ما أنا فاعلٌ، أنتَ لا تَعرِفُه الآن
في قديم الزمان، كان هناك أرملة فقيرة تعيش في إحدى الدول الأوربية حيث يكسو الجليد كل شئ بطبقة ناصعة البياض ،وكانت ترتعش مع ابنها الصغير التي حاولت، بأي طريقة، أن تجعله لا يشعر بالبرد.
يبدو انهما قد ضَلاَّ الطريق. ولكن سرعان ما صادف عبور عربة يجرها زوج من الخيل . وكان الرجل سائق العربة من الكرَم بحيث نقلَ الأرملة وابنها.وفى الطريق، بدأت أطراف السيدة تتجمّد من البرد، وصارت في حالة سيئة جدا حتى كادت تفقد الوعي. بسرعة، وبعد لحظات من التفكير، أوقف الرجل العربة وأنزلَ بالسيدة من العربة وانطلق بأقصى سرعة !!. تصرُّف يبدو للوهلة الأولى في منتهى القسوة.
ولكن تعالوا ننظر ماذا حدث:
عندما تنبَّهت السيدة أن ابنها ،وحيدها ،في العربة ويبعد عنها باستمرار، قامت وبدأت تمشي ثم بدأت تركض إلى أن بدأ عرقها يتصبَّب منها، وبدأت تشعر بالدفء، واستردَّت عافيتها .
هنا أوقف الرجل العربة وأَركبها معه وأوصلهما بالسلامة.
أعزائي كثيرا ما يتصرف الله معنا تصرّفات قد تبدو، في ظاهرها، غاية في القسوة ولكنها في منتهى اللطف والتحنن:
“ما أنا فاعلٌ، أنتَ لا تَعرِفُه الآن، ولكنَّكَ ستُدركُه (ستفهمه) بعدَ حين“ (إنجيل يوحنا 13: 7).
Discussion about this post