
الصيف آتٍ فعيشوه بما يليق بإنجيل المسيح
درجت العادة في هذا الزمن الرديء أن يخفّف الإنسان الكثير من ثيابه في الصيف. حتى بات التخفيف كاشفاً وهادفاً لإثارة الشهوات الجسدية. فصح قول الإنجيل الشريف فيها ” من أعثر أحد هؤلاء الصغار فالأولى به أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويرمى في البحر”.
ليست هذه الكلمات دراسة في الجسد وقداسته، في اللباس وأهميته، أو في التعبير عن داخل الإنسان. وإنما هي كلمات ونصائح رعوية لأبناء الله في زمن الجسد هذا.
من المؤكد أن مصممي الأزياء لا يهمهم خلاص البشر. بل جل همهم ينحصر في التفنن الذي يخدم جيوبهم ويجعل بضاعتهم مزدهرة. هذا إذا لم نتحدث عن الشر الكامن وراء اختيار أزياء وصرعات مقصودة من أجل نشر أخلاقية معينة، ناهيك عن تخريب الحس الذوقي للجمال.
ليست كل الأزياء تناسب كل الأجسام. فلماذا نلبس ما يجعلنا قبيحي المنظر وعرضة للسخرية؟ الجسد في المسيحية مقدس ومسكن للروح القدس. فهل يتقدس الجسد باللباس الداعر واللافت للنظر والمثير للشهوات؟؟ أم بالفضيلة والنقاوة؟
كثيرات من بناتنا وشبابنا يخترن نوعية الثياب التي يريدون ارتداءها دون السؤال عن ما إذا كانت توافق سلوكهم وأخلاقهم، وقبل الكل إيمانهم. فلماذا يضعون أنفسهم في خانة ليست أخلاقية وهم ليسوا كذلك على ا لإطلاق؟؟
على صعيد العلم، العلاقة وثيقة جداً بين الجسد والنفس. فما تشتهيه النفس تعبر عنه بواسطة الجسد. لذا فاللباس الذي يكشف تفاصيل الجسد، أكان مباشراً أم غير مباشر ( اللباس الضيق)، هو سبيل للإغراء ليس إلا. ألا يرى أولادنا سبيلاً آخر لتحقيق ذواتهم وجذب الآخرين إلا بأجسادهم؟ هذه أحط طريقة وأدناها في الحياة الاجتماعية.
المؤمن يهتم بطهارة كيانه نفساً وجسداً. فكيف يلبس ما يتناقض مع الطهارة؟ وكيف يدنس غيره وينتهك طهارته أقله بالبصر؟
جميع الشعوب المسماة راقية تميّز الأوقات والمناسبات وتلبس لكل وقت ما يناسبه. أما عندنا فثياب السهرات هي إياها ثياب الإكليل في الكنيسة. وثياب السوق هي ثياب الصلاة !! في الولايات المتحدة الأميركية ما من أحد يدخل إلى الكنيسة ببنطال الجينز لأنه يعتبر هنداماً للعمل لا للقاء الله. وما من فتاة مؤمنة في أوروبا إلا وتفرق بين ثياب توافق المسيح وأخرى لا توافق. أما عندنا فكله ماشي. لماذا؟
الموضة الدارجة عند الذين يعتبرون أنفسهم متفرنجين أو ” سينييه” أنهم يجعلون أولادهم ” باربي” عمومية. فينشأ الأولاد سخفاء تافهين لا يملكون ما يفرضون به حضوراً مميزاً لهم إلا ما يرتدونه من أقمشة على جسدهم الذي لا يملكون غيره، أين العقل والأدب والذوق والإيمان؟؟ أليس توجيه الأهل وغياب توجيههم الصحيح هو الذي يساهم في ضياع وتفاهة أولادهم؟
بالرغم من كل وسائل الاتصال الحديثة التي جعلت الكرة الأرضية قرية صغيرة. ما زال قوم يظنون أن ما يأتي من الغرب هو مسيحي، وهكذا يتقبلونه بسهولة غير عارفين أن ما من مجتمع مسيحي، بمعنى أنه يستلهم تعاليم المسيح في تسيير أموره. أما لهذا الجهل من نهاية؟
الصيف آتٍ، فعيشوه بما يليق بإنجيل المسيح.
+ سابا إسبر.
متروبوليت بصرى جوران وجبل العرب.
No Result
View All Result