كلمة معايدة بمناسبة عيد الميلاد – موقع سلطانة الحبل بلا دنس
ليس لدينا ما نقوله في هذا العيد المجيد سوى أن ندعوكم أيها الأخوة الأحباء إلى التأمل في مقالة القديس يوحنا الذهبي الفم
“ها أنا أبشركم بفرح كبير” لنفرح ونبتهج به أرض سماوية!
إني أتأمل سرًا عجيباً وجديداً، فيرن في أذني صوت تسبحة الراعي المتغني بترنيمة السماء…
هوذا الملائكة ترتل، ورؤساء الملائكة تتغنى في انسجام وتوافق. الشاروبيم يسبحون بتسابيحهم المفرحة، والساروفيم يمجدونه.
الكل اتحد معًا لتكريم ذلك العيد المجيد، ناظرين الإله على الأرض، والإنسان في السماء، الذي من فوق يسكن هنا على الأرض لأجل خلاصنا، والإنسان الذي هو تحت يرتفع إلى فوق بالمراحم الإلهية!
هوذا بيت لحم تضاهي السماء
فتسمع فيها أصوات تسبيح الملائكة من الكواكب
وبدلا من الشمس سطع شمس البرّ في كل جانب.
ليأتِ الكل إليه
ليأتِ الملوك، ويروا الملك السماوي
هذا الذي جاء على الأرض بلا ملائكة ولا رؤساء ملائكة ولا عروش ولا قوات، مع أنه لم ينسَ ملائكته، ولا تركهم بلا رعاية…!
ليأتِ الجنود ليخدموا قائد الجنود السماوية..
لتأتِ النسوة لتمجد ذاك الذي وُلد من امرأة حتى يحول مرارة آلام الولادة إلى لذة.
لتأتِ العذارى إلى ابن العذراء، متطلعات بفرح إلى ذاك الذي يعطي اللبن… يتقبل غذاء الأطفال من أمه العذراء.
ليأتِ الأطفال ليعبدوا ذاك الذي صار طفلاً صغيرًا حتى يهيئ من أفواه الأطفال والرضع سبحًا للطفل الذي أقام منهم شهداء في ثورة هيرودس.
ليأتِ الرجال إلى ذاك الذي صار إنسانًا حتى ينزع البؤس عن عبيده.
ليأتِ الرعاة إلى الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن خدامه.
ليأتِ الكهنة إلى ذاك الذي صار رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق.
ليأتِ العبيد إلى ذاك الذي أخذ صورة عبد حتى يحررهم من العبودية.
ليأتِ صيادوا الأسماك إلى ذاك الذي اختار من بينهم تلاميذه.
ليأتِ العشارون إلى ذاك الذي اختار منهم متى الإنجيلي.
لتأتِ النسوة إلى ذاك الذي قدم قدميه لتغسلهما التائبة بدموعها.
وإنني إذ احتضن الجميع، يأتي الخطاة لينظروا
“حمل الله الذي يحمل خطايا العالم“.
وبعدما أن تأملنا بهذه المقالة الجميلة والرائعة
نتقدم بالمعايدة
بكلمة نابعة
من قلب جميع أبناء موقع سلطانة الحبل بلا دنس
نعيش في زمن الميلاد أيام لا تعرف الظلام أبدا، فالنهار متواصل دون تعاقب مع الليل، نعم فزينة الابنية والطرقات والاشجار جعلت النور ساطعاً كاننا في منتصف النهار، هذا جميلٌ جدا، فنحن نستقبل ملك الملوك
والتهيئة واجبٌ علينا، ولكن
هل سألنا أنفسنا من سيأتي؟
أو ماذا يطلب منا من تحضيرات لاستقباله؟!
اننا عادة نسأل ضيفنا، ماذا تحب ان تشرب و تأكل؟
إن المسيح هو ضيفنا وهويحبنا اكثر بكثير من حبنا له
وهو يرغب بشدة ان نشاركه في مخططه الخلاصي على الأرض لكي نتمتع معه في الملكوت.
من هنا واجب علينا ان نهيء نفوسنا لاستقباله بقلب نقي
وروح طاهرة و وفقاً لعمل الروح القدوس الذي نلناه في جرن معموديتنا المقدس.
هذا السر الذي جعلنا أعضاء في جسده القائم من الموت يدخلنا حقاً في روحانية سرّ تجسده فيما بيننا.
وها هو عمانوئيل إلهنا معنا.
فهلموا بنا
نرجع إلى ذواتنا
نفحص ضمائرنا
وننقي نفوسنا بالتوبة و الإعتراف
هلموا بنا
للسير قلباً وقالباً مع الرب في تجسده والامه موته وقيامته وصعوده.
فنحن كغيرنا بحاجة ماسة ان نعيش في سفينة ربانها هو الرب يسوع و ميناؤها هو ميناء الخلاص نعم اننا بحاجة إلى سفينتك يايسوع فلتدبر أنت حياتنا و لتعضدنا دائماً بيمينك لننجوا من هيجان امواج الشر المزعجة
و أنتََ يا طفلَ المغارة أعطنا بقوة روحكَ القدوس العامل فينا أن نبتعد و نبعد إخوتنا عن السحرة و المنجمين الدجالين الذين يضلِّلون النفوس الضعيفة الضائعة ظناً منهم أنه باستطاعتهم وفقاً لأباطيلهم زعزعة ايمان بعض نفوس ابناء البيعة المقدسة، متناسين ما قاله الرب يسوع: “ثقوا أنا قد غلبت العالم“.
ونحن المؤمنين باسمه، الساجدين له كسجود الملائكة التي تحدث عنها كتابنا المقدس، لا يحق لنا إلا أن نستقبل هذه السنة الجديدة بفرح الروح والايمان والرجاء والمحبة , آخذين بعين الاعتبار ان مظاهر الدنيا الفانية محدودة وزائلة أما رباطنا مع المسيح فمقدس وأبدي.
من هنا، من أولى واجباتنا عدم التقيد بفكر العالم لكوننا نمتلك فكر المسيح في عالم يكاد يتجاهل القيم المسيحية الخلاصية.
أيها الأخوة الاعزاء:
ندعوكم إلى تجنب اتباع المظاهرغيرالأخلاقية التي تمس مسيحيتنا ومنها:
اللباس غير المحتشم فأجسادنا هي هياكل الروح القدس
وما يليه من ملاهي … من شأنها أن توَّلِّدِ العثرات وتنبت بذور الخطيئة التي تبعدنا عن محبة القريب الفقير المحتاج لمحبتنا الأخوية كاِحتياجهِ الخبزَ والدواء.
وفي الختام
نتمنى لكم أعياداً مجيدةً
نهديكم نعمة وسلام الرب يسوع
ولتحفظكم العائلة المقدسة
ميلاد مجيد وعام سعيد