فيما يخص الظهورات الغير مُثبَّتة في العالم
لورد 1858
المجد لله
في القرون الأخيرة ظهَرَت العذراء في لورد وباريس وبوتمن وفاطيما ولاساليت… وجميع تلك الظهورات عمَّت شهرتها العالم أجمع. فأثبتتها الكنيسة ونشرَت رسائلها وعلمَت مَضمونها وكيفية تطبيق مطالبها التي تعود الى التوبة وعيش الانجيل. والحذر من الخطيئة والتعاليم المنحرفة والتيارات الفاسدة التي تستهدِف الديانة الحقيقة في المسيح والعذرا أمّه وكنيسته الكاثوليكية، وسلطة البابا نائب المسيح على الارض المعصومة، وأسرار الكنسية السبعة التي أسَّسها المسيح، ونظمَتها الكنيسة عبر العصور. والعقائد التي أثبتتها المجامع إستناداً الى تعليم التقليد والكتاب المقدس وآباء الكنيسة القديسين والليتورجيا والمجامع الكنسية وتعليم الكنيسة الكاثوليكية الرسمي. وعظمَة العذراء مريم المثلثة البتولية والممتلئة نعمة والبرئية من دنس الخطيئة الاصلية، وانتقالها بالنفس والجسد الى ملكوت السماوات.
إنَّ الرُّسل الإثني عشر القديسين الذين “سُلِّمَ إليهم سلطان المسيح في الحل والربط”، ومنهم الى خلفائهم البابوات والأساقفة (بولس) لمتابعة الرسالة الخلاصية بالروح القدس في الكنيسة التي أسَّسها الرَّب يسوع وتعمَل على تمييز عمل الله من عمل الشيطان، وهي الراعية للمُؤمنين في التعليم والتوجيه، لذلك على المُؤمنين أن يُقدِّموا الطاعة لها لكونها مُؤتمِنة على رعايَة قطيع المسيح. فعند تبيان ظهور ما، يَلتزم الرائي بكشفِ ما يَحدُث معه من أمورٍ فائقة الطبيعة ويُخضِعها الى مرشده الخاص، الذي يجب أن يتحلّى بالتجرّد في أحكامه وعواطفه وبموضوعيّته، فيرفضه أولاً لتبيان عمل الله الذي لا يُمكن لبشر أن يُقاومه، وإذا تعذر عليه تبيان ضلاله، يُطلِع أسقف أبرشيّته المَعني الذي لا يَحكم فوراً من دون تَعيين لجنةً من الإختصاصيّين، بينهم كهنة مُقسِّمين كخبراء مُلِمّين في التمييز لأعمال الشيطان والأمور الفائقة الطبيعة والظهورات.
لا تمنَع السلطة الكنسية المؤمنين من الذهاب الى مكان الظهور ولو لم تكن قد أثبتته بعد، لكي لا يَخسر المؤمنون ما يُمكن أن ينالوه من خيرٍ، إن في التوبة، وتشديد إيمان الضعفاء، ورد قساة القلوب الى التوبة. إذاً، ذاك الظهور الفائق الطبيعة، لم يكن أصلاً عطيّة من الله للمؤمنين بل للخطأة وضعفاء الإيمان، وبالأخص للذين لا يؤمنون بعظمة العذراء ودورها الخلاصي مع إبنها، ودعوة الى الغير مسيحيين ليعلم من العجائب أنَّ المسيح هو الله والحقيقة هي في الكنيسة الكاثوليكيَّة، فقد “كانت الآيات تصحب المؤمنين فيؤمن على يدهم”. الكثير من الوثنيين، “لأنَّ اليهود يطلبون الآيات”.
الأيقونة العجائبية 1830
ومرّةً كان القديس لويس التاسع ملك فرنسا جاثياً أمام القربان الأقدس خاشعاً لا يتحرّك، فأسرع إليه أحد الوزراء يدعوه ليرى الطفل يسوع الذي ظهر على المذبح من بيت القربان، لكنّ القديس بقيَ منحنياً ساجداً وقال: “ليَذهب مَن لا إيمان له، أمّا أنا فإنّي أُؤمِن أنَّ يسوع الذي أسجُد له هنا في بيت القربان هو نفسُه الذي يظهر هناك”. ألم يقل الرب يسوع: “آمنت يا توما لأنكَ رأيتني، طوبى لمن آمن ولم يرى”. فمن يدعو المؤمنون للذهاب الى مكان الظهور الحي يُعرِّضهم للتجربة في الإيمان، فإن شاهد العذراء يتعرَّض للعُجب بين الناس لكونه رأى ما لم يراه الآخرون، وإن لم يرَى فيَتعرَّضُ للشك بإيمانه لكونه لم يرى ما غيره قد رأى. ومنهم من يَشك بمحبة العذراء لعدم ظهورها له كما لغيره. ألم يقل القديس بولس: “فالإيمان يقوم على الإيقان بأمورٍ لا ترى، ورجاؤنا يقوم بأن نحصَل على ما نؤمن به”. لذلك لا يجب أن ندعو المؤمنون للذهاب لمكان الظهور الذي لم يتوقف بعد، لكي لا يخسر أجر إيمانه. وفي جميع الأحوال فالكنيسة تبقى الكنيسة تتابع تلك الظاهرة لحماية المؤمنين من أيّ ضلال الى أن ينتهي الظهور لتُعيد دراسته من جديد وتبتّ فيه بقرارٍ نهائي إن كان من الله من الشيطان.
لاسليت 1846
وبما ان الشيطان يستطيع أن يَتزيَّ بملاكٍ من نور كما علم القديس بولس، لذلك فالكنيسة التي تعمل بوحيٍ من الروح القدس، فتدرُس وتتفحَّص كما أنّها تضعُ محامين للشيطان لكي تكشِف وتميّز الروح إن كان من الله أو من الشيطان، فمثلاً ظهور العذراء في لورد على القديسة برناديت جعل الشيطان يَغتاظ كثيراً لأنها كانت تجمع جماهير كثيرة من كلِّ بلاد فرنسا، وبعد فترة من ظهور العذراء، سُمِعَ في فرنسا بظهور آخر للعذراء في جانب آخر في فرنسا فتقاطر إليه جمعٌ غفير، وبعد فترة أُخرى سمعوا بظهورٍ ثالث، ثمَّ بظهور رابع حتى بلغَ عدد ظهورات العذراء والقديسين في فرنسا الى حوالي ثلاثين ظهور غير ظهور السيدة في بلدة لورد، ففرَّقتْ الجماهير ما بين ظهور سيدة العذراء في لورد وباقي الظهورات الثلاثين في فرنسا، ممّا حيّر السلطة الكنسية في تمييزها ودراستِها وبعد البَحثِ الطويل وفترة السنين من الدراسات والتمييز، إكتشِفَ بعدَها أنّه ليس من ظهورٍ حقيقٍ في فرنسا إلاَّ لورد والأيقونة العجائبية، أمّا باقي الظاهرات التي حَدَثتْ وتزامَنت مع ظهورات العذراء للقديسة برناديت، فكانت ظهورات شيطانيّة مُزيفة من أهدافها كان تضليل المؤمنين، وإبعاد رأي الكنيسة واهتمامها في ظهور العذراء الصحيح، الذي يَعلم به الشيطان أكثر من البشر والقديسين أنفسهم. فلذلك لا تستطيع الكنيسة أن تُميِّز حقيقية أي ظهورٍ من دون إمتحانه بشدّةٍ ولمدَّة ضروريَّة. فالمُؤمنون يَنجذبون بعاطفة زائدة للإيمان الشديد بأيِّ ظهورٍ يَسمعون به، وكأنَّهم يَدوسون على البنزين، أمّا الكنيسة فتدوس على الفرام لكي لا ينزلق المؤمنون بتصديق ظاهرةٍ بإمكانها أن تُسبِّب لهم ضرراً كبيراً. ألا نعلم أنَّ “سريع التصديق هو خفيف العقل”( إبن سيراخ). لكن المؤمن الناضج يُفضّل ويُسلِّم دائماً حكمَته الى السلطة الكنسيَّة المَعصومة التي سلَّمها الرب يسوع سلطان الحل والربط، في كل ما يتعلَّق بموضوع الإيمان والآداب.
فاطيما 1846
لا يُمكن لأبناء الكنيسة أن يتطاولوا على الكنيسة أمَّهم ويُعلّموها واجباتها تجاهَ تلك الظاهرة، بل عليهم أنْ يُخضِعوا حُكمَهم الى الروح القدس العامل فيها بسلطانٍ خاص من ربِّها يسوع. فالكنيسة لا تستطيع أن تُعلِن حقيقة الظهور مهما سما عظمة وشهرة وشعباً واعتقاداً، إن في قداسة الرائي، أو رسائله ونبؤاته التي تتحَقق، ولا في الأنوار والعجائب التي يُمكن أن تحدُث لأسباب عديدة ولحالات متنوعة نذكرها في موضوعٍ لاحق. ولا ننسى أنّ لوسيفوروس كان ملاكاً نورانياً سامياً بين الملائكة، ثمَّ سقط، فما أحرانا نحن اللابسين الجسد أن نكون حَذرين بالأكثر من التحوّل والرجوع عن الخير الى الشر ومن النور الى الظلمة، ومن الحقيقة الى الضلال، لأنه يُمكن للذي بدأ بنيَّة مستقيمة أن تَفسُد نيَّته، والذي بدأ مع الملاك ينتهي مع الشيطان، وليس بالضرورة أن تكون نيَّة الرائي مُخطئة، “لكن الشيطان بإمكانه أن يتخِذَ له شكلَ ملاك نور”. فمن يدَّعي قدرة تمييزه يقع في الكبرياء؟ لنذكر ما حدث مع القديس سمعان العامودي حينما “ظهرت له الملائكة بمركبةٍ ناريّة كما حدَث لمار الياس الحي حينما حملته حياً”(سفر الملوك)، فدعا الملائكة سمعان الناسك ليَصعَدَ معهم الى المركبة من على العامود وليأخذوه الى السماء لأنَّ الله أراد لفضيلته. ففرحَ سمعان بذلك وهمَّ مُسرعاً لطاعة الملائكة مُصدِّقاً نفسَه وفضيلته، وما كاد يَضعُ رجلهُ في المركبة حتى إختفَت المَركبَة، لأنَّها كانت ظاهرة من الشياطينظهَرَت له لتُسقطه في خطيئة الكبرياء.
إن قتلاه كانوا من الأقوياء. فلنَخف نحن من حِيله التي تترَصَّد لنا من كلِّ جهةٍ وبجميع الطرق، أذكروا ماذا علمنا القديس بطرس الصخرة في رسائله: “إحذروا، إنَّ إبليس كأسدٍ زائر ينتظر فريسته، قاوموه راسخين في الإيمان”. فلنحذر من المحتال، “الكذاب وأبو الكذب” هذا ما قاله عنه الرب يسوع.
بعد دراسة جديَّة أوّليّة تقوم بها الكنيسة لكي تكشِف في المرحلة الأولى، ما إذا كان هناك خطرٌ في ذهاب المُؤمنين الى مكان الظاهرة من أيِّ إنحراف حالي، ولكن لا تعتبر الكنيسة هذه الخطوة الأولى أنها كاملة أو نهائيَّة، لأنّ الظاهرة لم تزَلْ تواصل حركتها، ممّا لا يُناسب حكمة الكنيسة البتة أن تَبُتَّ في حقيقة الظهور.
أما اللجنة المُختصَّة فتدرس كل ما يتضمَّنه الظهور:
1- فضائل الرائي
2- سبب الظهور
3- كيفيَّة حدوث الظهور
4- وكتابات الرسائل التي يتلقاها الرائي
5- ونتائج ثمار الظهور
6- دوام الظهور
7- غاية الظهور
وبعد انتهاء تلك الظاهرة على الرائي، تبدأ الكنيسة بدراسة الظهور من أوَّله حتى نهايته، فيَدرسون شخصيَّته على الصعيد النفسي والعقلي والروحي والإجتماعي، ويُقسِّم عليه كهنةً مُعيَّنين من قِبل السلطة الكنسيَّة لعدّة جلساتٍ ضروريّة، وإذا كان الرائي يُسلم بحكمة الكنيسة أكثر من حكمته الخاصة فيُسهل على الكنيسة أن تكشف سر الظاهرة، ويُظهر التقسيم فِعله. أما إن كان واثقاً من نفسه أكثر من الكنيسة ولم يكن مُستسلماً بثقة لها، فلن يُؤثر فيه التقسيم البتة. لأنّهالمُقسمين عادةً يَطلبون من الشخص المَمسوس التوبة والإعتراف الصادق ومناولة القربان الأقدس قبل ممارسة التقسيم ولكي يكون مُفيداً.
فالرائي الذي لا يُسلِّم لطاعة الكنيسة كلَّ ما يَحدُث له من أمور فائقة الطبيعة، يَدلُّ على أنّه لا يثقُ بعمل الروح القدس في الكنيسة، بل يَعتمِد على ذاتِه ومَن يوافقه مِن مُرشدين خاصّين له، ويَحكم على نفسِه بالكبرياء، ويَدلُّ على أنّ الظهور الذي يَحدُث له هو ليس للكنيسة، ولا يَخضع لها. وإن سألوا الرائي. هل ما يَحدث معكَ من ظهوراتٍ هو مِن الله أو من الشيطان؟ فيَجبْ أن يكون جوابُهُ لهم، لا أستطيع أن أحكم على ما يَحدُث لي من ظاهرات فائقة الطبيعة بل هي من عمل الروح القدس الحاضر في السلطة الكنسية، فهي التي بامكانها وحدها أن تؤكد لي ان الظهور من الله أم من الشيطان.
إنَّ مَن يَرفُض الإيقانَ بظهورٍ لم تُثبِّته الكنيسة، لا يجب إعتباره مُخطِأً، لأنَّه لا يَثقُ بنفسِه بل يَنتظر الكنيسة لإعطاء الحكم الصحيح لحقيقة الظهور فيؤمن ويلتزم به. وإذا قامت ظاهرة في بلدةٍ أو بلدٍ ما واتَّبعا شعبٌ قبل دراسة الكنيسة وإختبارها لتلك الظاهرة وتثبيتها فلا مانع لذلك، لأنَّ الكنيسة لا تمنع حماس أبنائها وتصديقهم لتلك الظاهرة لا لأنها حقيقية ولكن لكي تتبع تعاليم القديس بولس القائل: “لا تقاوم الروح، لا تزدروا النبؤات، إختبروا كل شيئ”، ومن ثمَّ تتمسك به وتُعلنه رسمياً إن كان صحيحاً، أو ترذله إن كان مُضللاً. مع أنّها تُحذِّر من سلبيّة التعلق والتمسُّك الأعمى، قبل تقرير الكنيسة النهائي في صحة الظهور أو ضلاله. لكن يجب أن يلتزم جميع المؤمنين إكليروساً وعلمانيين اعتبار خطِّ الرجعة، فإنْ أصدَرَت الكنيسة قراراً رسميّاً بضلال تلك الظاهرة، فعلى الجميع أن يَعدِلوا عن إتباعهم لها والإعتقاد بصحّيَّتها، بل وعدم الذهاب الى ذاكالمكان من بعد الذي كانوا يتردَّدون إليه. أما وإنْ أعلنتْ الكنيسة صحّة الظهور فيكون أنَّ الذين آمنوا مُسبقاً بذاك الظهور قد إستفادوا من غناهُ، فيَعودوا ويَلحقوا بهم مَن كانوا يَنتظرون تقرير الكنيسة الرسمي.
غوادلبي 1531
لذلك، فإن كنتُ أَعتبر نفسي إبناً للكنيسة فسأتقيّد بتوصياتها، وأثقُ بحِكمتِها لا بحكمتي الشخصيّة، وإنْ سَمعتُ بظهورٍ لا أَنجرفُ إليه بسرعةٍ وجَهلٍ، وإذا جذبَني الى التوبة وازدياد الإيمان فحَسنٌ ذلك. وإن آمنتُ بظهورٍ لم تُثبته الكنيسة بعد، فليس ذلك بخطأ، لكن يجب أَلاَّ أُلزِمُأَحداً الإيمانَ به، لأنَّ تصديقي للظهور ليس هو المقياس، ولا أَعتبر الآخر مُخطِئاً إنْ لم يُؤمِن بما صدَّقتُه أنا. وبالتالي من لم يُصدِّق تلك الظاهرة لا يَحقُّ له بمعاتبة وإدانة من يؤمن بها، لعلَّ تلك الظاهرة تكون من السماء فيكون هو على حقٍّ وتكون أنت من يحارب إيمانَه المُسبَق علىالكنيسة. “فمن أكل لا يدين من لا يأكل ومن لا يأكل لا يدين من يأكل، فمن أنت يا هذا لتدين أخاك الذي مات المسيح لأجله”. ومن صدَّق الظاهرة لا يعاتب من لم يُصدق، ومن لم يُصدِّق لا يعاتب من صدَّق.
لكن حينما تُثبِّتُ الكنيسة ظهوراً ما، لا يعود من حقٍّ على المُؤمِن إبن الكنيسة الكاثوليكيَّة أن يَرفض تصديقه، والإلتزام بما يتضمَّنه من توصياتٍ. عندها يُمكن لك أن تُعاتب الذي لا يصدق ما أثبتته الكنيسة.
أمّا قصة ميديغوريه التي بدأت سنة 1981 والتي أثارَت جدلاً طويلاً، فمن الطبيعي أن لا تعطي الكنيسة الكاثوليكية المُقادة بالروح القدس موافقتها بعد، لأنَّها بانتظار توقف الظاهرة كما قلنا سابقاً، لكن تَسمَحُ فقط بالحَجّ الى ذاك المكان على كونه مزاراً كباقي المزارات العالمية… فيه ما فيه من إنعامات وثمار لخير المؤمنين ودعوة الى التوبة والقيام برياضاتٍ روحيَّة خاشعة ومُثمرة. لكن تُحذِّر الكنيسة من يُصرِّح بإسمها أنَّها تسمح بذهاب المؤمنين الى ميديغوريه على أنّه هناك ظهورٌ آمَنت به ولم يعد من عائق لتثبيته حول حقيقة ما يَجري هناك. لذا لا يجب الذهاب الى ميديغوريه على أساس أنَّه ظهور حقيقي لا شكَّ به أو إنتهت الكنيسة من التحقيق به.
إننا نتمنى أن يكون ظهور العذراء حقيقي في ميديغوريه لكي تُثبِّت المؤمنين الذين زاروا أو تابوا أو أحبوها، لأننا نعلم مقدار الصعوبة والنتائج التي ستُثير الشكوك لدى الضعفاء إن لمتكن صحيحة لا سمح الله. بل يجب أن ندعو الجميع للصلاة لأجل هذه النيَّة، لتكون الظهورات التي دفعت الكثير الى التوبة والعودة الى الكنيسة أن تكون مباركة من الكنيسة ومُثبَّتة.
يجب أنْ يكون هناك براهين واضحة للمنطق البشري والعقيدة الكنسية وللسلطة التعليمية لتثبيت الظهور السماوي الحقيقي. وإثبات الظهور يجب أن يَتضمَّن شروطاً لا تَقبلُ الجَدَل وبعيدة عن الشبوهات، ولا تترك مَجالاً للأرواح المُضللة أنْ تُحوِّره في أَواخره عن أوّله، لذلك يجب حفظ الشروط الآتية:
أولاً: توقف الظهور كشرطٍ أساسي،
ثانياً: أن تتوافق التعاليم بشكلٍ لا يَقبَل الشّبَه أو الشك أو الغموض عن تعاليم السلطة الكنسيَّة والكتاب المقدس،
ثالثاً: أن يَخضَع الرائي الى فحوصاتٍ يُظهِر فيها نُضجاً وعيشاً في الأخلاق والإلتزام الكنسي والإيمان الصحيح الكامل.
ولا يجوز التكلم عن الظاهرة كأنها حقيقة وإلاَّ تفرضُ على الكنيسة تصديقها.
لا يجوز توزيع زخائر لرجلٍ بار أو أي شيء يخصُّ ظاهرة ما، من دون إقرار الكنيسة بقداسة الشخص أو تصديق الظهور.
Discussion about this post