مريم النور، الحاملة للكلمة
يا مريم، يا نور الصبح الباكر، فيك أشرقت كلمة الحياة قبل أن تشرق الشمس،
وفي رحمك، سكن النور الأزلي، فاختلطت أنفاسكِ بأسرار الخلود، وصار جسدكِ هيكلًا للكلمة،
وصمتكِ تسبيحًا لا ينتهي.
يا حاملة النور، لم تحملي فكرة، ولا حلمًا، ولا رسالة، بل حملتِ الكلمة نفسه الإله المتجسّد، الساكن في الظلال، الخارج من الحشا.
منكِ خرج من قال: “أنا نور العالم”، لكن قبله، كنتِ أنتِ القنديل الصامت، الممتلئ زيت الإيمان، المشتعل بلهيب الطاعة.
أيتها العذراء، تابوت العهد الجديد، فيكِ وُضِعت الكلمة لا على لوحين، بل في الأحشاء، وفيكِ استقر المجد لا كغيمة، بل كجنين حيّ.
يا مريم، النور الذي لا ينطفئ، اجعلينا نحمل الكلمة كما حملتِه:
بخشوع، بثقة، بنقاء، فندخل معكِ في سرّ التجسّد، ونصير نحن أيضًا أنوارًا للعالم.
فكما أضأتِ أحشاءكِ ببهاء الكلمة، أضيئي قلوبنا بنور ابنكِ، لينمو فينا كما نما فيكِ،
ويولد منّا خلاصًا ورجاء.
آمين.