
هل ابتسمت العذراء؟
كلا ليست هذه السيدة العذراء مريم. ليس لأن العذراء لم تبتسم وهي في حياتها على الأرض بل لأنه لم يجسر أحد لا في الشرق ولا في الغرب أن بكتب أيقونة العذراء إلا بكل مهابة وإكبار وإجلال.
الأيقونات البيزنطية ليس فيها ظلال والمسيح والعذراء والقديسون ليس على وجوههم أي تعابير تدل على أي انفعال بشري سواء أكانت تلك الأيقونات تمثل عرس قانا أو وقوف يوحنا ومريم وسائر المريمات عند الصليب أو تنزبل الرب المصلوب عن الصليب أو دفن المسيح. وفي ذلك يقول كاتب الأيقونات إن المسيح والعذراء والقديسين هم في كمال القداسة ومنزهون عن الانفعال كائنا ما كان، لا البهجة ولا التعجب ولا التعاطف ولا الحزن ولا الغضب ولا الشوق… هم في السماء وتقاسيم وجوههم لا تدل إلا على انعدام الإنفعال لأنهم منزهون عن الهوى أي عن كل انفعال بشري وعن كل ردة فعل بشرية إنفعالية مهما كانت. وفي الأدب النسكي إن غاية وقمة الجهاد الروحي بلوغ مرحلة “اللاهوى”.
لذلك فالصورة التي إلى الشمال أدناه مرفوضة وقبيحة وذميمة ومستهجنة ولم نشاهد مثلها في تاريخ الكنيسة إطلاقا وصانعها إما جاهل أو مغرض أو يحاول إظهار مهارته في برامج التصوير التي في الكمبيوتر.
الأب أنطوان يوحنا لطوف
No Result
View All Result