ابرز المرشحين: من سيكون البابا الجديد؟
بيترو بارولين – إيطالي – 70 عاماً

الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين، المعروف بصوته الهادئ، شغل منصب وزير خارجية الفاتيكان في عهد البابا فرنسيس، ما جعله بمثابة المستشار الأول للبابا. ويترأس أيضاً الكوريا الرومانية، وهي الإدارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية.
وقد أدّى عملياً دور “نائب البابا”، ما يجعله بنظر البعض من أبرز المرشحين لتولي المنصب الأعلى.
ينظر إليه بعض المراقبين على أنه يفضل التركيز على الدبلوماسية والرؤية العالمية أكثر من التمسك الصارم بعقيدة الكنيسة الكاثوليكية. منتقدوه يعتبرون ذلك نقطة ضعف، بينما يرى فيه مؤيدوه مصدر قوة.
ومع ذلك، فقد عبّر بارولين عن مواقف متشددة تجاه قضايا اجتماعية مثيرة للجدل، إذ وصف تصويتاً تاريخياً في جمهورية أيرلندا عام 2015 لصالح تقنين زواج المثليين بأنه “هزيمة للإنسانية”.
ورغم أن مكاتب المراهنات قد تضعه في الصدارة، إلا أن الكاردينال بارولين يدرك تماماً مثل سائر الكرادلة قوة المثل الإيطالي الشهير الذي يعكس مدى عدم قابلية التنبؤ بنتيجة المجمع: “من يدخل المجمع البابوي بابا، يخرج منه كاردينالاً”.
من أصل 266 بابا، كان 213 منهم إيطاليين، ورغم مرور أكثر من 40 عاماً على انتخاب آخر بابا إيطالي، فإن التراجع في النفوذ الأوروبي داخل القيادة العليا للكنيسة قد يعني أن عودة البابا الإيطالي لن تكون قريبة.
روبرت ساره – غينيا – 79 عاما
– الجنسية: غينية
– العمر: 79
– يشتهر الكاردينال ساره، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين المحافظين في الكنيسة، بالتزامه بالعقيدة والطقوس التقليدية.
– غالبًا ما يُعتبر معارضاً لتوجهات البابا فرانسيس الإصلاحية.
– أصبح أصغر رئيس أساقفة عندما كان عمره 34 عامًا، حيث عينه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفًا في كوناكري، غينيا.
– لديه مسيرة مهنية طويلة ومؤثرة، وتقاعد في عام 2021 كرئيس لمكتب الفاتيكان الذي يشرف على الطقوس الليتورجية للكنيسة الكاثوليكية.
– سارا عيّنه البابا فرنسيس سنة 2014، والّذي كان قد نشر الأسبوع الماضي إرشادات لاحتفالات الفصح، “عُيِّنَ رئيس أساقفة كوناكري خلال حبريّة يوحنّا بولس الثّاني، وكان صورة مقاومة النّظام الماركسيّ في عهد الرّئيس أحمد سيكو توري. في تشرين الأوّل 2001، استُدعي إلى روما ليكون أمين سرّ مجمع أنجلة الشّعوب، المسؤول عن الأساقفة في بلدان الرّسالات: أيّ معظم أميركا اللّاتينيّة وأفريقيا وآسيا.
في 7 تشرين الأوّل 2010، عيّنه بندكتس السّادس عشر رئيسًا للمجلس الحبريّ Cor Unum الّذي كان يرافق وينظّم الأعمال الخيريّة للمنظّمات الكاثوليكيّة في العالم. عُيِّنَ كاردينالاً خلال كونسيستوار 20 تشرين الثّاني 2010، وترأّس سنة 2014 مجمع العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسرار بقرار من البابا فرنسيس.”
– استلم عميد المجلس الحبري “القلب الواحد” للتنمية الإنسانية والمسيحية في الفاتيكان، وأشار خلال سينودس العائلة على أهمية التصدي للتطرف الغربي. مشيراً إلى أن ايديولوجية الجندر تشكل خطراً على العائلات المسيحية اليوم تماماً كخطر الاضطهاد من تنظيمات متشددة.
– قَبِل البابا فرنسيس، استقالة الكاردينال الغينيّ روبرت سارا من مهامه كعميد لمجمع العبادة الإلهيّة، بعد بلوغه الخامسة والسّبعين.
لويس أنطونيو جوكيم تاغلي – فلبيني – 67 عاماً

هل يمكن أن يأتي البابا القادم من آسيا؟
الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي يتمتع بخبرة رعوية تمتد لعقود، ما يعني أنه خدم فعلياً بين الناس كراعٍ وموجّه، وليس فقط كدبلوماسي للفاتيكان أو خبير منغلق على قوانين الكنيسة.
تلعب الكنيسة الكاثوليكية دوراً بالغ التأثير في الفلبين، حيث يُشكّل الكاثوليك نحو 80 في المئة من السكان. وتضم البلاد حالياً خمسة كرادلة في المجمع الكنسي، وهو رقم قياسي، ما قد يشكّل كتلة ضغط مهمة إذا قرروا دعم تاغلي.
يُنظر إليه كصوت معتدل في السياق الكاثوليكي، وقد لُقّب بـ”فرنسيس الآسيوي” نظراً لاهتمامه بالقضايا الاجتماعية وتعاطفه مع المهاجرين، وهي سمات يشترك فيها مع البابا الراحل فرنسيس.
في ما يتعلق بالمواقف الأخلاقية، يعارض الكاردينال تاغلي الإجهاض، واصفاً إياه بـ”نوع من القتل”، وهو موقف يتماشى مع عقيدة الكنيسة بأن الحياة تبدأ منذ الحمل. كما عارض القتل الرحيم.
لكن في عام 2015، حين كان رئيس أساقفة مانيلا، دعا الكنيسة إلى إعادة النظر في مواقفها “القاسية” تجاه أفراد مجتمع الميم والمطلقين والأمهات العازبات، معتبراً أن التشدد السابق ألحق أذىً دائماً وترك الناس يشعرون بأنهم “موصومون”، وأن كل فرد يستحق التعاطف والاحترام.
يُذكر أن اسم الكاردينال تاغلي طُرح كمرشح محتمل للبابوية منذ مجمع 2013 الذي اختير فيه فرنسيس.
وعندما سُئل قبل عقد عن رأيه في ترشيحه للبابوية، أجاب مازحاً:
“أتعامل مع الأمر كأنه نكتة! إنه مضحك”.
فريدولين أمبونغو بيسونغو – كونغولي – 65 عاماً

من الممكن جداً أن يأتي البابا القادم من أفريقيا، حيث تواصل الكنيسة الكاثوليكية توسّعها وتسجيل ملايين الأتباع الجدد. ويُعد الكاردينال فريدولين أمبونغو أحد أبرز المرشحين، وهو من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
يشغل منصب رئيس أساقفة كينشاسا منذ سبع سنوات، وقد عيّنه البابا فرنسيس كاردينالاً، ما يعكس ثقته به ومكانته في هيكل الكنيسة.
من الناحية العقائدية، يُعتبر أمبونغو محافظاً ثقافياً، وقد عارض بشدة منح البركة لعقود الزواج بين أفراد مجتمع الميم، قائلاً إن “اتحاد الأشخاص من نفس الجنس يُعتبر مناقضاً للأعراف الثقافية وشرّاً متأصلاً”.
رغم أن المسيحية هي الديانة السائدة في الكونغو الديمقراطية، إلا أن المسيحيين هناك عانوا من الاضطهاد والقتل على يد جماعات مسلحة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وفي هذا السياق، يُنظر إلى الكاردينال أمبونغو كمدافع شرس عن الكنيسة ووجودها.
ومع ذلك، فقد دعا في مقابلة عام 2020 إلى احترام التعددية الدينية، قائلاً:
“ليكن البروتستانت بروتستانت، والمسلمون مسلمين. سنتعاون معهم، لكن على كل طرف أن يحافظ على هويته”.
مثل هذه التصريحات قد تدفع بعض الكرادلة إلى التساؤل عمّا إذا كان يتبنى بالكامل رؤية الفاتيكان التبشيرية التي تهدف إلى نشر رسالة الكنيسة الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم.
بيتر كودوو أبياه توركسون -غاني – 76 عاماً

إذا تم اختياره من قبل زملائه، فسيحمل الكاردينال المؤثر بيتر توركسون شرف أن يكون أول بابا أفريقي منذ أكثر من 1500 عام.
وعلى غرار الكاردينال أمبونغو، سبق له أن صرّح بعدم رغبته في تولي المنصب، قائلاً في مقابلة مع بي بي سي عام 2013: “لست متأكداً ما إذا كان أحد يتطلع فعلاً لأن يصبح بابا”.
وعندما سُئل عمّا إذا كان لأفريقيا أحقية في أن تقدّم البابا المقبل نظراً لنمو الكنيسة في القارة، أجاب بأن الاختيار لا يجب أن يُبنى على إحصائيات، لأن “مثل هذه الاعتبارات تعكّر صفو الأمور”.
يُعد توركسون أول غاني يُمنح لقب كاردينال، وقد حصل عليه في عام 2003 على يد البابا يوحنا بولس الثاني.
وكان من أبرز المرشحين للبابوية في مجمع 2013، الذي انتهى بانتخاب البابا فرنسيس. في الواقع، وضعته مكاتب المراهنات حينها على رأس القائمة قبل بدء التصويت.
يُعرف توركسون بشخصيته الحيوية، وكان في شبابه يعزف الغيتار في فرقة موسيقى “فانك”.
وعلى غرار العديد من الكرادلة الأفارقة، يميل إلى المحافظة في آرائه الدينية، لكنه يتبنى مواقف أكثر اعتدالاً بشأن قضايا أفراد مجتمع الميم. فقد عبّر في مقابلة مع بي بي سي عام 2023 عن رفضه لتجريم العلاقات بين أفراد مجتمع الميم، قائلاً إنه لا ينبغي اعتبار “المثلية جريمة” في غانا أو غيرها.
ومع ذلك، يلاحقه جدل سابق من عام 2012، حين حذّر في مؤتمر كنسي بالفاتيكان مما وصفه بـ”انتشار الإسلام في أوروبا”، وهي تصريحات اتُّهم بأنها تنطوي على تخويف، قبل أن يُقدّم لاحقاً اعتذاراً عنها.
بييرباتيستا بيتسابالا: بطريرك القدس للاتين

وصل بيتسابالا (60 عامًا)، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والذي يتحدث العبرية والإنكليزية، إلى القدس عام 1990.
وفي سبتمبر/ أيلول 2023، أصبح أول بطريرك للقدس، أعلى سلطة كاثوليكية في الشرق، بعد تعيينه كاردينالًا.
أصبح بييرباتيستا أول بطريرك للقدس، أعلى سلطة كاثوليكية في الشرق – غيتي
وبعد شهر، اندلع العدوان الإسرائيلي على غزة، وكانت له تداعياته في المنطقة. وقد وضعته دعواته العديدة إلى السلام في مركز الاهتمام.
وفي عيد الميلاد عام 2024، ترأس القداس في كل من غزة والقدس.
جان مارك أفلين: رئيس أساقفة مرسيليا
أمضى أفلين (66 عامًا) المولود في الجزائر معظم حياته في مرسيليا، وهو شخصية رمزية للمدينة الساحلية الواقعة في جنوب فرنسا.
كان صديقا مقرّبًا للبابا فرنسيس، وعُيِّن أسقفًا مساعدًا لمرسيليا عام 2013 ثم رُسم كاردينالًا عام 2022.
جان مارك أفلين شخصية رمزية لمدينة مرسيليا – غيتي
دعا أفلين إلى الحوار بين الأديان والثقافات، والدفاع عن المهاجرين، وهما من المبادئ الأساسية لبابوية البابا فرنسيس.
أندرز أربوريليوس: أسقف ستوكهولم
عُيِّن أربوريليوس (75 عامًا) عام 2017 كأول كاردينال في السويد، وقد اعتنق الكاثوليكية في الدولة الاسكندنافية ذات الأغلبية البروتستانتية، موطن أحد أكثر المجتمعات علمانية في العالم.
وهو أول أسقف كاثوليكي سويدي منذ الإصلاح البروتستانتي ومدافع قوي عن عقيدة الكنيسة، ويعارض خصوًصا السماح للنساء بأن يصبحن شمامسة أو مباركة الأزواج من الجنس نفسه.
وعلى غرار البابا فرنسيس، يدعو أربوريليوس إلى الترحيب بالمهاجرين إلى أوروبا.
بيتر إردو رئيس أساقفة المجر (الفرنسية)
بيتر إردو
كاردينال مجري ورئيس أساقفة المجر، وُلد يوم 25 يونيو/حزيران 1952 في العاصمة بودابست، من عائلة كاثوليكية.
أصبح رسميا كاهنا عام 1975 في بودابست، وخدم في الكنيسة بين عامي 1975 و1977 ببلدة دوروغ، ثم حصل على الدكتوراه في اللاهوت عام 1976.
ومن عام 1977 إلى 1980، درس في معهد “يوتريوسكي يوريس” التابع للجامعة البابوية في روما، ونال الدكتوراه في القانون الكنسي عام 1980.
وقد عمل إردو بين عامي 1980 و2003 أستاذا محاضرا في جامعات كاثوليكية عدة، وعميدا لمعهد الدراسات العليا للقانون الكنسي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1999، عينه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفا فخريا على الكنيسة الكاثوليكية في بلدة بوبي الإيطالية، ثم نقله عام 2002 إلى أبرشية (منطقة جغرافية كنسية) إيسترغوم-بودابست، وعينه رئيسا لأساقفتها ورئيس أساقفة المجر، ثم رُقي في العام التالي إلى رتبة كاردينال.
في عام 2005، انتُخب رئيسا لمؤتمر أساقفة المجر، وأعيد انتخابه عام 2010 لولاية ثانية مدتها 5 سنوات.
أصبح إردو عام 2006 رئيسا لمجلس مؤتمرات الأساقفة الأوروبيين، وأعيد انتخابه عام 2011. وشارك في بعثات التبشير المسيحي في مدن أوروبية كبرى مثل فيينا وباريس ولشبونة وبروكسل.
وكان أحد المشاركين الرئيسيين في منتدى الحوار الأوروبي الكاثوليكي-الأرثوذكسي عام 2008، واشتهر بكونه أحد أكثر الأصوات المحافظة داخل الكنيسة الكاثوليكية.
مار لويس روفائيل الأول ساكو
مار لويس روفائيل الأول ساكو، ولد 4 يوليو 1948، هو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم منذ 2013.
ولد في مدينة زاخو في العراق، في 1948، وعين كاهنا في أبرشية الموصل الكلدانية في عام 1974.
حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة البابوية في روما عام 1983، وماجستير في الفقه الإسلامي سنة 1984، كما حاز لاحقا على شهادة دكتوراه من جامعة السوربورن سنة 1986.
انتخب مطرانا على أبرشية كركوك في عام 2002، وسيم على هذا المنصب العام التالي. وتم انتخابه بطريركا على الكنيسة الكلدانية في سينودس الكنيسة بروما خلفا للبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث دلي في 1 فبراير 2013. و تم تعيينه عضوا في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني في يناير 2022.
وحاز لويس ساكو على عدة أوسمة وتشريفات منها وسام الدفاع عن الايمان من ايطاليا، ووسام باكس كريستي الدولية ووسام القديس إسطيفان عن حقوق الإنسان من ألمانيا. كما ألف ونشر ما يزيد عن 200 مقال و20 كتاب في مجالات علم اللاهوت المسيحي والفقة.