
بعض من أقوال الآباء القدّيسين في تكريم ذخائر القديسين – من كتاب تكريم ذخائر القديسين (منشورات مكتبة البشارة – بانياس)
“كان موت القديسين يُكرَّم قديماً، بالدموع وقرع الصدور فبكى يوسف بمرارة عندما مات يعقوب، وناح اليهود كثيراً عندما مات موسى. أمّا اليوم فإننا نبتهج ونتهلَّل في موت القديسين بالمراثي بعد الموت، بل نطوف حول قبورهم طوافاً إلهيّاً. ذلك أن موت الأبرار صار رقاداً بل هو صار حياة”.(القديس باسيليوس الكبير)
“حيث لا ينفع ذهب ولا غنى هناك تفيد بقايا القديسين. لأنّ الذهب لا يشفي من مرض ولا يُنجّي من موت ولكن عظام القديسين تفعل الاثنين”. (القديس يوحنا الذهبي الفم)
يشهد القديس ذاته بأنّ المسيحيّين الحسني العبادة مُعتادون: _أن يُصلّوا أمام البقايا المقدَّسة
_أن يقيموا الاجتماعات والاحتفالات حولها
_أن يُقبِّلوها قبل المناولة الإلهية
_أن يتمنّوا أن يُدفَنوا إلى جانبها
وفي تقريظه للقديس إغناطيوس الحامل الإله: “ليست أجساد القديسين وحدها ملأى نعمةً بل ونفوسهم ذاتها أيضاً لأنَّه إذا كان في زمن أليشع قد تمَّ شيء من هذا القبيل إذ مسَّ الميت النَّبي انحلَّ من قيود الموت وعاد إلى الحياة فبالأحرى الآن النعمة أغزر وفعل الروح القدس أخصب؟ فمَن يمسّ نعش القديسين ذاته عن إيمان لا بدّ وأن يجتذب منه منفعة كبرى. ولذلك أبقى الله لنا ذخائر القديسين رغبة منه من أن يقودنا إلى تلك الغيرة التي كانت فيهم ويمنحنا ميناءً وتطبيباً حقيقياً ضدّ الشر المحيط بنا من كلّ الجهات”.
“ليست أرواح القديسين فقط مُستحقّة للتكريم، فَفي أجسادهم الميتة أيضاً قوّة واقتدار، إنّ جسد أليشع كان في القبر ميتاً ومع ذلك فإذا لمس الميت حيي (٢ملوك ۲۱:۱۳) فقام جسد النبي الميت بعمل النفس. ذلك أنّ ما كان ميتاً منح الحياة لميت، وظلَّ هو بين الأموات. ولمَ ذلك؟ خوفاً من أنه لو كان أليشع حياً لعُزيت المعجزة للنفس وحدها. ولكي يُبرهَن على أنَّه عندما تكون النفس غائبة، تكمن في جسد الأبرار بعض القوّة بسبب النفس البارّة التي سكنت فيه مدة سنوات، وكأنّها أداة لها. فلا نكن منكرين يا أبنائي، وكأنَّ ذلك لم يحدث. لأنه إذا كانت “المآزر والمناديل” (أعمال الرسل۱۲:۱۹) التي هي من الخارج، تشفي المرضى عندما تلمسهم، فكم بالحري يستطيع جسد النبي نفسه أن يقيم المائت”. (القديس كيرلّس الأورشليميّ)
يقول القديس أفرام السرياني في تقريظه للشهداء: “وبعد الموت يفعلون وكأنّهم أحياء، فيشفون المرضى ويطردون الشياطين، وبقدرة الرب يدفعون كلّ تأثير شرير لسيطرتهم في العذاب والتنكيل لأنّ نعمة الروح القدس الفاعلة المعجزات إنّما هي ملازمة أبداً للذخائر المقدسة”.
مجموعة مواضيع عقائدية وروحية
No Result
View All Result