“يا زهرةَ الاتّضاع، يا عرشَ المجدِ الخفيّ”
يا مَن هَتَفْتِ: “عظّمَت نفسي الربّ”،
ولم تُعَظِّمي نفسَكِ، بل الإله،
يا من خَفَضْتِ ذاتَكِ فارتَفَعْتِ،
وصِرْتِ عَرشًا لا يُرَى، يَحمِلُ مَجْدَ العليِّ.
السلامُ لكِ، يا زهرةَ التواضعِ النقيّة، يا من خَفَتَ صوتُها وارتفَعَ مجدُها!
لم تطلبي شيئًا لنفسِكِ،
ولا افتخرتِ بولادتِكِ للإله،
ولا سعيتِ وراء التمجيد،
بل خرجتِ مسرعةً إلى أليصابات،
تخدمين من تحتاج، لا من يمدحكِ.
يا مريم، يا خادمةَ السرِّ في الخفاء، علّمينا أن نُخفي المجدَ في الصمتِ والتسليم.
كنتِ أولى الخادماتِ،
وملكةَ من دون عرشٍ،
قدمتِ ذاتكِ في الهيكلِ والبيت،
ورفعتِ قلبكِ على المذبحِ الدائمِ في الداخل.
لم تطلبي مكانًا، بل صرتِ المكانَ للربّ.
يا أمَّ الاتّضاع، يا نقيّةَ القلب، اسكبي فينا سرَّكِ الساكن في الصمت.
أنشدتِ للمجدِ دون أن تتصدّري،
وغبتِ كي يَظهَرَ وجهُ ابنِكِ،
وصِرْتِ أُمًّا لا لنفسِكِ، بل للكنيسة،
يا ينبوعَ خفيًّا، يروي العطاشى دون أن يُرى.
يا مريم، يا إناءً مملوءًا نعمة، لا تكبّرا، إملئينا من روح الاتّضاع!
يا مريم، يا أمَّ الاتّضاع،
علّمينا أن نختار المراتبَ الأخيرة،
أن نغسل أقدام الآخرين،
أن لا نطلب المجدَ لأنفسِنا،
بل أن نُخفي نفوسَنا في مجدِ الله
اجعلي قلوبَنا مثل قلبكِ،
صامتةً، نقيّة، متّضعة، خادمة،
فنكون صورةً حقيقيةً للكنيسةِ التي تَحمِلُ يسوع،
ولا تبحثُ إلا عن أن يُرى هو!
آمين. هللويـــــا!