يا مريم، يا أمّ الرجاء
يا مريمَ، يا بابَ السماء، يا زهرةً أينعت في بستانِ الآب، يا طُهرًا سكنَ جسدَكِ،
يا رجاءً قامت عليه أجيالُ الخلاص، إليكِ نرفعُ عيونَنا في هذا الشهرِ المقدَّس،
ونهمسُ باسمِكِ في عمقِ صلاتِنا.
السلامُ لكِ يا مريم، يا أمَّ الرجاء، يا ملءَ النعمة، الربُّ معكِ!
حين أظلمَ التاريخُ، أشرقتِ أنتِ من مغارةِ الناصرة، فآمنتِ، وقلْتِ: “ليكن لي حسبَ قولِكَ”.
لم تطلبي علامةً، ولا فهمًا، بل استسلمتِ كالأرضِ للمطر. منكِ تعلَّمنا أن الإيمانَ ليسَ برهانًا، بل ثقةً بمن نُحبّ.
يا مريم، يا صورةَ الثقةِ، علمينا أن نقول “نَعَم” في صمتِنا.
نسجدُ أمامكِ، كأمٍّ، حملتِ الإلهَ في الأحشاء، وسكبتِ على الأرضِ سلامًا.
نسجدُ أمامكِ، لأنكِ قبلتِ أن تكوني “خادمةً”، فجعلَكِ العليُّ عرشًا لمجده.
يا مريم، يا أمَّ الطاعةِ، اجعلينا خدّامًا للمسيحِ معكِ.
في هذا الشهر، نضع نفوسَنا في ردائِكِ، قلوبَنا في يديكِ، آمالَنا في صلواتِكِ.
أوقدي فينا نارَ المحبّة، وعلّقينا على صليبِ ابنكِ، فنثبت في الرجاء، ونسير معكِ في درب القداسة.
يا مريم، يا أمَّ الكنيسة، رافقينا إلى قلبِ يسوع!
يا مريم، يا أمَّ النعمة، يا أمَّ النور، يا أمَّ الكلمة، علّمينا أن نثق، أن نصمت، أن نُحبّ، وأن نخدم. بشفاعتكِ يا والدةَ الإله، نلتمسُ نعمَ هذا الشهر، لنهتفَ معكِ كلَّ يوم:
“تعظّمُ نفسي الرب، وتبتهجُ روحي بالله مخلّصي!”
آمين. هللويـــــا!