صلاةٌ من أجل شفاء الذاكرة
يا يسوع، يا مَن في يديكَ تُشفى الأزمنة، وفي جراحكَ تَسكنُ الأيامُ التائهة، يا من لا يُرهقُكَ ماضينا، ولا تُبعدُكَ فوضى ذاكرتِنا…
اقتربْ من خبايانا كما اقتربتَ من قبرِ لعازر، ونادِ على ذكرياتِنا لتقومَ.
أنتَ يا رب، تعرفُ تلك الصور التي لا تُغادِرُنا، النداءات التي اختنقتْ، الهمساتِ التي لم تجدْ أُذنًا تحتضنُها، والآهاتِ التي حُبِسَت سنينًا في حجرِ القلب. أنتَ لا تنسى ما نسيناه نحنُ، لكنّكَ لا تُدين، بل تلمسُ لتُحيي.
إلمسْ ذاكرتَنا بسلامِكَ، أطردْ منها أرواحَ التوبيخِ العقيم، وأطلقْ فيها روحَ الرجاءِ الجديد.
طهّرها من صورِ الخيانةِ والخذلان، واغسلْها من سمومِ الكلماتِ القاسية، لتغدو مرآةً لوجهِكَ لا مسرحًا للوجع.
يا شافي القلوب والذكريات، نضع بين يديكَ كلّ لحظةٍ فيها بكينا وحدَنا، كلّ وجعٍ طمرناهُ خوفًا،
كلّ خيبةٍ طُبعت فينا كندبةٍ لا تُشفى. خذها، كلّها، في كأسِ حبّكَ، واسكبْ علينا روحَ العزاءِ من العُلى.
اكتبْ تاريخَنا من جديد، بمدادِ نعمتِكَ لا بحبرِ الندم، بأنفاسِ غفرانِكَ لا بأنينِ الذكرى.
ليكنْ في ذاكرتِنا موضعٌ للفرح، وكلّ ذكرى، مذبوحةً كانت أم مُمجَّدة، تُصبح لبنةً في هيكلِ القيامة.
نذكُرُكَ، يا مَن نسيتَ صليبَنا لتحملَه، ونُسبّحُكَ، يا مَن تذكّرْتَنا حين أنكرناكَ، ونُعلنُ، أنّ فيكَ شفاءُ الزمن، وفي حبّكَ نسيجُ حياةٍ لا تزول.
نتضرع إليكِ، يا أمّنا مريم العذراء، مع خطيبكِ البار مار يوسف، ونسألكِ أن ترفعي صلاتنا أمام العرش الإلهي. شفيعتنا في كلّ ضيق وزمان، وحافظة لنا في ساعات التجربة والألم.
آمين.