“في البدء قال الله”
في البدء… لم يكن زمانٌ ولا موضع، كان الله وحده، وكان في قلبه العالم، وفي نَفَسِه الحياة، وفي كلمته الوجود.
نادى الله على النور، فخرج النورُ من رحم الصمت، وانشقّ الظلام عن إشراق المجد.
قال: “ليكن نور!”، فأطاع النورُ، وانقسم النهار عن الليل، وتقدّس الزمن بكلمة.
نعبدك يا خالق النور، يا من فجّرتَ الحياة من الفراغ، وكتبتَ على صفحات العدم بداية كلّ شيء.
في البدء لم يكن سوى الله، لكنّه أراد أن يُرى، أن يُسمِع صوته للمادة، أن يسكب ذاته في الزمن،
فخلقنا… من نوره، ومن أنفاسه، ومن حبّه.
يا كلمة الله الأولى، اطبع في قلوبنا نورك، واجعل بداياتنا لك، كما كانت البداية عندك.
يا إله الخلق والبدايات، إمنحنا نعمة أن نبدأ كل يوم بك، أن نقول مثلك: “ليكن نور”، فنطرد ظلمة الشك والخوف. يا خالقنا، قدّس الزمن فينا، كما قدّستَ أول نهار.
آمين.