“نصيحة أُم!”
أم مسكينة لها خمسة أطفال، لا تنتهي لهم طلبات، ولا يعرفوا معنى الهدوء.
فهي طيلة النهار تركض وتعمل ولا تكاد تنهي أشغالها البيتة فضلاً عن التعب والقلق والعصبية في حين أن أمّها عاشت سعيدة ولا تزال تتمتّع بصحة جيدة وأعصاب متينة، راضية بالحياة لا تفارق الابتسامة ثغرها مع كونها أمّ لتسعة أولاد.
فذهبت تسأل أمّها عن هذا السرّ. فاجابتها:
– لا أسهل من ذلك بُنيَّتي! بشرط أن تجدي الشجاعة لتعملي بما أشير به عليك الان:
– عليك أن تجتهدي بأن تختلي مدة (خمس دقائق) كل يوم والأفضل في الوقت الذي لا يزعجك فيه أولادك.
لا تعملي شيئا سوى أن تتصوري نفسك في حضرة الله أبيكِ الحنون لتقولي له مشاكلك وتطلبي عونه، وتُقدّمي له أتعابك وتَقبلي من يده بحب وثقة كل ما يسمح به.
استغربت الأم الشابة من هذه النصيحة. إلاّ أنها عَمِلَتْ بها. وما هي إلاّ أيام حتى أصبحت مثل والدتها تفيض حياة وصحة وسعادة. وأي عجب في هذا، ما دام أطباء النفس يؤكدون بأن الخلوة بالله هي أعظم مصدر لتوليد النشاط في الإنسان،وإعادة الثقة بنفسه، وإزالة توتر أعصابه.
ويقول هؤلاء الأطباء بأنه ما من إنسان يضع نفسه يومياً في حضرة الله بضع دقائق، إلاّ ويلمس فائدة ويتقدّم خطوات نحو تحسّن حاله وتفريج همومه وغمومه.
وفي هذا المعنى قال غاندي:
– بدون الاختلاء والصلاة، كان يتحتّم عليّ أن أكون معتوهاً منذ زمن طويل .
Discussion about this post