“فصلٌ في ما بين المياه”
وفي اليوم الثاني، لم تكن الأرض بعدُ تعرف شكلها، لكن الله نطق، والكلمة مدت يدها،
وصار للكون فسحة.
قال الله: “ليكن جلدٌ في وسط المياه، وليكن فاصلاً بين مياه ومياه.” وهكذا صار، فانقسم الغمر، وارتفعت سماء، وتهيّأ مسكنٌ للريح والندى.
يا من رفعت السماء على المياه، علّمنا أن نرتفع معك، أن نترك غمر التشويش، ونثبت في فسحة الرجاء.
فصلَ الله، لا ليقسّم، بل ليُنظّم. خلقَ الفضاء، لا ليُبعد، بل ليُهيّئ مكانًا للقُرب. وكلّما فصل، رسم حدودًا للبركة، وفسح مجالًا للحياة أن تتنفّس.
يا رب الفضاءات، افصل فينا ما هو لك عمّا ليس لك، واجعل في قلوبنا فسحةً لروحك، كما جعلت في السماء امتدادًا لمجدك.
أيّها الخالق، أنت لا تخلق فقط ما يُرى، بل تُبدع المساحات الخفية، تجعل الفاصل ممرًا،
والانقسام دعوةً إلى التناغم. إفصل فينا بين ما يعلو وما يسقط، واجعل أرواحنا تسكن في الجلد الذي أقمته بيننا وبينك.
آمين.