
هل تتعارض قوة الشخصية مع الوداعة ؟
اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ(لو10:3)
• ليست قوة الشخصية مظهرية خارجية، إنما هي تنبع من أعماق الإنسان: من قلبه وعقله وإرادته. بل أكثر من هذا قد يعتبر الإنسان قويا بسبب قوة عقله، ذكائه، وقدرته على الفهم والاستنتاج.
ومع ذلك فإن لم يكن قوي الإرادة، قد يفشل في الحياة، لأنه يعرف ولا يقدر. لذلك قيل في الكتاب ” أن من يغلب نفسه، خير ممن يغلب مدينة”.
هكذا نفرق ما بين القوة الحقيقية، ومظاهر القوة الزائفة، التي تعتمد على السلطة والقوة الجسدية والعنف والكبرياء والبطش بالآخرين.
قوة في الانتصار على الخطية والعالم والشيطان، قوة في الاحتمال، قوة في العمل وفي الخدمة، قوة في الشخصية وتأثيرها وقيادتها للآخرين، قوة في الدفاع عن الإيمان. قوة بعيدة عن أخطاء العنف والاعتداء وقهر الآخرين.
طالما نحن حملان فسوف نَغلب، أما إذا جعلنا أنفسنا ذئاباً فسوف نصير على حالٍ أسوأ، لأن معونة راعينا ستتخلَّى عنا، لأن الرب لا يعول الذئاب بل الحملان. إنه يتركنا ويعتزل لأننا لا نعطيه الفرصة ليُظهِر قوته معنا. بينما نسمع صوته يقول : بالحقيقة كنتُ أستطيع أن أفعل العكس، فأجعلكم لا تُقاسون أية أهوال، ولا تتعرضون للذئاب. كنتُ أستطيع أن أجعلكم أقوى جداً من الأسود، ولكن كان من المناسب أن تكونوا هكذا، فإن هذا يُمجِّدكم أيضاً أكثر ويُعلن عن قوتي أكثر.
واعلم إن الذئاب حينما تلتهم الحملان ، تتحوَّل الذئاب إلى حملان.
البابا شنودة الثالث
No Result
View All Result