.
-
يُحتفل بذكرى الأعجوبة في الثاني من مارس من كل عام، بقداس احتفالي وزياح.
٥-أعجوبة القربان المقدّس في فافيرني – فرنسا (1608)
التاريخ:
بين 30 و31 مايو 1608، في عيد الثالوث الأقدس
المكان:
في دير القديس يوحنا المعمدان في بلدة فافيرني (Faverney)، شمال شرق فرنسا.
تفاصيل الأعجوبة:
في عشية عيد الثالوث الأقدس، تم تنظيم زياح وسجود للقربان المقدس داخل الكنيسة، حيث تم وضع الذخائر المقدسة والقربانة المكرّسة في خورسية مذهبة على مذبح خشبي مزيّن بالشموع.
في الليل… اندلع الحريق
-
أحد الشموع أسقطها تيار هواء.
-
اشتعل المذبح الخشبي وبدأ الحريق ينتشر.
لكن ما حدث بعد ذلك كان غير متوقّع:
القربانة المكرّسة والذخيرة ارتفعت عن المذبح، و بقيت معلّقة في الهواء لم تحترق بالرغم من النيران التي أحاطت بالمذبح شاهد المؤمنون والرهبان هذا الحدث بأعينهم، حيث بقيت القربانة المكرّسة معلّقة في الهواء أكثر من 30 ساعة!
-
بقيت القربانة معلّقة حتى اليوم التالي في وضح النهار، أمام شهود عيان كُثُر.
التحقيق الكنسي:
بعد انتهاء الحدث، أجرت الكنيسة تحقيقًا رسميًا، حضره:
-
أساقفة،
-
كهنة،
-
شهود من المؤمنين،
-
مسؤولون من الحكومة المحلية.
وخلص التحقيق إلى الاعتراف رسميًا بالأعجوبة كعمل إلهي لا يمكن تفسيره طبيعيًا.
تُعدّ واحدة من العلامات الباهرة التي تؤكّد الحضور الحقيقي ليسوع المسيح في سرّ الإفخارستيا، وتجلّت هذه المعجزة وسط الحريق الذي كان يمكن أن يلتهم الكنيسة ومحتوياتها، لكن يد الله تدخلت بطريقة فائقة للطبيعة.
🕊️ الرمزية الروحية:
-
تُظهر هذه الأعجوبة أن المسيح الحي في الإفخارستيا لا يُقهر حتى أمام النار والموت.
-
تذكير بأن سرّ القربان المقدس أقوى من العناصر الطبيعية، فهو نارٌ روحيّة لا تُطفأ.
-
تشبه رمزيًا المن في البرية، الذي حفظه الله لشعبه، والقربانة التي لم تحترق تذكّر بوجود الله الحيّ وسط شعبه.
اليوم في فافيرني:
-
يُحتفل بذكرى الأعجوبة سنويًا في احتفال مهيب.
-
الكنيسة التي وقعت فيها الأعجوبة أصبحت مزارًا شعبيًا للحجاج.
-
لا تزال الوثائق الأصلية المحفوظة في أرشيف الكنيسة تثبت شهادات العيان.
٦- أعجوبة القربان المقدّس في بروكسل – بلجيكا (1370)
التاريخ:
سنة 1370، في زمن كانت فيه أوروبا تعيش اضطرابات دينية ومجتمعي
المكان:
في بروكسل، بلجيكا، وتحديدًا في حي يُعرف اليوم بـ Sablon.
تفاصيل الأعجوبة:
في تلك الفترة، كان هناك توتّر كبير بين المسيحيين وبعض الجماعات التي كانت تعارض العقائد الكاثوليكية، وبخاصة سرّ الإفخارستيا.
-
وفقًا للتقليد، قامت جماعة من المهرطقين أو أشخاص مدفوعين بالكراهية بسرقة قربانات مكرّسة (الهوستيا المقدسة) من كنيسة في بروكسل، بهدف تدنيسها خلال طقس شعوذة.
ما حدث بعد ذلك…
-
خلال محاولة طعن القربانات أو تدنيسها، بدأت تنزف دمًا حقيقيًا.
-
الدم سال بغزارة من القربانات، مما أربك المعتدين، فهربوا وتركوا القربان.
-
تم اكتشاف القربانات الملطخة بالدم في وقت لاحق، ونُقلت إلى الكنيسة في موكب مهيب.
التحقيق الكنسي:
-
الكنيسة الكاثوليكية أجرت تحقيقًا رسميًا وشهادات موثّقة من المؤمنين.
-
تم الاعتراف بالأعجوبة كعلامة حقيقية من الله على قدسية الإفخارستيا.
-
منذ القرن الرابع عشر، تحتفل بروكسل سنويًا بهذه الأعجوبة بزياح رسمي للقربان المقدّس.
-
تُعدّ من أكثر الأعاجيب الإفخارستية إثارة وتأثيرًا، لما تحمله من رسالة عميقة حول قدسية القربان ورفض الرب للتدنيس أو الإهانة.
الآثار والمزار اليوم:
-
القربانات التي نُزفت محفوظة في كاتدرائية القديس ميخائيل والقديسة كودولا في بروكسل.
-
لوحة رائعة تصور الأعجوبة لا تزال موجودة في الكاتدرائية.
-
حتى اليوم، يُقام زياح سنوي يسمى “زياح القربان المقدس للدم” (Procession of the Holy Blood).
🕊️ الرمزية الروحية:
-
هذه الأعجوبة تؤكد إيمان الكنيسة بأن الخبز في الإفخارستيا ليس مجرد رمز، بل هو جسد المسيح الحقيقي.
-
دم المسيح المنسكب في القربانات يذكّر بآلامه وذبيحته، ويظهر أنه حيّ في القربان ويدافع عن قداسته.
-
الأعجوبة هي نداء للكنيسة والمؤمنين بأن يقتربوا من المذبح بوقار وخشوع ومحبة.
🎶 أنشد، يا لساني 🎶
(ترجمة شعرية لـ Pange Lingua Gloriosi)
أنشد، يا لساني،
سرّ الجسد المجيد،
دم الفادي الثمين،
المراق على الصليب،
ثمرة الطهر العظيم،
من رحم عذراء نقي.
أعطانا خلاصًا جديدًا،
وُلد للعالم الغريب،
سكن بين البشر حقًا،
وبكلمة محبّة عجيب،
زرع بذار الحياة،
وأضاء طريق القلوب.
في ليلة العشاء الأخير،
وسط إخوة الإيمان،
أسلم نفسه غذاءً،
بلحم حقيقي وخبز وأمان،
وأعطى كأس الخلاص،
مِيراث حبّ للزمان.
فلنسجد بسرورٍ عميق،
للسرِّ المبجَّلِ في قلوبنا،
ولتنهزم أشكال العهد القديم،
أمام نور النعمة فينا،
ولتدعم الإيمان عجز الحواس،
ولتنطق الأرواح بالهتاف.
للمولود من الآب السرمدي،
مع الابن والمصدر العجيب،
والروح الذي منهما يسري،
التسبيح والتمجيد والترحيب،
المجد لك، أيها الإله الواحد،
في الدهور بلا انتهاء!
آمين
أبرز المعجزات التي ارتبطت بالقربان المقدس في أمريكا اللاتينية:
١- أعجوبة القربان المقدس – بوينس آيرس، الأرجنتين (1996)
التاريخ:
18 أغسطس 1996.
مكان الحدث:
كنيسة صغيرة تحمل اسم Santa María في حيّ ألكوبر (Almagro)، مدينة بوينس آيرس.
كيف بدأت الأعجوبة:
أثناء قداس إلهي مسائي، سقطت برشانة مكرّسة على الأرض خلال المناولة.
التزم الكاهن بالتعليمات الليتورجية فوضع البرشانة في كأس ماء داخل بيت القربان، منتظرًا أن تذوب طبيعيًا خلال الأيام التالية.
علامة خارقة:
بعد بضعة أيام، لاحظ خادم المذبح أن البرشانة لم تذب،
بل تحوّلت إلى مادة حمراء نابضة، أشبه بلحمٍ حيّ مدمّى.
الاعتراف الكنسي:
استُدعي الكاردينال خورخي ماريو برغوليو (لاحقًا البابا فرنسيس)،
الذي أمر بإجراء تحاليل علمية دقيقة بعيدًا عن أي إعلان علني، حفاظًا على قدسية الحدث.
نتائج التحليل العلمي:
-
النسيج كان عضلة قلب بشرية (البطين الأيسر تحديدًا).
-
الخلايا كانت نابضة بالحياة، وكأن العينة أُخذت من قلبٍ حيّ لا ميت.
-
وُجدت علامات توتر شديد، مما يشير إلى ألم وعذاب حاد لحظة أخذ العينة.
-
فصيلة الدم كانت AB، وهي نفسها على كفن المسيح في تورينو.
-
لم توجد أي مواد حافظة، ومع ذلك بقيت العينة محفوظة بطريقة معجزيّة.
🕊️ الرسالة الروحية:
هذه الأعجوبة تؤكّد بقوة إيمان الكنيسة أن يسوع المسيح حيّ حقًا وحاضر حقًا في سرّ القربان، بجسده ودمه وروحه ولاهوته، حاضرٌ بين أحبّائه، متألّمًا لأجلهم، ومقيمًا معهم حتى انقضاء الدهر.
٢- أعجوبة القربان المقدس في تيكستلا، المكسيك (2006)
التاريخ:
21 أكتوبر 2006
المكان:
تيكستلا (Tixtla)، ولاية غيريرو، المكسيك – كنيسة القديس مارتن دي تورس (San Martín de Tours)
كيف بدأت الأعجوبة:
أثناء توزيع المناولة في قداس لبعثة رعوية، لاحظ أحد الشمامسة أن إحدى الهوستيا المكرّسة بدأت تنزف مادة حمراء تشبه الدم.
-
القربانة كانت لا تزال سليمة، لكنها احتوت فجأة على بقعة حمراء تتسع تدريجيًا.
-
تم الاحتفاظ بها في بيت القربان، وتم إبلاغ الأسقف المحلي.
الاعتراف الكنسي:
بتكليف من الأسقف أليخاندرو إيلينا، تم فتح تحقيق كنسي رسمي، وشُحنت العينة إلى فريق طبي عالمي المستوى لدراستها، بقيادة:
-
د. ريكاردو كاستانيون غوميز (خبير في علم النفس العصبي وتحليل الأعاجيب الإفخارستية)
-
فرق متخصصة من جامعة البوليتكنيك المكسيكية ومختبرات دولية.
نتائج التحاليل:
-
المادة الحمراء في القربانة تبيّن أنها:
-
دم بشري حقيقي
-
من زمرة AB – وهي نفس فئة الدم التي ظهرت في أعاجيب أخرى (لانشيانو، بوينوس آيرس).
-
-
النسيج المكتشف هو:
-
نسيج قلب بشري حي، وبالتحديد نسيج من عضلة القلب تحت ضغوط عنيفة (myocardium)، أي في حالة عذاب.
-
يحتوي على خلايا دم بيضاء نشطة، مما يدل على أن النسيج كان حيًّا لحظة التحليل.
-
-
لا يوجد أي أثر للتعفّن أو التحلل رغم مرور الزمن، مما يتعارض مع قوانين الطبيعة.
-
هي من بين أحدث وأهم الأعاجيب الإفخارستية المعترف بها، وقد درست علميًا بتقنيات حديثة، مما أضاف لها مصداقية روحية وعلمية فريدة.
-
أقرّ الأسقف المحلي بأصالة الحدث،
-
وسُمح بعرض القربانة في الكنيسة للزوار المؤمنين.
-
اعتمدها المجلس البابوي للأعاجيب الإفخارستية ضمن الأعاجيب الحديثة الموثّقة.
-
البعد اللاهوتي والروحي:
-
هذه الأعجوبة تعلن بوضوح أن القربانة ليست رمزًا فقط، بل جسد حقيقي للمسيح، حيّ، معذّب، مُقدَّم حبًا للبشرية.
-
كونها نسيج قلب حي يُظهر أن المسيح ما زال يقدّم قلبه لكل واحد في الإفخارستيا.
-
الأعجوبة دعوة للإيمان العميق بسرّ القربان، وللرجوع إلى العبادة الحيّة بخشوع ووقار.
🕊️ صلاة تأملية
يا من جعلت جسدك مأوى للرحمة،
وقدمت قلبك على المذبح حبًا لنا،
هبنا أن نؤمن، ونعبد، ونحبك في سرّ الإفخارستيا،
كما أحببتنا حتى نزفت قلبك في خبزة الحياة،
آمين.
أبرز المعجزات التي ارتبطت بالقربان المقدس في آسيا :
١- أعجوبة القربان المقدّس في شيراتاكونام (Chirattakonam)، الهند
التاريخ:
28 أبريل 2001
المكان:
كنيسة القديسة مريم (St. Mary’s Church), شيراتاكونام – ولاية كيرالا، الهند.
كيف بدأت الأعجوبة:
في أثناء سجود إفخارستي كان يُقام كل شهر، وفي هذا اليوم كان يتواجد الكاهن وعدد من المؤمنين للصلاة أمام القربان.
-
وُضعت هوستيا كبيرة داخل القربانة (Monstrance) كما في سجود القربان.
-
بعد وقت من الصلاة، لاحظ المؤمنون والكاهن ثلاث نقاط من الدم بدأت تظهر على الهوستيا المقدسة.
-
بعد مرور أيام قليلة، بدأت تتشكّل ملامح وجه إنساني على القربانة، بشكل واضح ومثير للدهشة – وتبيّن أنه وجه المسيح يسوع:
-
وجه يسوع بدا متألمًا، بعينين مفتوحتين وملامح تشبه وجوه المسيح التقليدية في الفن الأيقوني.
-
الثلاث نقاط من الدم كانت بارزة بلون أحمر قانٍ، وأعطت انطباعًا بأنها تنزف من قلب القربانة.
-
تغيّر مظهر الهوستيا لم يكن بفعل مواد خارجية أو تقادم الزمن، بل ظهر بشكل غير مفسّر علميًا.
الاعتراف الكنسي:
-
أبلغ الكاهن المسؤول – الأب جون ماريا – الأسقف المحلي في أبرشية تريفاندروم.
-
أُخذت صور فوتوغرافية للهوستيا.
-
الكنيسة لم تُصدر بيانًا رسميًا نهائيًا بخصوص إعلانها كـ”أعجوبة معترَف بها”، لكنها سمحت بنشر الخبر والصور لأغراض التأمل والتقوى الشخصية.
-
المعجزة أدرجت لاحقًا في مشروع الأعاجيب الإفخارستية الذي نظّمه الطوباوي كارلو أكوتيس.
-
تُعد من الأعاجيب الإفخارستية الرائعة التي تحمل بُعدًا رمزيًا عميقًا، إذ جمعت بين العلامة الحسية (نزف الدم) والرؤية الرمزية (ظهور وجه المسيح)، في إعلان حيّ عن حضور يسوع الحقيقي في سرّ القربان.
أبعاد رمزية ولاهوتية:
-
الثلاث نقاط من الدم تذكّرنا بجراح المسيح، خصوصًا في اليدين والقدمين وجنبه.
-
ظهور وجه المسيح على القربانة هو علامة على أن:
“من رآني فقد رأى الآب” (يو 14: 9)
و”هذا هو جسدي… هذا هو دمي” (مر 14: 22–24) -
هذه الأعجوبة تدعو المؤمنين إلى العودة لعبادة القربان بخشوع، وبإيمان حيّ بأننا في حضرة الله الحي.