السمنة وعلاقتها ببعض الأمراض المزمنة
كثير من الناس يعانون من البدانة، ومن الواضح أن الإنسان سليم الجسم، معافى الصحة هو الذي يحتفظ لجسمه بوزنه المعتدل دون زيادة أو إنقاص، ومن هنا كانت أهمية الحرص على هذا الهدف من أجل الاستمتاع بالحياة، والخلاص من الأمراض، والتطلع إلى العمر المديد.
فكيف يمكن التوصل إلى هذه النتيجة التي يتطلع إليها الكثيرون ويحلم بها الآلاف من الجنسين من الكبار والصغار على حد سواء؟
أمراض تهدد المصابين بالسمنة:
لا تقتصر خطورة البدانة في الواقع على التشويه الكامل للمظهر؛ وإنما تصحبها أيضاً الإصابة ببعض الأمراض، والدليل على ذلك أننا لو قمنا بمقارنة نسبة الإصابة بكثير من الأمراض لدى الأشخاص المصابين بالسمنة بمثيلتها لدى أصحاب الأوزان العادية، لوجدنا ما يلي:
1- أن الإصابة بأمراض الكلى ترتفع 62% في المصابين بالسمنة، مقارنة بالناس الطبيعيين.
2- أن مرض البول السكري يرتفع بين المصابين بالسمنة بنسبة 150% مقارنة بغيرهم.
3- أن عمر الإنسان كما ثبت طبياً يتناسب تناسباً عكسياً مع وزنه، إذ ترتفع نسبة الوفيات بمقدار 20% بين الرجال الذين يزيد وزنهم على الوزن الطبيعي بمقدار 10%، وترتفع نسبة الوفيات هذه حتى تصل إلى خمسين في المائة إذا زاد الوزن عن المعدل الطبيعي بمقدار 20 %.
4- يمكن القول إن البدانة في حياة الرجل، أكثر خطورة منها في حياة المرأة، فالمرأة لديها استعداد طبيعي لزيادة الوزن يعود إلى الهرمونات الأنثوية التي تساعد على ترسيب الدهون في بعض أجزاء الجسم، كما يعود أيضاً إلى وجود طبقة من الدهن العازل تحت الجلد، تحول دون فقدان المرأة لحرارة جسمها، وهذا يؤدي إلى قلة احتراق المواد الغذائية وتراكمها على هيئة دهون.
متى يعتبر الشخص بديناً؟
يمكن اعتبار الشخص من خلال منظره العام، ولكن هناك معياراً أدق من مجرد النظر، وبخاصة في الحالات اليسيرة التي يصعب على العين الحكم عليها، وعموماً فإن الشخص يعتبر بديناً إذا زاد وزنه بمقدار 30 % على وزنه المثالي، أو إذا زاد الوزن بمقدار 20% على متوسط الوزن بالنسبة للنوع والعمر والطول،
ولكن يجب ألا تأخذ وزن الجسد وحده كمؤشر يدل على وجود البدانة، فقد يزيد وزن الجسم لمجرد تراكم السوائل فيه، نتيجة لبعض أمراض القلب أو الكليتين كما أنه في بعض الحالات قد يزداد وزن الشخص دون أن يعاني من السمنة، وهذا يحدث للرياضيين الذين تتضخم عضلاتهم وتزداد أوزانهم دون أن تزيد كميات الشحوم في أجسامهم عن المعدل الطبيعي، ولذلك ينبغي اللجوء إلى تقدير كمية الشحم الموجودة بالجسم لتشخيص البدانة.
الدهون المختزلة.. أين تقع في أجسامنا؟
عموماً فإن كمية الشحم الموجودة بالجسم تكوِّن ما يقرب من 15% من وزن الفرد، وإذا أردنا التخصيص فإن كمية الشحم تكوِّن ما يقرب من 13% من وزن جسم الرجل، وما يقرب من 19% من جسم المرأة،
وهناك عدة وسائل لتقدير كمية الشحم الموجودة بالجسم، إذ يمكن قياس سمك الجلد وطبقة الشحم من تحته باستعمال آلة تشبه الفرجار(البرجل) تماماً، ويتم هذا القياس في منقطة خلف العضل في الذراع أو في منطقة البطن أسفل (السرة) مباشرة فإذا زاد سمك طبقة الجلد والشحم خلف العضل على 2.5 سنتيمترات، فإن ذلك يمثل في الدهون المختزنة.
ومن ثم يمكن تشخيص الحالة بالبدانة، وقد يتراكم الشحم في أجزاء معيّنة من الجسم دون غيرها، فقد يوجد في الأرداف والساقين، أو في الرقبة والكتفين، كما أنه قد يأخذ شكل أكياس دهنية (متحوصلة) موزعة على الجسم كله. ويرجع ذلك إلى الاستعداد الموضعي لبعض أجزاء الجسم.
Discussion about this post