تذكار الأبرار والصديقين
تقديس الإنسان بالمسيح
عبرانيين 12: 18-24
متى 25: 31-46
تذكر الكنيسة في هذا الأحد وطيلة الاسبوع ” الأبرار والصديقين” الذين يؤلفون الكنيسة الممجدة في السماء، ويتلألؤون كالشمس حول عرش الحمل (متى13: 43). وهم مريم الكلية القداسة والدة الإله والقديس يوسف البتول، والأنبياء والرسل والشهداء والمعترفون. جموع لا تُحصى من الذين عاشوا ببطولة إيمانهم ورجاءهم ومحبتهم وسائر الفضائل الإنسانية والخلقية. وقد اجتذبتهم محبة الآب، وافتدتهم نعمة الابن، وقدّسهم حلول الروح القدس. فأتموّا في ذواتهم الإنسان الجديد بمقدار ملء قامة المسيح ( افسس 4: 13).
إننا ننظر إليهم، كالى مرآة، ونتأمل في سيرتهم، لنقتدي بهم، في ضوء تعليم الإنجيل والكنيسة.
أولاً، القراءات المقدسة: الطريق إلى البرارة والقداسة
1. إنجيل القديس متى 25: 31-46
ومَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ الـمَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الـخِرَافَ مِنَ الـجِدَاء. ويُقِيمُ الـخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالـجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ. حِينَئِذٍ يَقُولُ الـمَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا الـمَلَكُوتَ الـمُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟ فَيُجِيبُ الـمَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هـؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الـمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هـؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هـؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هـؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الـحَيَاةِ الأَبَدِيَّة”.
إنجيل هذا الأحد يرسم الطريق المؤدي إلى البرارة والقداسة، فإلى الخلاص الأبدي. الرب يسوع يكشف، بوصف نبوي، الدينونة الأخيرة التي يخضع لها جميع الناس. ولأنه فادينا فسيكون دياننا: ” إذا جاء ابن الإنسان في مجده، يجلس على عرش مجده، وتحشد لديه جميع الأمم”. سنُدان على المحبة والرحمة التي سلّمها لنا وصية جديدة: ” أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا احببتكم” (يو15/12). طريقنا الى الله، عبر يسوع المسيح، هو المحبة والرحمة المتجليتان عملياً في إطعام الجائع وسقي العطشان وإكرام الغريب، وكساء العريان، وزيارة المريض، وافتقاد السجين. هؤلاء يسميهم السيد المسيح ” إخوتي الصغار” (متى25/40). محبتنا له تظهر من خلال محبتنا لهم. إن مساعدة الإخوة الذين هم في عوز هي، حسب تعبير الإرشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان”، إعادة الاخوّة المفقودة بسبب الخطيئة (عدد101). هذا هو أساس التضامن والعمل الاجتماعي. إنه الشهادة لحب الله، وشهادة كنسية يلتزم بها الجميع، لكي تكون الكنيسة حقاً ” كنيسة الأخوّة الشاملة” التي حققها يسوع المسيح. إن الوجوه الستة التي تفتح آفاق المحبة الاجتماعية لا تقتصر فقط على المعنى الحرفي والمادي، بل تشمل معانيه الروحية والمعنوية والثقافية.
رسالة القديس بولس الى العبرانيين (12: 18-24) تصف لنا كنيسة السماء الممجدة، ويسمّيها “مدينة الله، أورشليم السماوية، كنيسة الأبكار المكتوبين في السماء، حيث العيد الحافل حول يسوع وسيط الخلاص وديّان الجميع”.
2- التبرير بيسوع المسيح
لفظة ” بار” أو ” صدّيق” بيبلية نجدها أساساً في العهد القديم: أيوب البار، طوبيا البار، زكريا واليصابات كانا بارين، يوسف رجلاً صديقاً، وسمعان الرجل البار والتقي. تعني الإنسان الكامل المستقيم الذي يتقي الله ويجانب الشر (ايوب1/1)، يسير حسب وصايا الله وأحكامه ولا لوم عليه (لو1/6). يعلّم بولس الرسول أن الله هو الذي يبرر بيسوع المسيح (فيل1/11). ويقول: ليست الشريعة هي التي تبرر بل الإيمان بيسوع المسيح (روم3/28)، بواسطة نعمة الله التي أفاضها علينا مخلصنا بالروح القدس ( تيطس3/6-7). التبرير هو “الحياة الجديدة” التي أتتنا من موت المسيح وقيامته.
يقوم التبرير على ثلاثة: مغفرة الخطايا والتقديس وتجديد الإنسان الباطني.
أ– مغفرة الخطايا تنبع من رحمة الله الآب، باستحقاقات آلام المسيح، ابن الله الذي قدّم ذاته على الصليب، قرباناً حياً، مقدساً مرضياً للآب، وطهرّ جميع الناس بدمه. المغفرة هي عمل حب الله الذي ظهر في يسوع المسيح، وأعطي لنا بالروح القديس، بواسطة خدمة الكنيسة. وهي ثمرة التعاون بين نعمة الله وحرية الإنسان، والاثنتان عطية من الله.
النعمة عطية مجانية من الله، تقتضي منا الإجابة على ندائه: بأن نكون أبناءه، مشاركين في الحياة الإلهية. والله يسكبها في نفوسنا بالروح القدس لتشفيها من الخطيئة وتقدسها.
حرية الإنسان هي أيضاً عطية من الله تجعلنا على صورته ومثاله، ويمنحنا معها الطاقة لمعرفته وحبه. فالنفس لا تدخل الاّ بحرية في شركة الحب. وقد وضع الله في قلب الإنسان توقاً إلى الحقيقة والخير، وهو وحده يملأه.
ب- التقديس يجعل الإنسان جديداً، بعد اغتساله من خطاياه. فالروح القدس يمحو الخطيئة ويملاء الإنسان حياة إلهية، تجعله إنساناً جديداً، على مثال يسوع المسيح: ” كل من هو بالمسيح الآن هو خليقة جديدة. إن القديم زال، وكل شيء صار جديداً، من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح، ووهبنا خدمة المصالحة” (2كور5/ 17-18). التقديس هو عملية تأليه للإنسان، وهو بعد على الأرض، فيتحول إلى خليقة جديدة، ويبتدىء ملكوت الله فيه، بقوة الروح القدس الساكن فيه بنعمة الأسرار[1].
لكل سر من الأسرار السبعة نعمة خاصة تقدس من يقبله، وتجعله متأهباً، بصورة دائمة ليعيش ويعمل وفقاً لنداءات الله. فيتقدس، يوماً بعد يوم، من خلال عمله ونشاطه، ساعياً إلى كمال المحبة، في الحالة التي هو فيها.
نعمة المعمودية تمحو الخطيئة الأصلية وكل الخطايا الشخصية، وتجعل المعمد عضواً في الكنيسة جسد المسيح وهيكلاً للروح القدس، وشريكاً في الكهنوت العام.
نعمة التثبيت تجذّر الإنسان في البنوة الإلهية، وتملأه من مواهب الروح القدس، وتشدد اتحاده بالمسيح ورباطه بالكنيسة، وتقوّيه في الشهادة للإيمان بالكلام والأعمال.
نعمة التوبة تصالح التائب مع الله والكنيسة، وتمنحه السلام وهدوء الضمير، والتعزية الروحية، وتشدّد القوى الروحية للجهاد المسيحي، وتترك العذابات الأبدية والزمنية.
نعمة القربان تنمّي الاتحاد بالرب، وتمحو الخطايا العرضية، وتحفظ من الخطايا الثقيلة، وتشدد روابط المحبة مع المسيح، وتقوّي وحدة جسد المسيح السرّي.
نعمة مسحة المرضى تضم المريض إلى آلام المسيح لخيره الروحي وخير الكنيسة جمعاء؛ تعطي القوة والسلام والشجاعة لتحمّل أوجاع الصحة والشيخوخة؛ تغفر الخطايا إذا لم يتمكن المريض من نيل الغفران بسرّ التوبة؛ تهيء للعبور إلى الحياة الأبدية. وتعيد الصحة الى المريض، إذا كان ذلك مفيداً لخيره الروحي.
نعمة الكهنوت تجعل الكاهن في كيانه الداخلي على صورة المسيح الكاهن والمعلم والراعي، وتفيض عليه مواهب الروح القدس التي تؤهّله ليقف أمام مذبح الله بدون عيب، ويعلن انجيل الملكوت، ويتمم خدمة كلمة الحق، ويقدم الذبائح الروحية، ويجدد الشعب بماء الولادة الجديدة؛ كما أنها تقدسه إذ تجعله يتشبه بما يعمل.
نعمة الزواج تجعل الزوجين يتحابّان حب المسيح للكنيسة؛ ترفع حبهما البشري الى كماله؛ توطّد رباط العهد الزوجي؛ تقدس الزوجين في حياتهما اليومية عبر الأفراح والتضحيات والمسؤوليات والهموم.
ج- تجديد الإنسان الباطني
بمغفرة الخطايا والتقديس يتجدد الإنسان في كيانه الداخلي، المخلوق على صورة الله في الحق. إن تدبير الخلاص يرمم الصورة الإلهية في الانسان، ويعيد إليه مجد البهاء الإلهي. فيواصل هذا التجدد بسماع كلام الله، والصلاة، وممارسة سرَّي التوبة والقربان، والعيش بروح الإماتة، والقيام بأعمال المحبة والرحمة، والانفتاح على الهامات الروح القدس، والاتكال على نعمة الحالة ومواهب الروح السبع.
***
ثانياً، الكاهن خادم أسرار الخلاص
في السنة الكهنوتية ينجلي وجه الكاهن خادم الأسرار وموزّع نعمها الخلاصية على المؤمنين والمؤمنات. تقتضي منه هذه الخدمة أن يكون على مستواها من المسؤولية والغيرة والمسلك.
يسميّه بولس الرسول ” وكيل أسرار الله” ( 1كور4: 2). فما هي هذه الأسرار الموكّل على خدمتها الكاهن؟
1. أسرار الخلاص سبعة: المعمودية، الميرون (التثبيت)، القربان، التوبة، مسحة المرضى، الكهنوت، الزواج.
هذه أسسها الرب يسوع لتنقل الحياة الإلهية إلى المؤمنين الذين يتقبلونها بالاستعدادات اللازمة، بواسطة الخدمة الكهنوتية في الكنيسة. هذه العقيدة أعلنتها الكنيسة في المجمع التريدنتيني، المنغقد سنة 1547، استناداً إلى تعليم الكتب المقدسة والتقليد الرسولي وتوافق آباء المجمع[2].
2. الأسرار الخلاصية هي ثمرة سرّ الفصح، أي موت المسيح تكفيراً عن خطايا الجنس البشري، وقيامته تبريراً لجميع الناس. وقد استبقها بالأقوال والأفعال الخلاصية أثناء حياته الخفية والعامة. وبواسطتها أعلن وهيّأ ما كان مزمعاً أن يسلّمه للكنيسة، عندما يكتمل عمل الفداء والخلاص. إن أسرار حياة المسيح هي الأسس للنعم التي يوزّعها في الأسرار بواسطة الخدمة الكهنوتية في الكنيسة. فما كان منظوراً في مخلصنا، إنما يتحقق في أسراره، التي هي وسائل حسية وعلامات فاعلة تنقل الحياة الإلهية، وتحقق بفعل الروح القدس النعم الخاصة بكل سرّ، هذه التي تدلّ عليها العلامات والرموز[3].
3. في ضوء هذا التعليم تتضح لنا قيمة الأسرار السبعة فهي:
أ- أسرار المسيح، لأنه هو الذي أسسها، ولأنها تجري من جسده السرّي بمثابة ينابيع الحياة الإلهية، كما رأينا.
ب- أسرار الكنيسة، لأنها هي، بوحي الروح القدس الذي يقود إلى الحقيقة كلها، اقرّتها كنوزاً تسلّمتها من المسيح، ونظمت توزيعها، كوكيل أمين وحكيم لأسرار الله. هي أسرار الكنيسة بمعنيين متلازمين:
هي بواسطة الكنيسة، لأن الكنيسة سرّ أي أداة وعلامة، لعمل المسيح الفاعل بقدرة الروح القدس. الكنيسة مع المسيح-الرأس هي شخص سرّي واحد، وتعمل، في الأسرار، كجماعة كهنوتية تكوّنت بالمعمودية والميرون، وتحتفل بالليتورجيا. ويوجد من بين أعضائها من ألبسهم المسيح بنعمة الدرجة المقدسة، وأقامهم باسمه ليرعوا الكنيسة بالكلمة ونعمة الله، وقد أشركهم بسلطانه الكهنوتي.
وهي من أجل الكنيسة، لأنها تصنع الكنيسة من حيث أن الأسرار تُدخل المؤمنين، وبخاصة بواسطة سرّ القربان، في شركة مع الله الذي هو محبة، وواحد في ثلاثة أقانيم. وهكذا تتحقق الكنيسة التي هي أداة وعلامة هذه الشركة العمودية مع الله، والأفقية مع جميع الناس.
ج- أسرار الإيمان، فالكاهن يكرز بكلمة الله لكي يولد الإيمان في قلوب المؤمنين، فيلجأوا إلى الأسرار لنيل نِعمها الشافية. أن تكون ” أسرار الإيمان”، هذا يعني أنها تؤتي ثمارها في نفوس الأشخاص الذين يحتفلون بها بإيمان واع وحارّ؛ ويعني ايضاً أنها تغذّي الإيمان، وتقوّيه. لكن إيمان الكنيسة يسبق إيمان المؤمن المدعو ليعتنق إيمانها. وعندما تحتفل الكنيسة بالأسرار، فإنها تعبّر عن إيمانها الموروث من الرسل، ولذلك يقال: ” شريعة الصلاة شريعة الإيمان”. ما يعني أن الكنيسة تؤمن كما تصلي. إن ” شريعة الصلاة”، التي تُحترم بكل قواعدها ومضمونها، هي المقياس الجوهري للحوار والسعي إلى ترميم الوحدة بين المسيحيين[4]
***
ثالثاً، الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني
فيما تتقبل الخطة الراعوية النص المجمعي 22: الكنيسة المارونية والإعلام، فإنها تتناول اليوم القسم الثاني من الفصل الثالث، الواقع الحالي للإعلام الديني في لبنان والعالم (الفقرات21-27).
1. واقع الإعلام المكتوب (الفقرتان 21-22)
يوجد في لبنان حوالي سبعين دورية مسيحية بين أسبوعية وشهرية وفصلية بمختلف اللغات، كما توجد دوريات بالانكليزية والاسبانية في أبرشيات الانتشار. وتتناول شتى المواضيع اللاهوتية والرعائية والعائلية والكنسية والرهبانية والكهنوتية وقضايا قانونية وعصرية. إنها تشكل وسيلة غنية لنشر الثقافة المسيحية وللتنشئة الدينية والروحية.
واقع الإعلام المرئي والمسموع (الفقرات 23-25)
أنعم الله على الكنيسة في لبنان بتلفزيون ” تيلي لوميار”، وفضائية ” نورسات” اللذين يشرف عليهما مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بواسطة اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام. يعمل تلفزيون ” تيلي لوميار” بقرار تسوية من مجلس الوزراء اللبناني صادر عام 1996 أعطى مجلس البطاركة والأساقفة عبر ” تيلي لوميار” حق البثّ على قناة التلفزيون الرسمي. وأعطى المؤسسة ان تحتفظ باستقلال مالي وإداري وبحريّة البرمجة والبثّ تحت رقابة حصرية من مجلس البطاركة والأساقفة.
أما “نورسات” الفضائية فقد استحصلت على رخصة مستقلة بالقرار الوزاري رقم 33، صادر في 15/10/1996. وانطلق عملها عام 2004. تغطي هذه الفضائية معظم القارات الخمس، ما يمكّن الكنيسة في لبنان من تعميم رسالتها الإنجيلية وتعاليمها الاجتماعية.
كما أنعم الله على الكنيسة في لبنان بإذاعة ” صوت المحبة” التي تشرف عليها جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، وهي مسؤولة أمام مجلس البطاركة والأساقفة. وبموجب التسوية المذكورة أعلاه تبثّ برامجها على موجة من موجات الإذاعة الرسمية، ولها فرع في اوستراليا بالعربية والانكليزية. وتبثّ دون انقطاع عبر الانترنت، وتبثّ ايضاً بعض برامج إذاعة الفاتيكان بتوأمة مع إذاعة ” راديو ماريا” في إيطاليا.
واقع الإعلام الالكتروني ( الفقرة 26)
مع ظهور الانترنت استطاعت الأبرشيات والرعايا والرهبانيات والمؤسسات والحركات والمنظمات المارونية في لبنان وبلدان الانتشار من امتلاك مواقع الكترونية بعدد يصعب إحصاؤه. هذه المواقع أمّنت التواصل ونقل التراث الماروني وحفظه وإغناءه.
المؤسسات الكنسية الاعلامية (الفقرة 27)
تمتلك الكنيسة، فضلاً عن وسائلها الإعلامية، مؤسسات ذات طابع إعلامي تقوم بخدمة إعلامية وثقافية واسعة. وهي اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام، وجهازها المركز الكاثوليكي للإعلام الذي اُشىء عام 1978، والاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية الذي انطلق عام 1997، ومعاهد اعلامية تابعة للجماعات الكاثوليكية.
إن الإعلام الديني بمختلف وسائله صاحب دعوة نبوية، ينقل ثقافة تحترم الحقيقة المطلقة والخير المطلق. من خلاله تقرأ الكنيسة علامات الأزمنة الجديدة، وتعمل على تطوير انتربولوجيا للإعلام وعلى سكب اللاهوت في الإعلام، بحيث يعبّر من خلاله عن قيم الإنجيل، ويطبّقها على الأوضاع البشرية المعاصرة، ما يوجّه العولمة لتكون في خدمة الشخص، وكل شخص ( الفقرة 29).
***
صلاة
أيها الأبرار والصديقون اشفعوا بنا لدى الله، ليهدينا بكلام الحياة، ويقدّسنا بنعمة الأسرار، ويبررنا بهبة الحياة الجديدة. ألهمونا لنقتدي بفضائلكم، ساعين بالتوبة الى نيل مغفرة الخطايا، وبالإيمان إلى تقديس الذات وتحقيق الإنسان الجديد فينا، والاغتناء بالفضائل الإلهية والإنسانية. أيها الرب يسوع، الكاهن الأزلي، قدّس الكهنة ليكونوا على مستوى خدمتهم الشريفة، وقد جعلتهم وكلاء أسرارك الخلاصية، واجتذب المؤمنين إلى ينابيع الحياة الإلهية هذه، لخلاصهم وحياة العالم، فنرفع المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.
***
[1] . رجاء جديد للبنان، 43.
[2] . التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1117.
[3] . المرجع نفسه، 1115.
[4] . التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1114-1126
No Result
View All Result
Discussion about this post