نسب يسوع
معنى الزمن وتاريخ البشر
الأحد23 كانون الأول2007
من إنجيل القديس متى 1/1-17
قال متى الرسول: كتاب ميلاد يسوع المسيح، إبن داود، إبن ابراهيم: ابراهيم ولد إسحق، إسحق ولد يعقوب، يعقوب ولد يهوذا واخوته، يهوذا ولد فارص وزارح من تامار، فارص ولد حصرون، حصرون ولد آرام، آرام ولد عميناداب، عميناداب ولد نحشون، نحشون ولد سلمون، سلمون ولد بوعز من راحاب، بوعز ولد عوبيد من راعوت، عوبيد ولد يشى، يشى ولد داود الملك.
*****
في نسب يسوع يلتقي تاريخ البشر وتاريخ الخلاص. ويتضح من هذه اللوحة الإنجيلية أن سيد التاريخ البشري هو إياه سيد تاريخ الخلاص، هو الله الخالق والله المخلص (الكنيسة في عالم اليوم،41). الله لا ينسى أبداً تاريخ البشر، بل يعتني به عناية دؤوب ليقدم الخلاص للذين يبحثون عنه بممارسة الخير (دستور الوحي الالهي،3).
أولاً، شرح نص الإنجيل
1- لماذا نسب يسوع وما معناه
لنسب يسوع بعدان: بُعد تاريخي هو تحدّر يسوع من سلالة داود؛ وبُعد لاهوتي هو إرسال المسيح من لدن الله لخلاص الجنس البشري، وقد تمت فيه المواعيد لابراهيم، أبي المؤمنين. هذا ما عناه متى الإنجيلي بقوله: ” يسوع الذي هو المسيح” ( متى1/16). وهكذا لكل إنسان بعده التاريخي المرتبط بمدينة الأرض، وبعده اللاهوتي المرتبط بتاريخ الخلاص، كما هي حال الاسماء التي تؤلف شجرة نسب يسوع، إنما نجد في بعضها أن البعد التاريخي أقوى من اللاهوتي، وفي البعض الآخر البُعد اللاهوتي أبرز من التاريخي.
يكتب متى إنجيله لليهود الفلسطينيين ويسعى إلى غاية عقائدية وتعليمية، هي أن يسوع هو المسيح،الذي تحققت فيه جميع نبوءات العهد القديم. فكانت الغاية من كتابة نسب يسوع البرهان إنه محط انتظارات الشعوب، وملء التاريخ، فجعل شجرة النسب موزّعة على ثلاث فئات، مؤلفة كل واحدة منها من 14 اسماً. فالعدد 14 من البعد اللاهوتي يعني الكمال الذي يرتب به الله كل تاريخ الخلاص السابق ليسوع والبالغ ذروته في المسيح (7ءX 2 = 14)، أما في البعد التاريخي الذي يذكّر بداود الملك ومملكته المسيحانية التي ستصبح مملكة المسيح، أي الكنيسة، فعدد 14 يشكل مجموعة اسم داود (د=4+ و=6+ د=4).
فضلاً عن البعد التاريخي واللاهوتي ” كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم” ( متى1/1)، نجد في نسب يسوع بُعداً رسالياً وخلاصياً شاملاً يتعدى الشعب اليهودي. ويظهر في إدراج أربع نساء غير يهوديات، وبعض منهن خاطئات: تامار، راحاب، راعوت، بتشابع. هذا دليل على أن الخلاص يشمل الوثنيين أيضاً والخطأة بنوع خاص.
تامار، من أصل كنعاني، غريبة عن الشعب الاسرائيلي، كنّة يهوذا الملك الذي رفض أن يزوجها لابنه الثالث شيله، بعد وفاة عير، خوفاً عليه. فتزيت بزي زانية، وتعاملت مع يهوذا فولدت له ابنين فارص وزارح (تك38/6-30). وهكذا بواسطة فارص دخلت في سلسلة أجداد داود وبالتالي يسوع.
راحاب، امرأة خاطئة محترفة البغاء، ولد منها سلمون والد بوعز، أحد أجداد داود ويسوع. غُفرت خطيئتها لإيمانها بالله واستضافتها الجاسوسين وإخفائهما عن أعداء شعب الله ( يشوع 2/1-21؛ يعقوب2/25).
راعوت، امرأة موآبية غريبة عن شعب العهد. تزوجت بوعز شرعياً ( راعوت،4)، فولدت له عوبيد، والد يسّى وجدّ داود الملك.
بتشابع، أرملة اوريّا الحثي. أقام معها داود الملك علاقة غير شرعية فحبلت منه, حاول أن يستر الحبل من خلال زوجها ولم يتمكن. دبّر مكيدة لاوريا في الحرب فقتل، وعندها تزوج بتشابع. مات ابنها الأول غير الشرعي، فولدت له الثاني سليمان الملك (2 صموئيل 11/1-27؛ 12/24).
ذكر متى هؤلاء النساء ليبرّر ذكر مريم العذراء في سلسلة الرجال الذين يشكلون نسب يسوع. في شخص مريم أم يسوع تجلّت كرامة المرأة والأمومة، وبفضل يسوع المولود من مريم المفتداة والمعصومة من خطيئة آدم، افتديت تلك النساء وكل امرأة وأم.
كل هذه الأجيال المذكورة اكتملت بالمسيح الذي دخل تاريخ البشر فقدّس العلاقات بين الناس، بدءاً من العلاقات الزوجية والعائلية، التي تهيء الحياة الاجتماعية. جاء الكلمة الإلهي يسكن في أرض البشر، فدخل تاريخ العالم كإنسان كامل، ” ليسير الله بالأزمنة الى تمامها، ويجمع تحت رأسٍ واحد، هو المسيح، كل شيء، ما في السموات وما في الأرض” ( افسس1/10) (الكنيسة في عالم اليوم،32 و37). وهكذا أدخل العالم في تدبير الخلاص، ووجهه نحو التبدّل والتغيير، بعد ان حرّر البشرية وافتدى التاريخ (المرجع نفسه،2).
إن شجرة نسب يسوع التي تتواصل من بعده، ارتفعت بفضل انتمائه غلى مستوى نشيد إلهي يسبّح الله ويشكره على تدبير الخلق والفداء (الدستور المجمعي في الليتورجيا،83)، فابن الله خضع لعملية الخلق مولوداً في جسد شبيه بجسدنا، وتمم الفداء ليحرر بجسده جميع الناس من سلطان الظلمات والشيطان، وينصرهم معه على عالم الشر (القرار المجمعي في النشاط الرسولي،3).
ربما نتشكك عندما نقرأ سيرة كل واحد من أصحاب الاسماء في شجرة نسب يسوع، لكننا ندرك نهج الله التربوي، ووفاءه لعهده المقدس الذي قطعه لخلاصنا. ونجد بين الأسماء ملوكاً تقدسوا عبر تعاطيهم الشؤون الزمنية، فبدّلوا النقائص المسجلة في التاريخ البشري غلى ما هو صلاح وعدل، وهكذا أعلنوا للتاريخ يوم الخلاص الذي يبدّل القلوب. هذا هو نداء الكنيسة الدائم (الكنيسة في عالم اليوم، 82). وقد رفعت على المذابح العديد من الذي تقدسوا عبر الخدمة السياسية.
2. االقداسة ورجال السياسة
بما أن تاريخ الخلاص يسير عبر تاريخ البشر، والكنيسة تضع في خدمة هذا الأخير كل طاقاتها، فقد تسجل في سجل القداسة العديد من رجال السياسة القديسين نذكر منهم:
القديسةAdelaide ا(931-999) امبراطورة ابنة دوك السويد، زوجة ملك غيطاليا لوتاريو، وبعد وفاته تزوجها الملك Ottone الأول وأنجبت منه ثلاثة أولاد. بعد وفاته واصلت الاعتناء بشؤون الامبراطورية، والعناية بالفقراء، وفي سنيها الأخيرة اعتزلت الحياة العامة وعاشت في دير للراهبات البندكتان كانت قد انشأته قرب مدينة ستراسبورغ. أعلن قداستها البابا اوربانوس الثاني سنة 1097.
القديس لويس التاسع ملك فرنسا (1214-1271) الذي عمل من أجل العدالة والسلام والمصالحة بين الدول، واعتنى بالفقراء والبرص، وعاش حياة مسيحية ملتزمة: المشاركة في القداس كل يوم، صلاة فرض الساعات، الاعتراف كل اسبوع، حياة زوجية مخلصة. حصل على ذخيرة إكليل المسيح من امبراطور القسطنطينية اللاتيني Baudouin الثاني سنة 1239، واستقبلها باحتفال مهيب مشى فيه عاري القدمين وعلى رأسه اكليل من شوك، تتبعه أمه الملكة Blanche de Castilleواخوه الاكبر وعدد كبير من الفرسان، كلهم عراة الأقدام ومكشوفو الرأس. أعلن قداسته البابا بونيفاسيوس الثامن سنة 1297.
القديس Thomas More ر(1478-1535) رئيس حكومة انكلترا. استشهد بقطع الرأس بأمر من الملك هنري الثامن سنة 1535، بتهمة الخيانة العظمى، لعدم التوقيع على مرسوم الانشقاق عن روما وإعلان الملك هنري الثامن ” الرئيس الأعلى لكنيسة انكلترا”، بعد أن فسخ زواجه من الملكة Catherine d’Aragone سنة 1533 على يد رئيس اساقفة Canterbury آنذاك Thomas Cranmer خلافاً لإرادة البابا، بسبب عدم انجابها وريثاً للعرش، وتزوج Anne Boleyn التي أصبحت ملكة انكلترا. في لحظة قطع رأسه اعلن Thomas More أمام الشعب المحتشد والملك: ” كنت خادماً أميناً للملك، لكنني أبقى قبل كل شيء خادماً لله”. توماس مور أصبح نائباً وعضواً في البرلمان بعمر 26 سنة، ثم رئيساً لمجلس العموم بعمر 45 سنة، واخيراً رئيساً للحكومة بعمر 51 سنة. أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني في يوبيل الألفين شفيعاً لرجال السياسة. ناضل توماس مور في سبيل الكنيسة. من مبادئه في العمل السياسي: يمكن التوفيق بين السياسة ومقتضيات الضمير، احترام السلطة الروحية، المحافظة عى كرامة السلطة الزمنية، عدم انتهاك صوت الضمير. لقد جسّد هذه المبادىء في الممارسة السياسية، وختمها بدم الاستشهاد.
السياسة طريق إلى القداسة أيضاً.حدّد البابا بولس السادس السياسة بأنها ” الصيغة السميا للمحبة”، ذلك أنها، في قلب الكنيسة، بحث عن ملكوت الله في إدارة الشؤون الزمنية. لقد انشأ بعض رجال السياسة في أوروبا مع البروفسور Alfredo Luciani رابطة دولية اسمها ” المحبة السياسية”. فالسياسة هي التكرّس لخدمة الخير العام الذي منه خير الإنسان وكل إنسان.
في 5 أيلول 2004 طوّب البابا يوحنا بولس الثاني رجل السياسة الايطالي Alberto Marvelli من قدامى تلامذة الآباء السالزيان، وعضو في منظمة العمل الكاثوليكي الايطالي، وعضو في المجلس البلدي في مدينة Rimini. تميّز بمحبة الفقراء بل دعي ” رسول الفقراء الكبير”. من قناعاته أن ما يوفّر خير الدولة ليس عمل السياسيين بل نعمة الله التي تنعش عملهم وتوجهه.
في 3 تشرين الاول 2004 طوَّب البابا يوحنا بولس الثاني امبراطور النمسا Charles de Hasbourg (1771-1847).
تنظر الكنيسة حالياً في دعوى تطويب شخصيتين معاصرتين: خادم الله (Robert Schuman (1886-1963 ، رئيس مجلس الوزراء الألماني من Lorraine بعد ضمها إلى المانيا. تلقى تربية كاثوليكية وتميز بتقواه وهو في العاشرة من العمر. تلميذ لامع تخرّج من مدارس برلين ومونيخ وستراسبورغ. انخرط في العمل السياسي وفي التيار الكاثوليكي الاجتماعي. في فرنسا انتخب نائباً سنة 1919 حتى 1940. ناضل من أجل التعليم الحر والمدارس الكاثوليكية. أصبح وزيراً للمالية سنة 1946، ورئيساً للحكومة سنة 1947، فوزيراً للخارجية من سنة 1948 الى 1952 وراح يعمل من أجل المصالحة بين ألمانيا وفرنسا، بادخالهما في وطن اكبر هو اوروبا. انتماؤه الثقافي المزدوج والتزامه المسيحي جعلا منه رسول السلام في أوروبا. كان يحمل حلم عالم جديد: أوروبا مصالحة ومسالمة. معروف بأنه ” أبو أوروبا المسيحية الجديدة”. وهو الذي أرسى أسس الجماعة الاقتصادية الأوروبية (CEE) بإنشاء الجماعة الأوروبية للفحم والفولاذ ( CECA).
الشخصية الثانية خادم الله (Alcide De Gasperi (1881-1954، رئيس الحزب الديموقراطي المسيحي الإيطالي ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي الذي تعاون مع Schuman من أجل وحدة أوروبا، وتميز مثله بالنظرة المسيحية للسياسة ولمستقبل اوروبا. كتب عنه عند وفاته رئيس أساقفة ميلانو آنذاك الكردينال الطوباوي Schuster الذي مات بعده بأيام قليلة: ” يغيب عن الأرض مسيحي متواضع ومخلص، أعطى عن إيمانه شهادة كاملة سواء في حياته الخاصة ام في حياته العامة”. وقال عنه أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال انجلو سودانو: ” جمع برباط وثيق بين الفضائل الدينية والفضائل المدنية وجعلها في خدمة الالتزام السياسي”. كتب De Gasperi إلى زوجته فرانشيسكا: ” يوجد بين رجال السياسة رجال مغانم، ورجال سلطة، ورجال إيمان. أنا أودّ ان اُذكر بين هؤلاء الاخرين”. نحن نتسأءل: بين أي فئة من هؤلاء الرجال يُذكر رجال السياسة عندنا؟
المسيح مفتاح التاريخ البشري ومحوره وغايته (الكنيسة في عالم اليوم، 10). ” ينبغي أن نفتح وقتنا للمسيح لينيره ويوجهه. وحده يعرف سرّ الزمن وسرّ الأبدية. الوقت المعطى للمسيح ليس وقتاً ضائعاً، بل هو وقت نربحه من أجل أنسنة أعمق لعلاقاتنا ولحياتنا” ( البابا يوحنا بولس الثاني، يوم الرب،7). يقول الفيلسوف الفرنسي والمسيحي الملتزم Jacques Maritain: “للوقت شكل صليب، فله بُعد افقي لشؤون الدنيا، وبُعد عامودي لشؤون الله. وله شكل U الذي يتخذه الخلق الآتي من الله والعائد إليه”. تجسد ابن الله، آتياً الينا من عند الآب، وانهى رسالة الخلاص والفداء وعاد إلى الآب. هذا هو معنى الزمن والتاريخ بالنسبة إلينا.
***
ثانياً، الأسرة والقضايا الأخلاقية والحياة
الأسماء التي وردت في شجرة نسب يسوع تركت أثراً في التاريخ. ما يعني أن لكل شخص فرد قيمته ودوره الخاص في تاريخ البشر وتاريخ الخلاص. ومن الجرم أن يعتدي أحد على حياة إنسان، جنيناً كان أم مولوداً، أو أن يعتدي على مصيره.
من ” معجم التعابير الملتبسة والمتنازع فيها حول الأسرة والقضايا الأخلاقية والحياة”، نختار موضوع ” الشخصنة” كتبه الأب Aldelardo Lobato Casado .
الإنسان يعيش فرادته بشكل وحيد أي على شكل شخصه. شخصيته تتكوّن على مرّ الزمن. عندما يعي كرامته، يكتشف أنه قادر على النمو في اكتساب ما هو حق وفي ممارسة الخير. كما أن شخصيته تبنى في الاحتكاك بالآخرين..
لكن المفهوم الطاغي عند إنسان اليوم يتميز بالفردية التي لا تعطي قدراً لطاعة الإنسان الطبيعية للنمو والانفتاح على الآخرين. هذا المفهوم يميل إلى حصر الإنسان في بعده البيولوجي فقط، ويجهل أن الإنسان يتطور دونما انقطاع من لحظة الحبَل به حتى موته. بكلام آخر، الوجود البشري ينعم بنظام تربية متواصلة تبدأ في الولادة، وتتفتّح في العائلة، وتتواصل في الجماعة.
الشخص موجود، أما الشخصية فتُبنى. الشخص يعني ” الكائن في كرامته ونبله”. الشخصية تعني الشخص الذي تمكن من بناء طبيعة رائعة، وأصبح قدوة ومثالاً. إنه يحقق الحلم الذي يدغدغ كل فرد في عمق نفسه، أعني أن يكون حكيماً، أن لا يكون اقلّ بشيء من إنسان مخلص، ان يكون فناناً.الشخصية هي الوجه العملي الذي يكتسبه الشخص وفقاً للتوجيه الذي يعطيه لوجوده.
في الواقع، الإنسان المسافر في تاريخ هذه الدنيا موجود ويصنع ذاته في آن. لكنه يدرك فوراً محدوديته، وأنه ليس قادراً على تحقيق ما يرغب. يسوع المسيح يبقى للجميع القدوة والمثال.
***
ثالثاً، الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني
تواصل الخطة الراعوية تقبّل النص المجمعي السادس: “ البطريرك والأساقفة” وتحديداً الفصل الثاني: واقع الخدمة البطريركية والاسقفية الراهن.
ا – الخدمة البطريركية تتميّز بثلاثة:
1- البطريرك رمز ومرجع
كون البطريرك أباً ورئيساً، بات الجميع يلجأون إليه كمرجع في المناسبات الكبيرة والملمّات الصعبة والقرارات المصيرية، فضلاً عن اعتباره السند في الحاجات الدينية والاجتماعية، والمنبر في القضايا الوطنية. انه رمز وحدة الموارنة وضمانها حيثما انتشروا.
2- المؤتمن على التراث
حافظ البطريرك بسهر وعناية على تراث الموارنة المثلث: الانتماء إلى حضارة الشرق وتراثه الغني؛ الانفتاح على الغرب وثقافته التعددية؛ الثبات على العقيدة الكاثوليكية الصحيحة.
3- الحريص على الوطن
تربى الموارنة، بفضل توجيهات بطاركتهم مدى التاريخ، على حب البلاد التي يتواجدون فيها في الشرق وبلدان الانتشار. فخدموا بلادهم بأمانة، ودافعوا عنها، وسعوا إلى إنمائها. وفي لبنان، حيث الكرسي البطريركي، أصبح البطريرك محطّ انظار اللبنانيين. يقدّره الحكام، ويحترمه الشعب، ويصغي إليه القادة. يجلّ الجميع دوره الجامع والحكيم، فيذكرّهم بالثوابت الوطنية وبأسس العيش المشترك.
لا بدّ من وعي هذه الخدمة البطريركية التى تتثبت عبر العصور، والتي تشكل علامة رجاء في كنيستنا والوطن. ومن الضرورة أن تتربى الأجيال الجديدة على حقيقة دور البطريرك، وإحاطته بالاحترام والحرص عليه. انه للكنيسة والوطن بمثابة قبطان السفينة.
****
صلاة
أيها الرب يسوع، بانتسابك إلى الأسرة البشرية، تضامنت مع كل إنسان في قوته وضعفه، لتكون له فادياً ومخلصاً. أظهرت ان وعود الله الخلاصية تمتّ في شخصك، فصرتَ قبلة آمال الشعوب، ومحطّ انتظاراتهم. وكشفت أن حياة الإنسان مسيرة قداسة نحو الله، في أي حالة من ظروف حياتهم. أنرْ ايها المسيح تاريخ الشعوب والثقافات لتسير على هدي أنوار الحقيقة والعدالة والمحبة، فيدخل الناس أجمعون في شركة مع الله، ويتضامنوا فيما بينهم، ويبنوا عالماً يليق بخالقه وفاديه. لك أيها الابن الوحيد ولأبيك المبارك وروحك القدوس كل مجد وتسبيح وإكرام، الآن وإلى الأبد، آمين.
***
Discussion about this post