أسرار الحزن
[ليومي الثلاثاء والجمعة]
بإسم الآب والإبن والروح القُدُس، الإله الواحد، آمين.
فعل الندامة:
يا ربي وإلهي، أنا نادم من كل قلبي، على جميع خطاياي، لأنّي بالخطيئة خسرت نفسي والخيرات الأبدية، واستحققت العذابات الجهنمية. وبالأكثر أنا نادم، لأني أغظتك وأهنتك، أنت يا ربي وإلهي المستحق كل كرامة ومحبة. ولهذا السبب أبغض الخطيئة فوق كل شرّ. وأريد بنعمتك ان اموت، قبل أن أغيظك فيما بعد. وأقصد أن أهرب من كل سبب خطيئة، وأن أفي، بقدر استطاعتي، عن الخطايا التي فعلتها، آمين.
التقدمة:
أيتها البتول الكليّة الرأفة، سيدتي، إنّنا نقدّم هذه المسبحة الورديّة، بحسب نيّة جميع عبيدك المتّقين الذين أرضوك بهذا الإكرام المقدّس فنسألك، أيتها السيّدة العطوف، أن تقبلينا في شركتهم، وتقبلي منّا هذا الإكرام باستحقاقات فضائلهم، آمين.
يا أمي الحبيبة مريم الكليّة القداسة، إنّي أقدّم لكِ هذه خمسة أسرار الحزن، على نواياكِ المقدّسة وعن إخوتي المشتركين معي في هذه المسبحة الورديّة، المشرفين على الموت، لكيما يهبهم إبنك توبة كاملة عن جميع خطاياهم، وتكوني أنتِ عونهم وشفيعتهم في تلك الساعة، آمين.
السرّ الأول من أسرار الحزن
ثمرة هذا السرّ: الندامة
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا صلّى إبنكِ يسوع في البستان، وكان عرقه يتساقط كعبيط الدم..
تأمل: “يا أبتِ، إن شئت فأصرف عنّي هذه الكأس… ولكن لا مشيئتي، بل مشيئتك!” هذه الكلمات يا مريم، قالها يسوع، وهو يصلّي في بستان الزيتون؛ لأنّه كان يعرف تماماً، إنّ الكأس التي سيشربها كفّارة عن خطايانا، ستكون مرّة للغاية. ساعدينا يا مريم، لنتمّم بسيرتنا المستقيمة، مشيئة الآب السماويّ، فنقول على مثال ابنكِ: “ولكن لا مشيئتي بل مشيئتك”، آمين.
نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.
“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.
السرّ الثاني من أسرار الحزن
ثمرة هذا السرّ: إماتة الحواس
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا جُلد إبنكِ على العمود بالسياط.
تأمّل: كلّ جلدة لمست جسد يسوع الطاهر، وهو مربوط على العمود، كانت ثمناً لمعاصينا. وكلّ ألم سبّبته ضربات السياط الموجعة، كانت بسبب آثام ارتكبناها نحن البشر، ضدّ الإرادة الإلهيّة. أي خطأ إقترفته أيّها الحمل الوديع لكي تُجلد بدون رحمة. يا مريم، حزنك الجزيل توجعاً مع ابنكِ، كان يغمر قلبك الحنون، فكانت كلّ جلدة تمزّق أحشاءك. إجعلينا، أن نشارك إبنكِ جراحاته، فنصِل بمحبّتنا وتسامحنا، إلى سرّ صليبه، آمين.
نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.
“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.
السرّ الثالث من أسرار الحزن
ثمرة هذا السرّ: احتقار المجد العالمي
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا كلّل إبنكِ بإكليل الشوك، على هامته المقدّسة.
تأمّل: بعد احتمالك آلام الجلد المبرحة، كلّلت ايّها الفادي، بإكليل من شوك، وسخروا منك، لأنّك قلت أنّك ملك. لقد ملأ الحقد قلوبهم، وأعمت بصائرهم الضغينة والكره. كلّلت بالشوك، وأنت من جئت تزرع المحبّة، والرحمة بين البشر. أطلبي لنا يا مريم، أن لا نشارك يوماً في تعذيب ابنكِ، فلا نرتكب الخطيئة، ونتذكّر دائماً أنّها وحدها، سبب كلّ آلام يسوع، آمين.
نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.
“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.
السرّ الرابع من أسرار الحزن
ثمرة هذا السرّ: الصبر والتسليم
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا حمل إبنكِ صليبه وكان من ثقله ينحني ساقطاً على الأرض كالميت.
تأمّل: حملت أيّها المسيح صليب الفداء، ومشيت على طريق الجلجلة الطويل، دون أن تفتح فاك؛ وأنت عالم بأنّ هذا ما ينتظرك، لأنّك لأجل ذلك جئت إلى العالم، كي ترفع بصليبك خطايا البشر. فيا معزيّة الحزانى، أي عزاء يخفّف عنك هذا الألم، الذي يعصر قلبك الرؤوف، اي عزاء يمحي من قلبك أوجاع الأم المفجوعة، وهي ترى ابنها الوحيد ينوء تحت ثقل صليبه. وحده وعدنا لك أن لا نهين بعد اليوم صليب من أحبّنا وافتدانا، آمين.
نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.
“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.
السرّ الخامس من أسرار الحزن
ثمرة هذا السر: المحبّة والمغفرة للأعداء
أقدّم لكِ أيّتها البتول الطوباويّة، جزيل الحزن الذي حزنته، لمّا مات إبنكِ على الصليب.
تأمّل: يا أبتِ، في يديك اجعل روحي، نتأمل معك يا مريم، بهذه الكلمات الأخيرة، التي بها أسلم ابنكِ الروح وهو معلّق على الصليب؛ ذاك الذي خلق السماء والأرض، من جاء ليرفع عارَنا، رُفع على خشبة العار؛ فغلب الموت بالموت، وهو ربّ الحياة، لكي نحيا معه للأبد. إنّ حزنكِ أيّتها الأم القدّيسة، يوازي كلّ العذابات في العالم. يا يسوع ويا مريم، ليكن وعدنا لكما صادقاً، بعدم الرجوع إلى الخطيئة. فنكون أمناء لهذا الافتداء المجيد، إلى آخر أيّام حياتنا، آمين.
نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة.
“يا يسوع الحبيب، إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم والمطهر، وخذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي بأكثر حاجة إلى رحمتك، آمين”.
صلاة
يا سلطانة السماء والأرض الجالسة في حضرة الملك السماوي، إقبلي منّا هذا التكريم، بمقام القربان المقبول لديكِ ولدى يسوع ابنك. وأرسلي إلينا نعمة الغفران الكامل على جميع خطايانا، ووفِّقينا أن نخدمك ونعبد إبنك بخلوص المحبة والغيرة من صميم القلب، بواسطة هذه المسبحة الوردية، إلى النفس الأخير. وفي ساعة موتنا إحضري عندنا، أيتها الرحومة الشفوقة، واطردي عنا محافل الجن الخبثاء. ونجِّينا من العقوبات الجهنمية والمطهرية بما انك حمايتنا. ونوِّري عقول المسيحيين، وردّي الضالين منّا إلى حظيرة الخراف الناطقة، أعني بيعة السيّد المسيحية الحقيقية، الجامعة، الرسولية. لكي برأي واحد وفم واحد، نعظمك ونمجّد الثالوث الأقدس: الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى أبد الآبدين. آمين.
– يا رب استمع صلاتي
– وصراخي إليك يأتي.
– فلتسترح نفوس الموتى المؤمنين
– برحمة الله والسلام. آمين.
Discussion about this post