
لماذا حدث الصعود بعد أربعين يوماً وليس بعد القيامة مباشرة ولماذا أكل سمكًا مشويًا وعسلًا؟ لماذا تم ذكر هذه التفاصيل؟
إن رئيس الحياة الذي حل قيود الموت بقيامته، أقام أربعين يوماً مع تلاميذه وأكد لهم قيامته بأدلة كثيرة. ولم يصعد إلى السماء في نفس اليوم الذي قام فيه، لأن ذلك كان سيثير الشكوك وعلامات الاستفهام. وإلا فإن كثيراً من الناس قد يزعمون أن القيامة ليست إلا مجرد حلم من أحلام اليقظة ولهذا السبب بالذات بقي المسيح على الأرض أربعين يوماً كاملة، وظهر مراراً وتكراراً لتلاميذه، وأظهر لهم ندوب جراحاته، وتحدث إليهم عن النبوءات التي حققها بحياته وآلامه كإنسان…
بحسب التقاليد الكنسية، كانت هذه التفاصيل تحمل أهمية بالغة الأهمية. وأما السمكة فنعلم أنها وإن كانت تعيش في البحر المالح إلا أن جسمها ليس مالحاً بل حلو المذاق. وبالمثل، فإن المسيح الذي عاش في “بحر الخطيئة المالح” في هذا العالم، “لم يفعل خطية، ولم يوجد في فمه غش”.
وأيضاً، ظل المسيح أكثر صمتاً من السمكة عندما عانى من آلامه الخلاصية وقبل تلك العذابات غير المسبوقة والإهانات التي لا توصف. وأما العسل والشمع فنعلم أن العسل حلو والشمع منير، ولذلك يعتبران رمزين للمتعة الروحية والنور الذي يمنحه المسيح للمؤمنين بعد قيامته. كما أنهما يرمزان، الأول، إلى شفاء مرارة الخطيئة العظيمة، التي يرمز إليها بالخل التي أعطيت له أثناء آلامه، والثاني إلى حل ظلمة الخطيئة الكثيفة، التي يرمز إليها بالظلمة التي حدثت أثناء صلبه.
No Result
View All Result