
المعجزات التي حدثت بعد موت المسيح على الصليب
حوادث مصاحبة لموت المسيح
(متى ٢٧: ٥١ـ ٥٤)
وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، 52 وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ 53 وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. 54 وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوْا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ، خَافُوا جِدًّا وَقَالُوا: «حَقًّا كَانَ هذَا ابْنَ الله.
وهذه الأحداث هي:
١ـانشقاق حجاب الهيكل
٢ـزلزلة الأرض وتشقق الصخور
٣ـتفتُّح القبور وقيامة القديسين ووساقوم بدراستها:
١ـانشقاق حجاب الهيكل:
‘‘فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ ٱلْهَيْكَلِ قَدِ ٱنْشَقَّ إِلَى ٱثْنَيْنِ’’ (متى 27: 50-51).
لدى موت يسوع، انشقّ حجاب المسكن الذي يفصل القدس عن باقي الهيكل من فوق إلى أسفل، وهكذا هدمت ذبيحة يسوع الحاجز الذي يفصل بين الله والناس،
عند موت المسيح في الساعة التاسعة، انشق حجاب الهيكل، وهو ستارة ضخمة من القماش، عرضها حوالي 7 متر وارتفاعها 14 مترا، وهي تفصل بين القدس وقدس الأقداس، ولا يمكن أن يرى هذا الانشقاق إلا الكهنة، فهم وحدهم المسموح لهم بالدخول إلى القدس، وقد آمن بعضهم وأعلن ما حدث.
وانشقاق الحجاب إشارة ثانية إلى نهاية الكهنوت اليهودي، وبداية الكهنوت المسيحي، {كانت الإشارة الأولى في (متى 26: ٦٥)، عندما مزق قيافا رئيس الكهنة ثيابه}، إذ أتم المسيح الفداء على الصليب كرئيس كهنة، قدّم نفسه ذبيحة عنا، وبموته فتح لنا الطريق إلى الأقداس، أي فردوس النعيم وملكوت السماوات، إذ لم يكن مسموحا في العهد القديم أن يدخل أحد إلى قدس الأقداس إلا رئيس الكهنة ومعه دم يرشه على تابوت العهد. أما الآن، فالمسيح رئيس الكهنة بشق جسده، أي موته على الصليب، فتح لنا الطريق إلى الأقداس، فنستطيع، ليس فقط أن ننظر إلى الهيكل والمذبح في الكنيسة، بل نتناول جسده ودمه الأقدسين.
حجاب الهيكل إنشق: انشقاق الحجاب الذي يفصل القدس عن قدس الأقداس يكشف عن عمل المسيح الخلاصي، إذ بموته انفتح باب السموات للمرة الأولى، لكي ندخل قدس الأقداس الإلهية خلال إتحادنا بالمسيح. وكان قدس الأقداس لا يدخله سوى رئيس الكهنة ولمرة واحدة في السنة يوم عيد الكفارة، والحجاب كان ليحجب مجد الله الذي يظهر ما بين الكروبين المظللين لتابوت العهد. وكان مذبح البخور الذي يرمز لشفاعة المسيح خارج قدس الأقداس، هو موجود في القدس. ولكن بعد شق الحجاب تراءى مذبح البخور لقدس الأقداس وهذا معناه أن المسيح بموته على الصليب دخل إلى السماء ليشفع فينا أمام الآب شفاعة كفارية. ولذلك قال بولس الرسول أن شق الحجاب يرمز لموت المسيح على الصليب بل أن الحجاب نفسه يرمز لجسد المسيح (عبرانيين 9: 24؛ 19:10).
ومن ناحية أخرى فشق الحجاب كان يدل على نهاية الكهنوت اليهودي “هو ذا بيتكم يترك لكم خرابًا” (مت38:23). ويوسيفوس المؤرخ اليهودي يقول أنه في وقت صلب الرب خرج من الهيكل أصوات قوات سمائية تقول “لنرحل من هنا” أماّ الحجاب في الكنائس المسيحية فهو ليس ليحجب مجد الله عن أحد، بل بحسب اسمه اليوناني إيكون ستاسيس أي حامل الأيقونات. ووضع الأيقونات عليه إشارة لأن هؤلاء القديسين هم في السماء، فالهيكل هو رمز للسماء في الكنيسة.
د . فهد اليان.
* في كل المنشورات: الله = إلوهيم والرب = يهوه ويسوع = يهوه شوع كما جاءت في النسخ الأصلية للكتاب المقدس.
No Result
View All Result