مريم والطفل في أحشائها
زيارة أليصابات
قامت مريم، وسارت بسرعة… لم تنتظر تصفيقًا، ولا راحة، ولا تفسيرًا،
بل حملت الكلمة في أحشائها، وانطلقت تخدم الكلمة في رحم أليصابات.
يا مريم، يا حاملة السرّ، يا أمّ المسعى، ما إن وطئتِ أرض يهوذا، حتى ارتجف الطفل في رحم أليصابات، وانفجر صوت النبوّة من فمها، فامتلأتِ أنتِ تهليلًا، وامتلأت هي بالروح.
منكِ اندفع النور، فاهتزّ من في الأعماق، يوحنا ارتقص قبل أن يرى، وأليصابات صاحت قبل أن تُبصر، لأن من فيكِ ليس مجرّد طفل، بل هو الله المتجسّد، الحيّ في أحشاء إنسانة.
طوبى لكِ يا مريم، لأنكِ آمنتِ، فأصبحتِ أول مزار للكلمة، وأول خادمة للنعمة،
وأول مرنّمة لترنيمة الخلاص:
“تعظّم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلّصي!”
أيتها المسافرة بالجسد، والسابحة بالروح، علّمينا أن نُسرع لا إلى الجبل بل إلى الآخر، أن نحمل المسيح لا فقط في قلوبنا، بل في خطواتنا، في كلماتنا، في خدمتنا.
اجعلي منا زيارات حيّة، حيث يلتقي الناس بفرح الخلاص، وترتجف الأرواح من الحضور الإلهي، ونُصبح، مثلكِ، حاملي الكلمة إلى أقربائنا والعالم.
آمين.