ما بعد الفلك: النسلُ يتكاثر، والأمم تنبت
أيها الإلهُ الذي من فُلكٍ واحدٍ زرعَ شعوبًا، ها نسلُ نوحٍ يتفرّع، كلُّ اسمٍ في هذا الإصحاحِ ليس مجرّد تاريخ، بل ثمرةُ نعمةٍ لم تغرق، وذكرى عهدٍ امتدَّ عبرَ الأنساب.
كلّ اسمٍ يُنبتُ أرضًا، كلّ بيتٍ يصير أُمّة، وأنتَ، يا ربُّ، تنظرُ إلى التنوّع لا كشتات، بل كبستانٍ من الشعوب، كلّهم أبناؤك.
في هذه السطورِ، يا ربّ، نرى خريطةَ الخلاصِ وهي تبدأُ من عائلة، ثم تمتدُّ وتتشعّبُ كالأغصان،
لكن الجذورَ يبقى فيك. من يافث إلى حام، من كنعان إلى أشور، من مصرايم إلى كوش، كلُّهم ينتمون إلى ترابٍ واحد، ونفَسٍ منكَ، لا من سواك.
يا من لا تُهمِل اسمًا، ولا تنسى وجهًا، إجعلني أرى كلَّ شعبٍ كأخٍ لي، وكلّ أرضٍ كجزءٍ من مخطّطِ حبِّك. علّمني أن لا أُصغّرَ ما عظّمته، ولا أحتقرَ من سبقني أو خَلَفني، بل أن أكرّم السلالات، كمن يكرّمُ جذورَ الرجاء.
وإذا ما نسيتُ أني من نسلِ نوحٍ، فذكّرني أني من نسلِ فُلك، وأني ابنُ عهدٍ، يسري فيّ من جيلٍ إلى جيل، إلى أن أبلغَكَ، يا أصلَ الأنساب، يا بدايةَ كلِّ نسب، وغايةَ كلِّ اسم.
آمين.