حركة نبوية
prophetism
prophetisme
profetismo
1. مدخل عام
النبوءة هي ظاهرة دينية واجتماعية فيها يقوم بعض الأشخاص بدور الوسيط بين الناس والله (أو الآلهة في الديانات المتعددة الآلهة)، فيخبرون بأحداث تخص المستقبل أو يقومون بنصح أو تشجيع أو إعلام الشعب بأمر معين يخص علاقته مع الله. في بعض الديانات تترافق النبوءة مع ظاهرة الإنخطاف التي تُسببها طقوس فيها رقص وغناء.
2. الديانات القديمة
كانت النبوءة متواجدة بكثرة في الديانات القديمة، وذلك عند المصريين، واليونان (دوندورا، ديلفي)، والفينيقيين (بيبلوس)، وبلاد ما بين النهرين (ماري)، وبلاد فارس (الزرادشتية).
3. في الكتاب المقدس
لقد نالت الحركة الدينية في اليهودية والمسيحية مكاناً متميّزاً. في اليهودية كلمة نبي تعني شخصاً معيّناً ومدعواً من الله (أحياناً رغماً عن إرادته كعاموس وإرميا)، ليعلن كلمتهُ للشعب (وليس ليُخبر عن أمور مستقبلية كما هو شائع). بسبب هذه الكلمة كان على النبي أن يتحمّل إضطهادات عديدة، لأنها كانت تحمل على الأغلب توبيخاً بسبب الخطايا ودعوة للتوبة الصادقة بالرجوع لله، في ذات الوقت لم تكن خالية من الرجاء بتدخّل الله ذاته لخلاص شعبه.
كانت هذه الحركة إذاً تهدف إلى إحياء الدين كحقيقة مبنيّة على الروح والحقّ، وإلى تطهير مذهبالتوحيد من جميع تزويراته، وإلى إحياء الطقوسيّة بإعطاءها المعنى العميق والحقيقي، لا إلى تدميرها.
كثيراً ما يميّز بين الحركة النبويّة والكهنوت، لما في الكهنوت من نزعة نجدها عادةً عند الكهنة إلى التركيز على الممارسة الدقيقة لأحكام الشريعة وإلى إرهاق عفويّة الإيمان تحت العديد من القواعد الدقيقة.
في الإيمان المسيحي نجد متابعة لهذا الخط الفكري، فالمسيحية تعترف بأن السيد المسيح قد تتم كل النبوءات ومعه وصلت النبوءة إلى غايتها لأنه هو نفسه كلمة الله المتجسِّد (يو1 / 14). وفي العصر الرسولي نجد ذكر للنبوءة كإحدى مواهب الروح القدس تعطى للبناء والتشجيع والتعزية (1كو14 / 4). وبشكل عام فإن كل مؤمن معمَّد هو نبي لأنه مدعو من الله لإعلان كلمته والإشادة بعجائبه.
4. في الإسلام
الإسلام يقبل بشكلٍ عام بفكرة النبوءة الواردة في الكتاب المقدس ويعتبر الرسول محمد آخر الأنبياء وخاتمهم. فخط النبوءة بالنسبة للإسلام قد بدأ منذ آدم مروراً بموسى وعيسى (يسوع المسيح) وانتهى بنبيّ الإسلام. لكن بعض المتصوفين الإسلام قد اتّخذوا دوراً شبيهاً بدور النبي. جديرٌ بالذكر أن المسلمين سنّةً وشيعة يعتقدون بأنه في آخر الأزمنة سيأتي “المهدي” لإحلال العدل.
5. في الشرق الأقصى
في الصين كان العادة تجري على استعمال كتاب “إي شينغ” أو كتاب التغييرات كنوع من أنواع العرافة. أمّا في الهند فقد اتّخذ كل من بوذا ومَهافيرا دور النبي لتبشيرهم بالطريق المؤدّية لإلغاء الألم.
Discussion about this post