ــــــــــــــــــــــ الـوقـاية الأولية ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي منع الأبناء من الوقوع في الإدمان، وهذا يبدأ في سن مبكرة، ويرتكز على محورين، الأول: محور العلاقة القوية والنقاش الهادئ المفتوح مع الأبناء، وتعويدهم على هذا في سن مبكرة، وإعطائهم الفرصة دائمًا للحديث عن أحوالهم وأصدقائهم. والثاني: أن يكون الوالدان مستمعين جيدين، لا يرهب الابن في أي عمر من التحدث معهما أو الاستفسار منهما والرجوع إليهما في كل ما يعرض له من مشاكل. وهذا هو صمام الأمان للأبناء منذ السنوات الأولى من الحياة. وبعد ذلك في مراحل الطفولة والمراهقة المختلفة، وحتى بعد سن الثامنة عشر فلا بد أن تبقى هذه القنوات من الاتصال مفتوحة، وأن يكون الوالدان والأبناء في حوار هادئ دافئ بنَّاء ودائم. وفي حالة تحدث الابن أو الابنة عن موضوع شائك مثل أنه رأى صديقًا يدخن سيجارة حشيش أو سمع عن شباب يتعاطون الهيروين، أو يشربون الكحول، فلا بد من مناقشة الموضوع دون تشنج وأوامر بعدم الاختلاط والحديث مع هذا وذاك، حتى لا يُصدم الابن برد فعل العائلة مما يؤدي به إلى تحاشي الحديث إليهم، وهذا ما يزيد من فرصة وقوعه في الخطأ والانحراف، ولذلك فإن طرح المواضيع ومناقشتها وإعطاء الرأي والمشورة والنصيحة (الهادئة) فهذا هو الأفضل. وإذا شعر الوالدان بضرورة الاستعانة بالمراجع العلمية والكتب وشبكة الإنترنت فلا داعي للتردد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوقاية الثانوية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونعني بها قدرة الأهل على اكتشاف الإدمان في وقت مبكر قبل أن تستعصي المشكلة، وهذا يعني الاهتمام بأي تغير يطرأ على سلوك وصحة وتصرفات المراهق، مثل: زيادة الصرف من النقود دون مبرر واضح، أو الانعزال في الغرفة على غير عادة، والتكتم على بعض الأوراق والحاجيات، والاتصالات التليفونية الهامسة السرية، والتأخير غير المعهود خارج المنزل، بالإضافة لملاحظة الاختلاف في صحة الشاب. فالشحوب والسرحان والنحول ونقص الوزن كلها من مظاهر الإدمان المعروفة. وقد يجد الأهل بعض المواد أو الحبوب الغريبة في حوزة الابن، أو ورق القصدير الذي ليس من العادة الاحتفاظ به في غرفة النوم أو الحمام وأحيانًا محاقن (سرنجات) مستعملة أو غير مستعملة، مع وجود شمع وأشياء أخرى ترتبط بالتعاطي. ولا يجوز إغفالها، وفي حالة حدوث اشتباه في أي من هذه الأمور فإن رد الفعل يجب أن يكون هادئًا حنونًا، نعرض فيه خدماتنا على الابن، ونشرح له أن وقوعه في مشكلة ليس نهاية العالم إذا هو قرر حلها، وإذا كان هناك نية قوية مع اعتراف بالمشكلة فلا بد من استشارة أهل الاختصاص وعدم التعامل مع الموضوع دون خبرة ودراية أو التصرف بأسلوب خاطئ مثل حجز الابن في البيت ومحاصرته. مما قد يؤدي لدخوله في أعراض انسحابية قاتلة، أو محاولة منع التعاطي بأسلوب بوليسي شرطي شديد قد يعطي نتائج سلبية أكثر من حله للمشكلة. فمهما بلغ الوالدان من الثقافة فلا بد لهما أن يستمعا لما يقوله الخبراء. وهم في الإدمان الأطباء النفسيون تحديدًا. لأن خطة العلاج وسحب المخدر وعودة الشاب لحياته الطبيعية لا بد أن تكون ضمن خطة علاجية متخصصة يتعاون فيها الشاب وعائلته مع الفريق المعالج.
|
Discussion about this post