2 – من أقوال القديس إكليمادوس
وصايا لمن يريد الدخول فى سلك الرهبنة
اسمع يا بنى كلامى واحفظه فهذه وصاياي يجب أن تمارسها إن آثرت أن تكون راهباً لأنك إن كسلت في إتمام إحدى هذه الوصايا فما أكملت الواجب ، ويكون وعدك كاذباً وآراؤك عن الرهبنة ليست صحيحة ، ومالك الذى وزعته قد أضعته سيدى إذ تصبح طلباتك فارغة لأنك لم تستيقط بقوة ولم تقبل على السيرة الرهبانية باجتهاد ولم تربط وسط قلبك بالكمال ولم تستعد للقتال الشديد ضد الشياطين الغير منظورين ، كما يقول الرسول بولس: إن قتالنا ليس مع لحم ودم ، بل مع الرؤساء والسلاطين ومع أحياء الشر في عالم الظلمة ومع الأرواح الخبيثة.
( أ ) الرهبنة
1 -الانحلال من العالم :
الرهبنة هى درجة الملائكة الذين لا يفترون ليلاً ونهاراً عن خدمة ملكهم ومن دخل فيها بانحلال وكسل فقد صير نفسه أشقى حالاً مما لو كان بانحلال فى العالم.
الراهب هو ذاك الذي يستعد ليصير مثل الملائكة بدون هم. ويشق عنه ثوب العالم.
لا تظن أن معاشرات القديسين وحدها أو السكنى فى مواضع الصديقين فقط تنفعك، بل أرفض جميع هذه الخرافات لأنه لا تؤخذ المجاهدين لتعطى للكسلان لأن الأخ لا يفدى أخاه إذ يقول ” إنك تجازى كل واحد حسب عمله “.
2 -السعى للفضيلة :
+ لا تتخلى عن كبيرة ولا صغيرة من جميع الوصايا ، بل قم بجميعها بثبات وإلا فالأفضل لك أن تقيم مع العلمانيين.
+ إن علمت هذا فافحص قبلك قبل أن ترفض الدنيا وتهيئ ذاتك جندياً للسيد المسيح.
+ لا تتوان لئلا تندم أخيرا وتصبح رهبانيتك باطلة.
واذكر هذه الوصايا:
( ب ) الصلاة والهذيذ فى الكتب
3 -الصلاة الجامعة والانفرادية:
– تأدب فى صلاتك ولتكن من من كل قلبك وعقلك.
– إذا ضرب الناقوس فى نصف الليل لا تكسل بل قم وصل بحرص ولا تتل صلاتك بفمك وحده بل ليكن فكرك وعقلك وجميع حواسك متضرعة لله وناظره إليه.
4- الكنيسة :
+ لا تكسل فى الذهاب إلى الكنيسة وقت الصلاة الجامعة وأكمل عبادتك له بخوف.
+ إذا مضيت إلى الكنيسة فإياك أن تجلس عند الباب وهم داخلون للصلاة. احفظ نفسك وكن خائفاً من الله.
+ إذا أتاك أخ وكلمك فيما لا يجب فلا تخف البتة بل اجعل نفسك اخرساً واصما ولا تسمع لقوله ولا تلمه في قلبك بل كن مثل طفل صغير لا يعرف شراً ولا شيئا من المكر.
+ إياك أن تجيب أو تحدث أحدا حتى ولو كان بكلام جيد ما دمت فى الكنيسة.
5 -الهذيذ فى الكتب :
+ إذا رجعت إلى قلايتك اهتم بقراءة الكتب الإلهية والصلاة ولا تتفرغ لشغل اليد وحده فتنس ذكر الله خالقك.
+ إذا جلست فى خزانتك فاقرا بتعقل وتفهم ، وفكر فى تمجيد الله.
( جـ ) ضد الشياطين
6- المحاربة :
+ اعلم أنك منذ الآن قادم لتقاتل السباع والتنانين والأراكنة الشياطين في طريق التوبة التي هي كربة وصعبة.
+ انك ذاهب لتقاتل الذئاب والنمور والسباع والوحوش الضارية وليس ذلك لأيام ولا لشهور ولا لسنين قلائل بل حياتك كلها حتى تظفر بالعدو.
( د ) الاستسلام للشدائد والضوايق
7 – الصبر :
+ إنك قد نصبت نفسك هدفاً للشدائد والأحزان يوماً بعد يوم أن أردت أن تكون راهباً لأنه مكتوب : توقع يا ابنى الشدة بعد الشدة من وقت لآخر وهيأ نفسك لهذا.
( هـ ) النسك
8 – الطعام :
+ لا يوجد ها هنا طعام أو شراب ، بل جوع وعطش دائم.
9 – الهدوء :
+ منذ الآن لن يكون لعب أو ضحك أو قهقهة أو انحلال.
10 -السهر :
+ دوام على السهر والصوم إلى المساء في كل زمانك إلا فى حالة مرض يلحقك أو ضعف يصيبك.
( و ) أساس الفضائل
11 – التواضع :
إذا لبست إسكيم الرهبنة فلا تتعظم بل بالأكثر اتضع لأنك قد أخذت خاتم الجندية للمسيح واخضع عنقك تحت نيره ولا تكن مقاومً له ولا محاربا.
12 – قطع الأهواء الجسدانية:
+ انكر نفسك فى كل شئ ولا تكمل أغراضك الجسدانية.
+ إن أردت أن تكون راهباً فانزع جميع أفكار العالم من قلبك.
13-الانسحاق :
+ لازم الحزن والبكاء عوض الانحلال واللعب.
+ اندم على خطاياك واجعل قلبك مع الله في كل وقت لتستحق نعمته.
( ز ) آداب المائدة
14-إذا جلست على المائدة لتأكل مع الإخوة فلا تتحدث مع أحد.
وإن حدثوك فلا تجبهم حتى تفرغ من الاكل واشكر الله سبحانه وتعالى على جميع أفعاله وما أنعم به علينا بالرغم من عدم استحقاقنا.
هكذا تفعل كل أيام حياتك أمام الله لتكون لك الطوبى أي الحظ الشريف مع القديسين. ومع هذا كله عليك أن تتحقق أنه لا يلبس الإكليل إلا من جاهد وصبر على الشدائد وغلب الاعداء وهزمهم وظهرت شجاعته فيهم أمام الملك العظيم الرب يسوع المسيح الذى استحققت ان تحارب من اجل اسمه القدوس فتغلب كما غلب هو. إذ يساعدك بقوته العظيمة. لأنه قال : ” ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر ” له المجد آمين.
Discussion about this post