“مريم عند أقدام الصليب”
في قلب اليوم الذي انكسرت فيه الشمس، وقفتِ، يا مريم، لا تهربين من الألم، بل صرتِ الأمَّ التي لا تنكسر، تحدّقين في الجرح، وتقبّلين السهم.لم تحجبي وجهكِ عن الدم، ولا سُكْتِ عن صوت العذاب، بل صرتِ الكاهنة التي ترفع القربان، ومذبحكِ كان الحشا، وابنكِ هو الحمل المذبوح لأجل العالم.
يا أمّ الصليب، يا وردة الدم، نسجد معكِ تحت خشبة الحبّ، علّمينا أن نُصلب مع يسوع، وأن نحبّ حتى النهاية.
أيّ دمعة نذرفها يا أمّ، وأنتِ تمسحين وجه يسوع بعينيكِ؟ أي صمتٍ نردّده، وأنتِ تقولين “ليكن لي حسب قولك” حتى في الجلجثة؟
يا مريم، أمّ الثبات، قوّينا لنبقى في ساعة النزف، وإذا سقطنا من الألم، فاجمعينا عند قدمي الصليب، حيث وُلدنا لكِ أبناء.
يا أمّ الرجاء عند قمة الحزن، امنحينا أن نرافق المسيح في آلامه، ونثبت معكِ حتى فجر القيامة. آمين.