أسبوع بشارة العذراء
زمن الميلاد المجيد
الأحد: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 3/ 15-22)
يا إِخوَتِي، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا. فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: “ولأَنْسَالِهِ”، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ “وَلِنَسْلِكَ”، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ الـمَسِيح ! فأَقُولُ هـذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَ تْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد. وإِذَا كَانَ الـمِيرَاثُ مِنَ الشَرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والـحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالـمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم. إِذًا فَلِمَاذَا الشَرِيعَة ؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى. غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد ! إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله ؟ حاشَا ! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَبْرِيرُ حَقًّا بِالشَرِيعَة. ولـكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الـخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ الـمَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 1/ 26-38)
قالَ لوقا البَشِير: في الشَهْرِ السَادِس، أُرْسِلَ الـمَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الـجَلِيلِ اسْمُهَا النَاصِرَة، إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ اسْمُهُ يُوسُف، واسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم. ولَمَّا دَخَلَ الـمَلاكُ إِلَيْهَا قَال: “أَلسَلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَ ةً نِعْمَة، الرَبُّ مَعَكِ !”. فاضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذا السَلام ! فقَالَ لَهَا الـمَلاك: “لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنِّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله. وهَـا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ابْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع. وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وابْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الـرَبُّ الإِلَهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه، فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلـى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!”.
فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: “كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً ؟”. فأَجَابَ الـمَلاكُ وقالَ لَهَا: “أَلرُوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولذَلِكَ فالقُدُّوسُ الـمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ الله ! وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بابْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهَذَا هُوَ الشَهْرُ السَادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى اللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل !”. فقَالَتْ مَرْيَم: “هَا أَنا أَمَةُ الرَبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ !”. وانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها الـمَلاك.
حقّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 3/ 1-6)
يا إِخوَتِي، أَيُّها الغَلاطِيُّونَ الأَغْبِيَاء، مَنْ سَحَرَكُم، أَنْتُمُ الَّذين رُسِمَ أَمَامَ عُيُونِكُم يَسُوعُ الـمَسيحُ مَصْلُوبًا ؟ أُريدُ أَنْ أَعْرِفَ مِنْكُمْ هـذَا الأَمرَ فَقَط: أَمِنْ أَعْمَالِ الشَرِيعَةِ نِلْتُمُ الرُوح، أَمْ مِنْ سَمَاعِ الإِيْمَان ؟ أَهـكَذَا أَنْتُم أَغْبِيَاء؟ أَبَعْدَمَا بَدَأْتُمْ بِالرُوح، تُكَمِّلُونَ الآنَ بِالـجَسَد ؟ هَلِ احْتَمَلْتُم كُلَّ تِلْكَ الآلامِ عَبَثًا ؟ هذَا إِنْ كانَ عَبَثًا! فالَّـذي يَمْنَحُكُمُ الرُوح، ويَعمَلُ فيكُمُ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، أَمِنْ أَعْمَالِ الشَرِيعَةِ يَفْعَلُ ذلِكَ، أَمْ مِنْ سَمَاعِ الإِيْمَان ؟ هـكَذَا إِبرَاهِيم: “آمَنَ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا”.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الاثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 11/ 27-32)
قالَ لوقَا البَشِير: فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ، رَفَعَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الـجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: “طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا !”. أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: “بَلِ الطُوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها !”. وفيمَا كانَ الـجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: “إِنَّ هذَا الـجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كذَلِكَ سَيَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ لهَذَا الـجِيل. مَلِكَةُ الـجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذَا الـجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَ تْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الـجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان”.
حقّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 3/ 7-14)
يا إِخوَتِي، إِعْلَمُوا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإيْمَانِ هُمْ أَبْنَاءُ إِبرَاهِيم. وَبِمَا أَنَّ الكِتَابَ سَبَقَ فرَأَى أَنَّ اللهَ سيُبَرِّرُ الأُمَمَ بالإِيْمَان، سَبَقَ فبَشَّرَ إِبْراهِيمَ قائِلاً: “فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَم”. إِذًا فالَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيْمَانِ يتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الـمُؤْمِن. فجَميعُ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ الشَرِيعَةِ هُم تَحْتَ اللَّعْنَة، لأَنَّهُ مَكْتُوب: “مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لا يَثْبُتُ عَلى العَمَلِ بكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الشَرِيعَة !”. ووَاضِحٌ أَنَّهُ مَا مِـنْ أَحَدٍ يُبَرَّرُ بِالشَرِيعَةِ أَمَامَ الله، لأَنَّ “البَارَّ بالإِيْمَانِ يَحْيَا”. ولَيْسَتِ الشَرِيعَةُ مِنَ الإِيْمَان، بَلْ إِنَّ “مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا”. فَالـمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ الشَرِيعَة، إِذْ صَارَ لَعْنَةً مِنْ أَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوب: “مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلى خَشَبَة !”. وذلِكَ لِكَيْ تَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهيمَ إِلى الأُمَمِ في الـمَسِيحِ يَسُوع، فَنَنَالَ بِالإِيْمَانِ الرُوحَ الـمَوعُودَ بِهِ.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متّى 11/ 25-30)
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ: “أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الـحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال ! نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ارْتَضَيْت ! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن، ومَنْ يُرِيدُ الابْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ الـمُتْعَبِينَ والـمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف !”.
حقّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 3/ 23-29)
يا إِخوَتِي، قَبْلَ أَنْ يَأْتيَ الإِيْمَان، كُنَّا مُحْتَجَزِينَ مَحبُوسِينَ تَحْتَ الشَرِيعَة، إِلى أَنْ يُعْلَنَ الإِيْمَانُ الـمُنْتَظَر. إِذًا فَالشَرِيعَةُ كَانَتْ لَنَا مُؤَدِّبًا يَقُودُنَا إِلى الـمَسِيح، لِكَيْ نُبَرَّرَ بِالإِيْمَان. فلَمَّا أَتَى الإِيْمَان، لَمْ نَعُدْ تَحْتَ مُؤَدِّب؛ لأَنَّكُم جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بَالإِيْمَان، في الـمَسِيحِ يَسُوع. أَنْتُم جَمِيعَ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُم في الـمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الـمَسِيح. فلا يَهُودِيٌّ بَعْدُ ولا يُونَانِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، لاَ ذَكَرٌ ولا أُنْثَى، فإِنَّكُم جَمِيعًا وَاحِدٌ في الـمَسِيحِ يَسُوع. فَإِنْ كُنْتُم لِلمَسِيح، فأَنْتُم إِذًا نَسْلُ إِبْراهِيم، ووَارِثُونَ بِحَسَبِ الوَعْد.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متّى 13/ 54-58)
قالَ متَّى الرَسُول: أَتَى يَسُوعُ إِلى النَاصِرَةِ بَلْدَتِهِ، فَأَخَذَ يُعَلِّمُ في مَجْمَعِهِم حَتَّى بُهِتُوا وقَالُوا: “مِنْ أَيْنَ لَهُ هذِهِ الـحِكْمَةُ وهَذِهِ الأَعْمَالُ القَدِيْرَة ؟ أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَجَّار؟ أَلا تُدْعَى أُمُّهُ مَرْيَم، وإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ ويُوسِي، وسِمْعَانَ ويَهُوذَا؟ أَلَيْسَتْ جَمِيْعُ أَخَوَاتِهِ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ كُلُّ هَذَا؟”. وكَانُوا يَشُكُّونَ فِيه. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُم: “لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ”. ولَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَعْمَالاً قَدِيْرَةً كَثِيْرَةً لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم بِهِ.
حقّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 4/ 1-7)
يا إِخوَتِي، إِنَّ الوَارِثَ، مَا دَامَ قَاصِرًا، لا يَخْتَلِفُ عنِ العَبْدِ بِشَيء، معَ أَنَّهُ سَيِّدٌ على كُلِّ شَيء. لـكِنَّهُ يَبقَى تَحْتَ الأَوْصِيَاءِ وَالوُكَلاء، إِلى الوَقْتِ الَّذي حَدَّدَهُ الأَب. وهـكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِين، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَركَانِ العَالَم. ولـكِنْ، لَمَّا بَلَغَ مِلْءُ الزَمَان، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَولُودًا مِنِ امْرَأَة، مَولُودًا في حُكْمِ الشَرِيعَة، لِكَي يَفْتَدِيَ الَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَريعَة، حتَّى نَنَالَ البُنُوَّة. والدَّليلُ على أَنَّكُم أَبْنَاء، هُوَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ إِلى قُلُوبِنَا رُوحَ ابْنِهِ صَارِخًا: “أَبَّا، أَيُّهَا الآب!”. فأَنْتَ إِذًا لَمْ تَعُدْ عَبْدًا، بَلْ أَنْتَ ابْنٌ، وإِذَا كُنْتَ ابْنًا، فأَنْتَ أَيْضًا وَارِثٌ بِنِعْمَةِ الله.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متّى 12/ 46-50)
قالَ متَّى الرَّسُول: فيمَا يَسُوعُ يُكَلِّمُ الـجُمُوع، إِذَا أُمُّهُ وإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا في الـخَارِجِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوه. فقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: “هَا إِنَّ أُمَّكَ وإِخْوَتَكَ واقِفُونَ في الـخَارِجِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوك”. فَأَجَابَ يَسُوعُ وقالَ لِمُكَلِّمِهِ: “مَنْ أُمِّي ومَنْ إِخْوَتي؟”. وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى تَلاميذِهِ وقَال: “هَؤُلاءِ هُمْ أُمِّي وإِخْوَتي! لأَنَّ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبي الَّذي في السَمَاواتِ هُوَ أَخي وأُخْتِي وأُمِّي!”.
حقّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 4/ 8-12)
يا إِخوَتِي، حِينَ كُنْتُم لا تَعْرِفُونَ الله، عَبَدْتُمْ مَنْ لَيْسُوا بِطَبِيعَتِهِم آلِهَة. أَمَّا الآن، وقَدْ عَرَفْتُمُ الله، بَلْ بالأَحْرَى عَرَفَكُمُ الله، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ إِلى الأَركَانِ الـهَزِيلَةِ والـحَقِيرَة، الَّتي تُرِيدُونَ مِنْ جَدِيدٍ أَنْ تَعْبُدُوهَا ؟ إِنَّكُم تُرَاقِبُونَ الأَيَّامَ والشُهُورَ والفُصُولَ والسِنِين ! أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ عَبَثًا مِنْ أَجلِكُم! أَسْأَلُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة: كُونُوا مِثْلِي، لأَنِّي أَنَا مِثْلُكُم. إِنَّكُم مَا أَسَأْتُمْ إِلَيَّ في شَيء!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 40-44)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “أَجَل، هَذِهِ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُشَاهِدُ الابْنَ ويُؤْمِنُ بِهِ، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير”. فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: “أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء”. وكَانُوا يَقُولُون: “أَلَيْسَ هَذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟”. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم:”لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم. لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير”.
حقّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 4/ 13-20)
يا إِخوَتِي، أَنْتُم تَعْلَمُونَ أَنِّي بِسَبَبِ عِلَّةٍ في جَسَدي بَشَّرْتُكُم لِلمَرَّةِ الأُولى. ومَعَ أَنَّ العِلَّةَ في جَسَدِي كَانَتْ مِحْنَةً لَكُم، فإِنَّكُم لَمْ تَحْتَقِرُونِي بِسَبَبِهَا ولَمْ تَشْمَئِزُّوا مِنِّي، بَلْ تَقَبَّلْتُمُونِي كَأَنِّي مَلاكٌ مِنَ الله، كَأَنِّي الـمَسِيحُ يَسُوع! إِذًا فأَيْنَ اغْتِبَاطُكُمُ الآن؟ وإِنِّي لأَشْهَدُ لَكُم أَنَّكُم لَوِ اسْتَطَعْتُم لَقَلَعْتُم عُيُونَكُم وَأَعْطَيْتُمُونِي إِيَّاهَا! فهَلْ صِرْتُ لَكُم عَدُوًّا، لأَنِّي كُنْتُ صَادِقًا مَعَكُم ؟ إِنَّهُم يَغَارُونَ عَلَيْكُم لا لِخَيْرِكُم، بَلْ يُريدُونَ أَنْ يَصُدُّوكُم عَنِّي، لِكَي تَغَارُوا عَلَيْهِم! إِنَّهُ لَحَسَنٌ أَنْ تَغَارُوا على الـخَير، في كُلِّ حِين، لا في حُضُوري عِنْدَكُم فَقَط. يَا أَوْلادِيَ الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُم ثَانِيَةً حتَّى يُصَوَّرَ الـمَسِيحُ فيكُم ! كُنْتُ أَوَدُّ أَنْ أَكُونَ الآنَ حَاضِرًا عِنْدَكُم، وأُغَيِّرَ لَهْجَتِي، لأَنِّي مُحْتَارٌ في أَمْرِكُم!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 10/ 21-24)
قالَ لُوقَا البَشير: في تِلْكَ السَّاعَةِ ابْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: “أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ الأُمُورَ عَنِ الـحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هَكَذَا ارْتَضَيْت. لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الابْنُ إِلاَّ الآب، وَلا مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الابْن، وَمَنْ يُريدُ الابْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ”. ثُمَّ التَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى انْفِرَاد: “طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون ! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا”.
حقّا والأمانُ لجميعكم.