نصائح للأهل في تربية الأولاد ( المراهقين) من القديس باييسيوس الآثوسي
– أيّها الشيخ، عندما يترك الولد بيته، ماذا يتوجَّب على الأهل أن يفعلوا؟
عليهم أن يبقوا على صلة معه، حتّى عندما يعود إلى ذاته يقدِر أن يعود إلى البيت. عليهم أن يكلِّموه بمرونة لا بقساوة، وأن يستعرضوا المشكلة سويَّة. مثلاً، إذا أمضى الولد الليلَ خارج البيت، تقول له أمُّه: “يا ولدي الحبيب، تعالَ إلى هنا، تصوَّر أنَّكَ مكاني وتأخَّر وَلَدُك عن العودة إلى البيت مساءً، هل تقدر أن لا تقلق؟!”
– حتَّى أكبر سقطات الأولاد، يجب أن لا تَحْمِلَ الأهلَ على الغضب منهم والسخط عليهم. لأنَّه في زمننا هذا أصبحت الخطيئة موضة… في هذا الزمن الحاضر سوف يكون للأولاد أعذارٌ مخفِّفَة. من الطبيعي أن يحاول الأهل مساعدة أولادهم، من دون أن يبالغوا في القلق عليهم وحمل همّهم. في النهاية، إنَّ أولادهم سوف يعودون إلى رشدهم، هذا لأنَّ عقلهم في الوقت الحاضر لم ينضج بعد. الصلاةُ بألمٍ وتَوَجُّعِ قلبٍ تحملُ نتائجَ إيجابيَّة.
– أيُّها الشيخ، هل تساعد “العصا” في تقويم الأولاد؟
ليتجنَّبِ الأهلُ استعمالَ “العصا” قدر المستطاع، وليحاولوا بصبرٍ ومرونةٍ أن يَصِلُوا بولدِهم ليفهم أنّ ما يعمله غيرُ صحيح.
عندما يكون الولد صغيرًا ولا يقدر أن يفهم أنَّ ما هو مزمعٌ أن يعمله خطرٌ، فقط في هذه الحالة، ينتفع إذا نال صفعةً ما، لكي ينتبه في ما بعد …
عندما كنت صغيرًا، كنت أجد المعونة، بشكل أوفر، من قبل أمِّي، أكثر من أبي. أحبَّني الاثنان، وأرادا منفعتي. كان أبي قاسيًا… كانت أمي ترى الفوضى التي أصنعها وتنزعج. لكنَّها، كانت تملك نُبْلاً. عندما كنت أتصرَّف بطيشٍ، كانت تدير وجهَها وكأنَّها لم تَرَني… كنت أقول في داخلي: “أنظر! أنا تصرَّفتُ بطيشٍ، وأمّي، ليس فقط لم تضربني، بل تصرّفت وكأنَّها لم تَرَني!”. بتصرُّفها على هذا النحو كانت تساعدني بشكل أفضل من أن تصفعني. وأنا، أيضًا، لم أكن أستغلُّ الفرصة لأقول:” الآن، أميّ لا تراني، سوف أقوم بأكثر الأعمال فوضويَّة”. أبي وأمي أحبَّاني، أمّا الذي قوَّمني، بشكل أفضل، فكان تصرّف أمِّي النَّبيل.
– أيُّها الشَّيخ، بعض الأولاد، بالإضافة إلى كونهم سيّئي السلوك، يصيحون، يركضون ويؤذون بعضهم البعض. كيف يمكن للأهل أن يتعاملوا معهم؟
أنظر!، ليس هذا ذنب الأهل. كي ينمو الأولاد جسدِيًّا، يحتاجون إلى ساحة كي يلعبوا. الآن، هؤلاء التعساء محبوسون ضمن أبنية وطوابق، وضُيِّقَ عليهم. هم لا يقدرون أن يركضوا بحرِّيَّة، أن يلعبوا وأن يفرحوا. يجب أن لا ينزعج الأهل عندما يكون ولدهم الصغير كلّه حيويّة. الولد الحيويّ عنده طاقات في داخله، ويمكنه أن يتقدَّم كثيرًا في حياته إذا نمَّى هذه القدرات.