قراءات السنة الطقسيّة
أسبوع تقديس البيعة
الأحد: فصلٌ منَ الرِسَالَةِ إلى العبرانيّين، وبارِكْ يا سيِّد (عب 9/1-12)
يا إِخوَتِي، كانت لِلعَهْدُ الأَوَّل أَيْضًا شعَائِرُ عِبَادَة، وبَيْتُ قُدْسٍ أَرْضِيّ. فَبُنِيَ الـمَسْكِنُ الأَوَّل، وهُوَ الَّذي يُدْعَى “القُدْس”، وكانَ فيهِ الْمَنَارَة، والْمَائِدَة، وخُبْزُ التَّقْدِمَة، ووَرَاءَ الـحِجَابِ الثَّانِي بُنِيَ الـمَسْكِنُ الَّذي يُدْعَى “قُدْسَ الأَقْدَاس”، ويَحْتَوِي مِجْمَرَةً ذَهَبِيَّةً لِلبَخُور، وتَابُوتَ العَهْد، مُغَشًّى كُلُّهُ بِالذَّهَب، وفيهِ جَرَّةٌ مِن ذَهَبٍ تَحْتَوِي الـمَنّ، وعَصَا هَارُونَ الَّتي أَفْرَخَتْ، ولَوحَا العَهْد، وفَوقَ التَّابُوتِ كَرُوبَا الـمَـجْدِ يُظَلِّلانِ الغِشَاء: أَشْيَاءُ لا مَجَالَ الآنَ لِلكَلامِ عَنْهَا بالتَّفْصِيل. وإِذْ بُنِيَتْ تِلْكَ الأَشْياءُ على هـذَا التَّرتِيب، كانَ الكَهَنَةُ يَدْخُلُونَ إِلى الْمَسْكِنِ الأَوَّلِ في كُلِّ وَقْت، لِيُتِمُّوا العِبَادَة، أَمَّا الْمَسْكِنُ الثَّانِي فكانَ عَظِيمُ الأَحْبَارِ يَدخُلُ إِلَيهِ وَحْدَهُ مَرَّةً واحِدَةً في السَّنَة، ولا يَدْخُلُ إِلَيهِ إِلاَّ ومَعَهُ دَمٌ يُقَرِّبُهُ عَنْ نَفْسِهِ وعَنْ جَهَالاتِ الشَّعْب. وبِهـذَا يُوضِحُ الرُّوحُ القُدُسُ أَنَّ الطَّرِيقَ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ كُشِف، مَا دَامَ الْمَسْكِنُ الأَوَّلُ قَائِمًا. وهـذَا رَمزٌ إِلى الوَقتِ الـحَاضِر، وفيهِ تُقَرَّبُ تَقَادِمُ وذَبائِح، لا يُمْكِنُهَا أَنْ تَجْعَلَ مَنْ يُقَرِّبُهَا كامِلاً مِن جِهَةِ الضَّمِير. إِنَّهَا شَعَائِرُ جَسَدِيَّةٌ تَقْتَصِرُ على أَطْعِمَةٍ وأَشْرِبَة، وأَنْواعٍ شَتَّى مِنَ الاغْتِسَال، مَفْرُوضَةٍ إِلى أَنْ يَأْتِيَ وَقْتُ الإِصْلاح. أَمَّا المَسيحُ فَقَدْ ظَهَرَ عَظيمَ أَحْبَارِ الخَيراتِ الآتية، وَاجْتَازَ المَسْكِنَ الأَعظَمَ والأَكْمَلَ، غَيرَ المَصنوع بالأَيدي، أَي لَيسَ مِن هذِهِ الخليقة، فدَخَلَ إلى قُدْسِ الأَقدَاسِ مَرَّةً واحِدَة، لا بِدَمِ التُيُوسِ والعُجُول، بل بدَمِهِ هُوَ، فحقَّقَ لنا فِداءً أَبَدِيًّا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متّى 16/ 13-20)
قالَ متَّى الرَسُول: “وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَـلامِيْذَهُ قَائِلاً: “مَنْ يَقُولُ النَاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَان ؟”. فقَالُوا: “بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا الـمَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء”. قَـالَ لَهُم: “وأَنْتُم مَـنْ تَقُولُونَ إِنِّـي أَنَا ؟”. فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ الـمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الـحَيّ !”. فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: “طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا ! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَخْرَة، وعلى هـذِهِ الصَخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الـجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَمَاوَات”. حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ الـمَسِيح.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصلٌ منَ الرِسَالَةِ إلى العبرانيّين، وبارِكْ يا سيِّد (عب 10/ 11-18)
يا إِخوَتِي، كُلُّ كاهنٍ يقِفُ كُلَّ يومٍ خادمًا، ومُقَرِّبًا مِرارًا الذبائحَ نَفْسَها، وهي لا تَقدِرُ البتَّةَ أَن تُزيلَ الخَطايا. أَمَّا المَسيحُ، فبَعْدَ أَنْ قَرَّبَ ذَبيحَةً عَن الخطايا، جَلَسَ عَنْ يَمينِ اللهِ إلى الأَبَد، وهُوَ الآنَ ينتَظِرُ أَن “يُجْعَلَ أَعداؤُهُ مَوطِئًا لِقَدَمَيه”. فإِنَّهُ بَتَقْدِمَةٍ واحِدَةٍ جَعَلَ المُقَدَّسِينَ كامِلينَ إلى الأَبَد.
أَلرُّوحُ القُدُسُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ لَنَا. فَبَعْدَ أَنْ قَال: “هـذَا هُوَ العَهْدُ الَّذي سَأُعَاهِدُهُم بِهِ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ: أَنِّي أَجْعَلُ شَرائِعِي في قُلُوبِهِم، وأَكْتُبُهَا على أَذْهَانِهِم”، أَضَافَ قائِلاً: “وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُم وآثامَهُم مِنْ بَعْد”. فحَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةُ الآثَامِ والـخَطَايَا، لا تَبْقَى تَقْدِمَةٌ عنِ الـخَطِيئَة !
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
ألإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 17/ 1-8)
قـالَ يُوحَنَّا الرَسُول: “رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلى السَمَاءِ وقَال: “يَا أَبَتِ، قَدْ حَانَتِ السَاعَة ! مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ الابْن، كما أَوْلَيتَهُ سُلطانًا على كُلِّ بَشَر، لِيَهَبَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ وَهَبْتَهُم لَهُ. والـحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلـهَ الوَاحِدَ الـحَقّ، ويَعْرِفُوا الَّذي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ الـمَسِيح. أَنَا مَجَّدْتُكَ في الأَرْض، إِذْ أَتْمَمْتُ العَمَلَ الَّذي وَكَلْتَ إِليَّ أَنْ أَعْمَلَهُ. فَالآن، يَا أَبَتِ، مَجِّدْنِي لَدَيْكَ بِالـمَجْدِ الَّذي كَانَ لي عِنْدَكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ العَالَم. أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ. والآنَ عَرَفُوا أَنَّ كُلَّ مَا وَهَبْتَهُ لي هُوَ مِنْكَ، لأَنَّ الكَلامَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي قَدْ وَهَبْتُهُ لَهُم، وهُمْ قَبِلُوه، وعَرَفُوا حَقًّا أَنِّي مِنْ لَدُنْكَ خَرَجْتُ، وآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصلٌ منَ الرِسَالَةِ إلى العبرانيّين، وبارِكْ يا سيِّد (عب 10/ 19-25)
يا إِخوَتِي، بِمَا أَنَّ لنَا ثِقَةً بِالدُّخُولِ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوع، وقَد دَشَّنَ لنَا طَرِيقًا جَدِيدًا حَيًّا مِن خِلالِ الـحِجَاب، أَي جَسَدِهِ، وَبِمَا أَنَّ لنَا كَاهِنًا عَظِيمًا على بَيْتِ الله، فَلْنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق، في مِلْءِ يَقِينِ الإِيْمَان، وقُلُوبُنَا مُطَهَّرَةٌ مِن كُلِّ ضَمِيرٍ خَبِيث، وأَجْسَادُنَا مَغْسُولَةٌ بِمَاءٍ طَاهِر، وَلْنَتَمَسَّكْ بِالاعْتِرَافِ بِالرَّجَاءِ اعْتِرَافًا لا يَتَزَعْزَع، لأَنَّ الـَّذي وَعَدَ أَمِين، وَلْنَنْتَبِهْ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ بِالـحَضِّ على الـمَحَبَّةِ والأَعْمَالِ الصَّالِحَة. ولا نُهْمِلِ اجْتِمَاعَنَا الـمُشْتَرَك، كَعَادَةِ بَعْضٍ مِنَّا، بَلْ لِنُشَجِّعْ عَلَيْهِ أَكْثَرَ فأَكْثَر، بِمِقْدَارِ مَا تَرَونَ يَوْمَ الرَّبِّ يَقْتَرِب.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 17/ 9-13)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “يَا أَبَتِ، أَنَا مِنْ أَجْلِهِم أَسْأَل. لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ العَالَم، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي، لأَنَّهُم لَكَ. وكُلُّ مَا هُوَ لي، هُوَ لَكَ، ومَا هُوَ لَكَ، هُوَ لي، ولَقَدْ مُجِّدْتُ فِيهِم. أَنَا لَسْتُ بَعْدُ في العَالَم، وهُم لا يَزَالُونَ في العَالَم، وأَنَا آتِي إِلَيْك. يَا أَبَتِ القُدُّوس، إِحْفَظْهُم بِاسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد. لَمَّا كُنْتُ مَعَهُم كُنْتُ أَحْفَظُهُم بِاسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي. سَهِرْتُ عَلَيْهِم فَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُم سِوَى ابْنِ الـهَلاك، لِيَتِمَّ الكِتَاب. أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْك. وأَتَكَلَّمُ بِهـذَا وأَنَا في العَالَم، لِيَكُونَ فَرَحِي مُكْتَمِلاً فِيهِم”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصلٌ منَ الرِسَالَةِ إلى العبرانيّين، وبارِكْ يا سيِّد (عب 10/ 26-31)
يا إِخوَتِي، إِنْ نَخْطَأْ عَمْدًا، بَعْدَ أَنْ نِلْنَا مَعْرِفَةَ الـحَقّ، فلا يَبْقَى مِن بَعْدُ ذَبيحَةٌ عَنِ الـخَطايَا، بَلِ انْتِظَارٌ رَهِيبٌ لِلدَّيْنُونَة، وَلَهِيبُ نَارٍ يَلْتَهِمُ الـمُعَانِدِين. مَنْ خَالَفَ شَرِيعَةَ مُوسَى يُقْتَلُ بِـلا رَحْمَة، بِشَهَادَةِ اثْنَيْنِ أَو ثَـلاثَة، فَكَم تَظُنُّونَ يَسْتَوجِبُ عِقَابًا أَشَـدّ، مَنْ دَاسَ ابْنَ الله، وحَسِبَ دَمَ العَهْد، الَّذي تَقَدَّسَ بِهِ نَجِسًا، وأَهَانَ رُوحَ النِّعْمَة ؟ ! فَنَحْنُ نَعْرِفُ الَّذي قَال: “لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي”، وقال: “إِنَّ الرَّبَّ سَيَدِينُ شَعْبَهُ”. رَهِيبٌ هوَ الوُقُوعُ في يَدَيِ اللهِ الـحَيّ !
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 17/ 14-19)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “يَا أبَتِ، أَنَا وَهَبْتُ لَهُم كَلِمَتَكَ، فَأَبْغَضَهُمُ العَالَم، لأَنَّهُم لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم. لا أَسْأَلُ أَنْ تَرْفَعَهُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُم مِنَ الشِرِّير. هُمْ لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم. قَدِّسْهُم فـي الـحَقّ. كَلِمَتُكَ هِيَ الـحَقّ. كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلى العَالَم، أَنَا أَيْضًا أَرْسَلْتُهُم إِلى العَالَم. وأَنَا أُقَدِّسُ ذَاتِي مِنْ أَجْلِهِم، لِيَكُونُوا هُم أَيْضًا مُقَدَّسِينَ في الـحَقّ”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصلٌ منَ الرِسَالَةِ إلى العبرانيّين، وبارِكْ يا سيِّد (عب 10/ 32-39)
يا إِخوَتِي، تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ الأُولى، الَّتي فيهَا اسْتَنَرْتُم، وَصَبَرْتُم عَلى الآلامِ في جِهَادٍ طَوِيل، وصِرْتُم تَارةً مَشْهَدًا في احْتِمَالِ التَّعْيِيرِ والضِّيقَات، وتَارةً شُرَكَاءَ لِلَّذِينَ احْتَمَلُوا مِثْلَ ذلِكَ. فقَدْ شَارَكْتُمُ الأَسْرَى في آلامِهِم، وتَقَبَّلْتُم بِفَرَحٍ نَهْبَ مُقْتَنَيَاتِكُم، عَارِفِينَ أَنَّ لَكُم مُقْتَنًى أَفْضَلَ وأَبْقَى. إِذًا فلا تَتَخَلَّوا عَن ثِقَتِكُم، فإِنَّ لَهَا ثَوابًا عَظِيمًا. وأَنْتُم بِحَاجَةٍ إِلى ثَبَات، لِتَعْمَلُوا بِمَشِيئَةِ الله، فَتَنَالُوا الوَعْد. فبَعْدَ قَلِيلٍ قَلِيل، سَيَأْتِي الآتِي ولا يُبْطِئ. أَمَّا البَّارُّ فَبِالإِيـمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ فلا تَرْضَاهُ نَفْسِي ! أَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا أَبْنَاءَ ارْتِدَادٍ لِلهَلاك، بَلْ أَبْنَاءُ إِيْمَانٍ لِلخَلاص.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 17/ 20-23)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “يَا أبَتِ، لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هـؤُلاءِ وَحْدَهُم، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذينَ بِفَضْلِ كَلِمَتِهِم هُمْ مُؤْمِنُونَ بِي. لِيَكُونُوا كُلُّهُم وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ فيَّ، يَا أَبَتِ، وأَنَا فِيك، لِيَكُونُوا هُم أَيضًا وَاحِدًا فِينَا، لِكَي يُؤْمِنَ العَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. أَنَا وَهَبْتُ لَهُمُ الـمَجْدَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد. أَنَا فِيهِم، وأَنْتَ فيَّ، لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ في الوَحْدَة، فَيَعْرِفَ العَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي، وأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُم كَمَا أَحْبَبْتَنِي”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 5/ 12-16)
يا إِخوَتِي، كَمَا دَخَلَتِ الـخَطِيئَةُ إِلَى العَالَمِ بِإِنْسَانٍ وَاحِد، وَبِالـخَطيئَةِ دَخَلَ الـمَوْت، هـكَذَا سَرى الـمَوْتُ إِلَى جَميعِ النَّاس، بِمَا أَنَّهُم جَميعَهُم خَطِئُوا. فقَبْلَ الشَّرِيعَة، كَانَتِ الـخَطيئَةُ في العَالَم، لـكِنَّهَا بِدُونِ الشَّرِيعَةِ لَمْ تَكُنْ تُحْسَبُ خَطيئَة. إِلاَّ أَنَّ الـمَوْتَ قَدْ مَلَكَ مِنْ آدَمَ إِلى مُوسَى، حَتَّى عَلى الَّذينَ مَا خَطِئُوا بِتَعَدِّي الشَّرِيعَة، كَمَا تَعَدَّاهَا آدَم، الَّذي هُوَ صُورَةُ الـمَسيحِ الآتي. وَلـكِنْ لَيْسَتِ الـزَّلَّةُ بِمِقْدَارِ الـمَوْهِبَة: فإِذَا كَانَ الكَثِيرُونَ قَدْ مَاتُوا بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِد، فَكَمْ بِالأَحْرَى قَدْ فَاضَتْ نِعْمَةُ اللهِ وَعَطيَّتُهُ عَلى الكَثِيرِين، بِنِعْمَةِ إِنْسَانٍ وَاحِد، هُوَ يَسُوعُ الـمَسِيح ! وَلَيسَتْ خَطِيئَةُ خَاطِئٍ وَاحِدٍ بِمِقْدَارِ العَطِيَّة: فَمِنْ جَرَّاءِ زَلَّةٍ وَاحِدَة، صَارَ الـحُكْمُ بِالـهَلاَك، وَمِنْ جَرَّاءِ زَلاَّتٍ كَثِيرَة، صَارَتِ الـمَوْهِبَةُ لِلتَّبْرِير.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 17/ 24-26)
قَالَ الرَبُّ يَسُوع: “يَا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي أُريدُ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَيْثُ أَكُون، لِيُشَاهِدُوا مَجْدِيَ الَّذي وَهَبْتَهُ لـي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم. يَـا أَبَتِ البَارّ، أَلعَالَمُ مَا عَرَفَكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وهـؤُلاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. وقَدْ عَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وسَأُعَرِّفُهُم، لِتَكُونَ فِيهِمِ الـمَحَبَّةُ الَّتِي بِهَا أَحْبَبْتَنِي، وأَكُونَ أَنَا فِيهِم”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 5/ 17-21)
يا إِخوَتِي، إِنْ كَانَ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ قَدْ مَلَكَ الـمَوْت، فَكَمْ بِالأَحْرَى الَّذينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ البِرّ، يَمْلِكُونَ في الـحَيَاةِ بِإِنْسَانٍ وَاحِد، هُوَ يَسُوعُ المَسِيح ! إِذًا، فَكَمَا أَنَّهُ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ كَانَ الـهَلاكُ لِجَميعِ النَّاس، كذلِكَ بِبِرِّ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ كَانَ لِجَميعِ النَّاسِ تَبْرِيرُ الـحَيَاة. فكَمَا أَنَّهُ بِعُصْيَانِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ جُعِلَ الكَثيرُونَ خَطَأَة، كَذلِكَ بِطَاعَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ يُجْعَلُ الكَثيرُونَ أَبْرَارًا. أَمَّا الشِّرِيعَةُ فقَدِ انْدَسَّتْ لِكَيْ تَكْثُرَ الزَّلَّة، وحَيْثُمَا كَثُرَتِ الـخَطيئَةُ فَاضَتِ النِّعْمَة؛ حَتَّى إِنَّهُ كَمَا مَلَكَتِ الـخَطيئَةُ بِالـمَوْت، كَذلِكَ تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالبِرِّ لِلحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ رَبِّنَا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 15/ 15-21)
قالَ الـرَبُّ يَسُوع: “لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِاسْمِي. بِهـذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم. لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولـكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم. تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا. غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هـذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post