يا مريم، يا أمّ الإيمان
يا مريم، يا مصدّقةً لكلمةِ الربّ، يا من آمنتِ بما قيلَ لكِ من قِبَلِ الرب، نعظّمكِ اليوم، لأنّكِ لم تطلبي آية، بل قبلتِ أن تكوني الآيةَ عينَها!
السلامُ لكِ يا مريم، يا أمَّ الإيمانِ الواثق، يا من سجدتِ للوعدِ قبل أن تريه!
عندما اقتربَ منكِ الملاكُ، لم تطلبي بُرهانًا، بل سألتِ بتواضع، وحين قال لكِ: “لا شيء يُعسر على الله”، سجدتِ في القلبِ، وأجبتِ: “ليكن لي كما قلتَ”.
يا مريم، يا بابَ الإيمان، علّمينا أن نقول: “نعم”، في وسطِ الغموضِ والعتمة!
آمنتِ، يا نقيّة، بأنّ المستحيلَ ممكنٌ، أن البتولَ تحبلُ، وأن البسيطةَ تلدُ الإله. آمنتِ، حين تهرّب التلاميذ، وحين صمتَ الله في البستان. آمنتِ عند الصليب، فوق الألم، وكنتِ أولى المؤمنين بالقيامة.
يا مريم، يا أيقونةَ الرجاءِ وسطَ السكون، قودي خُطانا حين يتأخّر الفجر!
في الناصرةِ آمنتِ بالكلمة، وفي الجلجلةِ احتضنتِها مذبوحة، وفي العليةِ صلّيتِ تنتظرين الروحَ مع الرسل. أنتِ، يا نجمةَ الإيمانِ في بحرِ الشكّ، ضعي يدكِ على قلوبنا، فتهدأ العواصف.
يا مريم، يا ملءَ اليقين، اجعلينا نثبتُ في الإيمانِ وسطَ الرياح!
يا مريم، يا أمّ الإيمان، عندما تتعِبنا الشكوك، أنعشي رجاءَنا. عندما نتعثّر في الطريق، أمسكي بأيدينا.
علّمينا أن نثقَ بالكلمةِ حتى وإن لم نرَ، أن نُسلِّمَ، حتى وإن لم نفهم، أن نثبتَ، حتى وإن بكى القلبُ وننتظر. بشفاعتكِ، يا من آمنتِ بالوعد، أيقظي فينا يقينَ الحبّ، وازرعي في كنيسةِ ابنكِ إيمانًا لا يتزعزع، فنقول كلّ يوم: “طوبى للتي آمنتْ!”
آمين. هللويـــــا!