“مريم، هيكل الكلمة ونشيد الخلاص”
هي أول كنيسة مسبّحة، هي الحنجرة التي ارتجف فيها الوحي، هي أمُّ النشيد الجديد، الذي لا يَشيخ.
هي تفتح أبواب الرحمة، وتنشد للخلاص، وتقرأ التاريخ من قلب الله، لا من أعين البشر.
من بطنها خرج الكلمة، ومن فمها خرجت النبوءة، ومن تواضعها تفجّرت القوة. يا مريمَ، يا مرآةَ المجدِ المُنزَل، يا أُمَّ النشيد، يا صدى الأزل، تعظّمينَ الربَّ، فيصمتُ كلُّ لسان، ويهمسُ الكونُ معكِ:
“قدوسٌ هو الحنّان”.
فيكِ ارتفعَ المُتواضعون، وبكِ انخفضَ المُتكبّرون، أنتِ صرخةُ الفقراء، ولحنُ الجائعين إلى الرجاء.
علّمتِنا كيف نُسبّح لا بالشفاه، بل بكيانٍ صار مَذبحًا، ومِسبحةً، ومصباح.
علمينا، يا أُمّ البِشارة، أن نقرأ التاريخ بنظرة المحبّة، أن نُعظّم الله في الجرح والفرح، أن نحمل الكلمة في داخلنا، ونُنشد له نشيد الاتضاع والفرح.
يا مريم، مسبحةَ الرحمة، اجعلي من قلوبنا موطئًا للقدير، ومن حياتنا ترتيلةً لا تنتهي، فنُعيد معكِ كلَّ مساء:
تعظّم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلّصي. آمين