أسبوع مولد يوحنّا المعمدان
زمن الميلاد المجيد
الأحد: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 4/ 21-5/ 1)
يا إخوَتِي، قُولُوا لي، أَنْتُمُ الَّذِينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، أَمَا تَسْمَعُونَ الشَّرِيعَة ؟ فإِنَّهُ مَكْتُوب: كَانَ لإِبْراهيمَ ابْنَان، واحِدٌ مِنَ الـجَارِيَة، ووَاحِدٌ مِنَ الـحُرَّة. أَمَّا الَّذي مِنَ الـجَارِيَةِ فقَدْ وُلِدَ بِحَسَبِ الـجَسَد، وَأَمَّا الَّذي مِنَ الـحُرّةِ فَبِقُوَّةِ الوَعْد. وفي ذلِكَ رَمْزٌ: فَسَارَةُ وهَاجَرُ تُمَثِّلانِ عَهْدَين، عَهْدًا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ يَلِدُ لِلعُبُوديَّة، وهُوَ هَاجَر؛ لأَنَّ هَاجَرَ هيَ جَبَلُ سِينَاءَ الَّذي في بِلادِ العَرَب، وتُوافِقُ أُورَشَليمَ الـحَالِيَّة، لأَنَّهَا في العُبُودِيَّةِ هيَ وأَوْلادُهَا. أَمَّا أُورَشَليمُ العُلْيَا فَهِيَ حُرَّة، وهِيَ أُمُّنَا؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “إِفْرَحِي، أَيَّتُهَا العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَّرْنِيمِ وَاصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ الـمَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَولادِ الـمُتَزَوِّجَة”. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فإِنَّكُم أَوْلادُ الوَعْدِ مِثْلُ إِسْحـق. ولـكِن، كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الـمَولُودُ بِحَسَبِ الـجَسَدِ يَضْطَهِدُ الـمَوْلُودَ بِحَسَبِ الرُوح، فَكَذلِكَ الآنَ أَيْضًا. ولـكِن مَاذَا يَقُولُ الكِتَاب ؟ ” أُطْرُدِ الـجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ ابْنَ الـجَارِيَةِ لا يَرِثُ معَ ابْنِ الـحُرَّة”. إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة، لَسْنَا أَوْلادَ جَارِيَة، بَلْ أَوْلادُ الـحُرَّة. إِنَّ الـمَسِيحَ قَدْ حَرَّرَنَا لِنَبْقَى أَحرارًا. فَاثْبُتُوا إِذًا ولا تَعُودُوا تَخضَعُونَ لِنِيرِ العُبُودِيَّة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 1/ 57-66)
قالَ لوقا البَشِير: تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ابْنًا. وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَبّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ باسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا. فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: “لا ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا !”. فقَالُوا لَهَا: “لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهَذَا الاسْم”. وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ. فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: “إِسْمُهُ يُوحَنَّا !”. فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم. وانْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وانْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ الله، فَاسْتَولى الـخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هَذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة. وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بذَلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: “ما عَسَى هـذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون ؟”. وكانَتْ يَدُ الرَبّ حَقًّا مَعَهُ.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم9/ 1-5)
يا إخوَتِي، إِنِّي أَقُولُ الـحَقَّ في الـمَسِيح، لا أَكْذِب، وضَميري شَاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُس: إِنَّ في قَلبي حُزْنًا شَديدًا، ووَجَعًا لا يَهْدَأ. أَوَدُّ لَو أَكُونُ أَنَا نَفسي مَحْرُومًا، مَفْصُولاً عَنِ الـمَسِيح، في سَبيلِ إِخْوَتي، بَني قَومِي بِحَسَبِ الـجَسَد، وهُم بَنُو إِسْرائِيل، ولَهُمُ البُنُوَّةُ والـمَجْدُ والعُهُودُ والاشْتِرَاعُ والعِبَادَةُ والوُعُود، ولَهُمُ الآبَاء، وَمِنهُمُ الـمَسِيحُ بِحَسَبِ الـجَسَد، وهوَ فَوقَ الـجَميعِ إِلَهٌ مُبَارَكٌ إِلى الدُهُور. آمين.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الاثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 1/ 67-80)
قالَ لُوقَا البَشِير: إِمْتَلأَ زَكَرِيَّا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فَتَنبَّأَ قائِلاً: “تَبَارَكَ الرَبّ، إِلَهُ إِسْرَائِيل، لأَنَّه افْتَقَدَ شَعْبَهُ وَافْتَدَاه. وأَقَامَ لنَا قُوَّةَ خَلاصٍ في بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاه، كمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ القِدِّيسِينَ مُنْذُ القَدِيم، لِيُخَلِّصَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا، ومِنْ أَيْدي جَمِيعِ مُبغِضِينَا، ويَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا، ويَذْكُرَ عَهْدَهُ الـمُقَدَّس، ذاكَ القَسَمَ الَّذي أَقسَمَهُ لإِبرَاهِيمَ أَبِينَا، بِأَنْ يُنْعِمَ عَلَينا، وقَدْ نَجَوْنَا مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، أَنْ نَعبُدَهُ بِلا خَوْف، بِالقَدَاسَةِ والبِرِّ، في حَضْرَتِهِ، كُلَّ أَيَّامِ حيَاتِنَا. وأَنْتَ، أَيُّهَا الصَّبِيّ، نَبِيَّ العَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَسِيرُ أَمَامَ وَجْهِ الرَبّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ، وتُعَلِّمَ شَعْبَهُ الـخَلاصَ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُم، في أَحشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتي بِهَا افْتَقَدَنَا الـمُشْرِقُ مِنَ العَلاء، لِيُضِيءَ على الـجَالِسِينَ في ظُلْمَةِ الـمَوْتِ وظِلالِهِ، ويَهْدِيَ خُطَانَا إِلى طَرِيقِ السَلام”. وكَانَ الصَبِيُّ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى في الرُوح. وكانَ في البَرارِي إِلى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيل.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 9/ 6-13)
يا إخوَتِي، هـذَا لا يَعْني أَنَّ كَلِمَةَ اللهِ قَدْ سَقَطَت ! فَلَيْسَ جَميعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرائيلَ هُم إِسْرائِيل ! ولا لأَنَّهُم نَسْلُ إِبْرَاهيمَ هُم جَميعًا أَولادُ إِبرَاهيم، بَل “بِإِسْحـقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ”. وذلِكَ يَعْني أَنَّ أَوْلادَ الـجَسَدِ لَيْسُوا هُم أَوْلادَ الله، بَلْ إِنَّ أَوْلادَ الوَعْدِ هُم يُحْسَبُونَ نَسْلاً لإِبْرَاهيم؛ لأَنَّ كَلِمَةَ الوَعْدِ هِيَ هـذِهِ: “سَأَرْجِعُ في مِثْلِ هـذَا الوَقْت، ويَكُونُ لِسَارةَ ابْنٌ !”. ومَا ذلِكَ فَحَسْب، بَلْ إِنَّ رِفْقَةَ أَيْضًا قَدْ حَمَلَتْ مِنْ رَجُلٍ وَاحِد، أَيْ مِنْ أَبينَا إِسْحـق. وقَبْلَ أَنْ يُولَدَ عِيسُو ويَعْقُوب، ويَفْعَلا خَيْرًا أَو شَرًّا، فَلِكَي يَظَلَّ قَصْدُ اللهِ في اخْتِيَارِهِ قَائِمًا لا على الأَعْمَال، بَلْ عَلى اللهِ الَّذي يَدْعُو، قِيلَ لِرِفْقَة: “أَلأَكْبَرُ يَكُونُ عَبْدًا لِلأَصْغَر”، كَمَا هوَ مَكْتُوب: “أَحْبَبْتُ يَعْقُوب، وأَبْغَضْتُ عيسُو”.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متى 11/ 11-15)
قالَ الرَبّ يَسُوع: “أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَمْ يَقُمْ في مَواليدِ النِسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الـمَعْمَدَان، ولَكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. ومِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الـمَعْمَدَانِ إِلى الآن، مَلَكُوتُ السَمَاواتِ يُغْصَب، والغَاصِبُونَ يَخْطَفُونَهُ. فَالتَوْرَاةُ والأَنْبِيَاءُ كُلُّهُم تَنَبَّأُوا إِلى أَنْ أَتَى يُوحَنَّا. وإِنْ شِئْتُم أَنْ تُصَدِّقُوا، فهُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتي. مَـنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ !”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 9/ 14-18)
يا إخوَتِي، مَاذَا نَقُول ؟ أَيَكُونُ عِنْدَ اللهِ ظُلْمٌ ؟ حَاشَا ! لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسى: “أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم، وأَتَحَنَّنُ عَلى مَنْ أَتَحَنَّن !”. إِذًا فَالأَمْرُ لا يَتَعَلَّقُ بِالإِنسَانِ الَّذي يُرِيد، ولا بِالإِنسَانِ الَّذي يَسْعَى، بَلِ بِاللهِ الَّذي يَرْحَم؛ لأَنَّ اللهَ يَقُولُ في الكِتَابِ لِفِرْعَون: “إِنِّي لِهـذَا أَقَمْتُكَ، لِكَي أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتي، وَلِكَي يُنَادَى بِاسْمي في الأَرْضِ كُلِّهَا”. إِذًا فَهوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاء، ويُقَسِّي قَلبَ مَنْ يَشَاء.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متّى 17/ 9-13)
قالَ متَّى الرَسُول: فيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الـجَبَلِ، حَيْثُ تَجَلَّى يَسُوع، أَوْصَى يَسُوعُ تلامِيذَهُ قَائِلاً: “لا تُخْبِرُوا أَحَدًا بِهَذِهِ الرُّؤْيَا إِلى أَنْ يَكُونَ ابْنُ الإِنْسَانِ قَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات”. فَسَأَلَهُ التَّلامِيذُ قَائِلِين: “إِذًا لِمَاذَا يَقُولُ الكَتَبَةُ إِنَّهُ لا بُـدَّ أَنْ يَـأْتِيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً ؟”. فَأَجَابَ وقَال:” أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء. وأَقُولُ لَكُم: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ أَتَى، ولَمْ يَعْرِفُوه، بَلْ فَعَلُوا بِهِ كُلَّ مَا شَاؤُوا. وَكَذَلِكَ ابْنُ الإِنسَانِ مُزْمِعٌ أَنْ يَتَأَلَّمَ على أَيدِيهِم”. حينَئِذٍ فَهِمَ التَّلامِيذُ أَنَّهُ حَدَّثَهُم عَنْ يُوحَنَّا الـمَعْمَدَان.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 9/ 19-29)
يا إخوَتِي، لَعَلَّكَ تَقُولُ لي: لِمَاذَا يَلُومُنَا اللهُ بَعْد ؟ ومَنْ يُقَاوِمُ مَشيئَتَهُ ؟ فأَقُولُ لكَ: مَنْ أَنْتَ، أَيُّهَا الإِنْسَان، حتَّى تَعْتَرِضَ عَلى الله ؟ هَلْ تَقُولُ الـجَبْلَةُ لِجَابِلِهَا: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هـكَذَا ؟ أَلَيْسَ لِلخَزَّافِ سُلطَانٌ عَلى الطِّين، فَيَصْنَعَ مِنْ جَبْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلكَرَامَة، وآخَرَ لِلهَوَان ؟ هـكَذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ، ويُعْلِنَ قُدْرَتَهُ، فَاحْتَمَلَ بِكَثيرٍ مِنَ الصَّبْرِ آنِيَةَ غَضَبٍ صَائِرَةً إِلى الـهَلاك؛ وشَاءَ اللهُ أَيْضًا أَنْ يُعْلِنَ غِنَى مَجْدِهِ، فَأَفَاضَهُ عَلى آنِيَةِ رَحْمَةٍ سَبَقَ فأَعَدَّهَا لِلمَجْد، أَي عَلَيْنَا نَحْنُ الَّذينَ دَعَانَا، لا مِنَ اليَهُودِ فَحَسْب، بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضًا ! كَمَا يَقُولُ أَيْضًا في هُوشَع: “مَنْ لَيْسَ شَعْبِي سَأَدْعُوهُ شَعْبِي، ومَنْ لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً سَأَدْعُوهَا مَحْبُوبَة. وَسَيَكُونُ في الـمَوضِعِ الَّذي قيلَ لَهُم فِيه: لَسْتُم شَعْبِي ! هُنَاكَ يُدْعَونَ أَبْنَاءَ اللهِ الـحيّ”. ويَهْتِفُ آشَعيَا في شَأْنِ إِسْرَائِيل: “ولَو كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ البَحر، فَالبَقِيَّةُ مِنْهُم سَتَخْلُص ! لأَنَّ الرَبَّ سَيُتِمُّ كَلِمَتَهُ في الأَرْضِ إِتْمَامًا كَامِلاً وَسَريعًا”. وكَمَا سَبَقَ آشَعْيَا فقَال: “لَو لَمْ يُبْقِ لَنَا الرَبُّ القَدِيرُ نَسْلاً، لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُوم، وأَشْبَهْنَا عَمُورَة !”.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متّى 21/ 23-27)
قالَ متَّى الرَسُول: جَاءَ يَسُوعُ إِلى الـهَيْكَل، وبَينَمَا هُوَ يُعَلِّم، دَنَا مِنهُ الأَحْبَارُ وشُيُوخُ الشَعْبِ وقَالُوا لَهُ: “بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا ؟ ومَنْ أَعْطَاكَ هَذَا السُلْطَان ؟”. فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: “وأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُم سُؤَالاً وَاحِدًا، فَإِنْ أَجَبْتُمُونِي قُلْتُ لَـكُم أَنا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا. مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِـنَ النَّاس ؟”. فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم قَائِلين: ” إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَمَاء، يَقُولُ لَنَا:فَلِمُاذَا لَم تُؤمِنُوا بِهِ ؟ وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَاس، نَخَافُ مِنَ الـجَمْع، لأَنَّهُم كُلَّهُم يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا”. فَأَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: “لا نَعْلَم !”. قَالَ لَهُم هُوَ أَيْضًا: “ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 9/ 30-33)
يا إخوَتِي، مَاذَا نَقُول ؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوا إِلى البِرِّ قَدْ أَدْرَكُوا البِرّ، أَي البِرَّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَان. أَمَّا إِسْرَائِيلُ الَّذي سَعَى إِلى شَرِيعَةِ البِرّ، فَلَمْ يَبْلُغْ شَرِيعَةَ البِرّ. لِمَاذَا ؟ لأَنَّهُ لَمْ يَسْعَ إِلى البِرِّ بِالإِيْمَانِ بَلْ بِالأَعْمَال. فَعَثَرُوا بِحَجَرِ العَثْرَة، كَمَا هوَ مَكْتُوب: “هَا إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى”.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متَّى 11/ 16-19)
قَالَ الرَبّ يَسُوع: “بِمَنْ أُشَبِّهُ هَذَا الـجِيل ؟ إِنَّهُ يُشْبِهُ صِبْيَانًا جَالِسِينَ في السَّاحَاتِ يَصيحُونَ بِأَصْحَابِهِم قَائِلين: زَمَّرْنا لَكُم فَلَمْ تَرْقُصُوا، نَدَبْنا لَكُم فَلَمْ تَنْتَحِبُوا. جَاءَ يُوحَنَّا لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ فَقَالُوا: فِيهِ شَيْطان ! وجَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ ويَشْرَبُ فَقَالُوا: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وشِرِّيبُ خَمْر، صَدِيقُ العَشَّارِينَ والـخَطَأَة ! لَكِنَّ الـحِكْمَةَ تُبَرِّرُها أَعْمَالُهَا !”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 10/ 1-13)
يا إخوَتِي، إِنَّ بُغْيَةَ قَلْبي وتَضَرُّعِي إِلى اللهِ مِنْ أَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَخْلُصُوا. فأَنَا أَشْهَدُ لَهُم أَنَّ فيهِم غَيْرَةً لله، وَلـكِنْ بِدُونِ مَعْرِفَةٍ صَحيحَة. فقَدْ جَهِلُوا بِرَّ الله، وحَاوَلُـوا أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِم، فَلَمْ يَخْضَعُوا لِبِرِّ الله؛ لأَنَّ غَايَةَ الشَرِيعَةِ إِنَّمَا هِيَ الـمَسِيح، لِكَي يَتَبَرَّرَ بِهِ كُلُّ مُؤْمِن. وقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الشَرِيعَةِ فَقَال: “مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا”. أَمَّا عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَيَقُول: “لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلى السَمَاء ؟”، أَي لِيُنْزِلَ الـمَسِيحَ مِنَ السَمَاء. ولا تَقُلْ: “مَنْ يَهْبِطُ إِلى الـهَاوِيَة ؟”، أَي لِيُصْعِدَ الـمَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. بَلْ مَاذَا يَقُول ؟ “الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وَقَلْبِكَ”، أَي كَلِمَةُ الإِيْمَان، الَّتي نُنَادِي بِهَا. فَإِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الرَبّ، وآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، تَخْلُص. فالإِيْمَانُ بِالقَلْبِ يَقُودُ إِلى البِرّ، والاعْتِرَافُ بِالفَمِ يَقُودُ إِلى الـخَلاص؛ لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: “كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى”. فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو اسْمَ الرَبِّ يَخْلُص.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 5/ 31-36)
قالَ الرَبّ يَسُوع: “لَوْ كُنْتُ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي لَمَا كَانَتْ شَهَادَتِي مَقْبُولَة. ولَكِنَّ آخَرَ يَشْهَدُ لِي، وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي صَادِقَة. أَنْتُم أَرْسَلْتُم إِلى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلحَقّ. وأَنَا لا أَسْتَمِدُّ الشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَان، وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ خَلاصِكُم أَقُولُ هَذَا: كَانَ يُوحَنَّا السِّرَاجَ الـمُوقَدَ السَّاطِع، وأَنْتُم شِئْتُم أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَة. أَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِـنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا: أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post