الفصل الثامن والثلاثون
في حسن التصرف في الأمور الخارجية
وفي الالتجاء إلى الله عند الأخطار
1 – المسيح: يا بني، إلى هذا يجب أن توجه نشاطك: أن تكون، في كل مكانٍ وفي كل عملٍ أو شغلٍ خارجي، حراً في داخلك، وضابطاً أمر نفسك، وأن تكون الأشياء كلها خاضعة لك، لا أنت خاضعاً لها؛
وأن تكون رب أفعالك وملكها، لا عبداً لها أو مملوكاً، بل معتقاً وعبرانياً حقاً، قد عبر إلى نصيب ” وحرية أبناء الله1″، الذين يرتقون فوق الحاضرات، ويتأملون الأبديات؛ (1) رومانيين 8: 21.
وينظرون بعينهم اليسرى إلى الزائلات، وباليمنى إلى السماويات؛ الذين لا تجذبهم الزمنيات فيتعلقوا بها، بل إنما هم، بالحري، يجتذبونها ليحسنوا استخدامها، على حسب ما رتب الله، ورسم الصانع الأعظم، الذي لم يترك في خليقته شيئاً من غير ترتيب.
2 – لو كنت، في كل حادث، لا تتوقف عند الظواهر الخارجية، ولا تعتبر بعينٍ جسديةٍ كل ما ترى أو تسمع، بل تدخل حالاً مع موسى إلى الخباء، لتستشير الرب في كل أمر، لكنت تسمع، أحياناً، الجواب الإلهي، وتعود متفقهاً في كثيرٍ من الأُمور الحاضرة والمستقبلة.
فإن موسى قد التجأ دائماً إلى الخباء، لإزالة الشكوك وحل المشاكل، واعتصم أبداً بمعونة الصلاة، لينجو من المخاطر ومن كيد البشر.
فهكذا عليك، أنت أيضاً، أن تلتجئ إلى مخدع قلبك، ملتمساً العون الإلهي، بشديد الإلحاح.
فقد ورد في الكتاب أن يشوع وبني إسرائيل، إنما خدعهم الجبعونيون “لأنهم لم يلتمسوا قبلاً مشورة الرب1″، بل صدقوا، عن غير تروٍ، أقوالاً معسولة، فانغووا بشفقةٍ كاذبة. (1) يشوع 9: 14.
Discussion about this post