“الميلاد: أمّ الله في مذود البشر”
في هدوء الليل، حيث تسكن القرى وتغفو الأبواب، ولدَ النورُ من الحشا النقي، والكلمة صار جسدًا، بين قشٍّ وصمت. وها أنتِ، يا مريم، تضعين الخالق بين يديكِ، وتنشدين له تهويدة الخلاص.
يا أمّ الولادة الإلهيّة، لم يكن لكِ موضعٌ في النزل، لكنكِ صنعتِ للمُلك مذودًا، ولبستِ بساطةَ الخِدمة، وصرتِ عرشًا للكلمة الأزليّ.
يا أمَّ العمانوئيل، يا عذراء الحنان، كيف تحتضنين الغير المحتوى؟ كيف تُرضعين الخبز النازل من السماء؟ أنتِ سرّ الحضور الإلهي، في جسد من طين.
كان الملائكةُ جندًا حولكِ، والنجمةُ شاهدةً في العلى، والرعاة في عجب، والقلب فيكِ ساكنٌ مطمئن.
منكِ خرج خلاصُنا، وفيكِ وجدنا بيتًا جديدًا للرجاء.
يا مريم، مذودَ الفرح، اجعلي قلوبنا مهدًا له، واجعلينا نحن أيضًا، مسكنًا للفادي.
يا مريم، يا أمّ النور، أضيئي ليالي ضعفنا بولادة يسوع فينا. علّمينا كيف نلد المحبّة بالصمت، ونحتضن الفادي بتواضع القشّ. آمين.