لماذا تمنع الكنيسة إقامة الزيجات والأكاليل في أيام الصوم؟
توصى الكنيسة بمنع الأكاليل فى أيام الصوم المقدس، من أجل التفرغ للرب والصلاة والنسك خلال الأصوام المختلفة؛ حيث يقول القديس بولس الرسول: «إن اللحم والدم ليس بوسعهما أن يرثا ملكوت الله» 1 كور (15:5)، وهذه الآية توضح المفهوم الروحى للصوم، وأن غايته هى الابتعاد عن اهتمامات الجسد والعودة إلى اهتمامات الروح، وأن الاهتمام بالروح هو صلب للجسد؛ حيث يقول الكتاب المقدس: «أنا صلبت للعالم والعالم صلب لي» (غلاطية 6)، فالصوم هو أحد أدوات صلب الجسد وشهواته، به نتعلم ضبط أهوائه وتوجيهها نحو مسارها الصحيح.
وللتضاد بين الزواج والصوم، منعت الكنيسة إتمام الأكاليل والزيجات خلال أيام الصوم؛ حيث إن أوجه الاختلاف بين الزواج والصوم كثيرة، فالزواج يعنى تحضيرات عائلية، سهرات، حفلات، موسيقى صاخبة، تسوق، نفقات زائدة، على عكس الصوم فالصوم يعني، قراءة الكتاب المقدس، صلوات، سهرانيات، اعتكاف، تعفف، تصدق وإحسان، وبالمقارنة نجد أنّه من الصعب الدمج بين الاثنين لذا فصلت الكنيسة بينهما.
كما تحاول الكنيسة أن توصل لأبنائها أن الحياة الجسدية ليست هى الأهم فى العلاقة بيننا وبين الله، إلا أنه بات يجوز إجراء مراسم «الخطوبة» فى الأصوام «عدا أسبوع الآلام»، سواء فى الكنيسة أو فى منزل أحد من العروسين؛ لأن الخطوبة ما هى إلا مجرد وعد بالزواج، لا أكثر ولا أقل، على أنه حال تقديم هدية للمدعوين أو طعام يجب أن تكون صيامي.
أما إكليل الزواج فلا يصح فى الأصوام، وإن كان قديمًا يتم هذا السر المقدس بالكنيسة صباح الأحد، ويتناول العروسان من السر الأقدس، ويصومان بعد ثلاثة أيام (مثل طوبيا وسارة)، ليبدآن حياة مباركة، ومن الصعب تنفيذ ذلك حاليًا، ولا أحد يتبع ذلك الطقس إلا نادرا جدا «وفى أيام غير صيام أيضا».
كما أنه نظرًا لضرورة صوم الأربعاء والجمعة، حسب طقس الكنيسة، وأن الصوم فيهما ينتهى فى المساء بعد الساعة 12 مساء، فإن الأب كيرلس كيرلس يرى عبر كتابه «أصوامنا بين الماضى والحاضر»، أنه من الأفضل أن تعقد الأكاليل فى مساء الأربعاء والجمعة، حيث يبدأ يوم الخميس أو السبت «أيام غير صيام أيضا»، وذلك أفضل من إقامة طقس الأكليل يومى الثلاثاء والخميس، حيث يبدأ صوم الأربعاء والجمعة.
Discussion about this post