مستوحاة من تساعية التكريس القديس جان أود-بتصرّف
اليوم الأول:منطلقين من اتحادنا بقلب يسوع الأقدس في معموديته
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا… وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.” (يو ١٧: ٢١-٢٣). أيّ كما يعيش الرب يسوع متحدًا بالآب، الآب فيه وهو في الآب، هكذا يجب أن نحيا نحن هذه الوحدة، فيواصل يسوع حياته فينا.
“الحياة المسيحية: هي استمرار وتحقيق حياة يسوع فينا؛ بحيث تكون كلّ أعمالنا بمثابة متابعة لأعمال يسوع؛ فنُمثّل حضوره وكأننا “العديد من يسوع“ على الأرض، حيث نواصل حياته وأعماله فينا، فتغدو أعمالنا وآلامنا ومعاناتنا، مقدّسة وإلهيّة، بروح يسوع، أي تُشابه الطريقة والنوايا المقدّسة والإلهيّة التي تصرَّفها يسوع في أعماله وآلامه.“ (القديس جان أود).
في بداية هذه التساعية وأنا أتحضَّر للتكرّس للطوباوية مريم العذراء لأُعلنها أمًا وملكةً عليَّ، وعلى عائلتي، وعلى عالمي، وعامي، وذلك تحضيرًا للدخول في العام الجديد، أُراجع أولاً مَن أنا؟ وما هو دوري كمسيحي في حياتي، لأنطلق بخطوات صحيحة وواثقة!
صمت: “أصمت قليلاً لأتأمل كمريم بِكلّ هذه الأشياء في قلبي”(راجع لو2: 19).
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم(صلاة القديس لويس ماري غرينيون دو مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي)كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ!إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
اليوم الثاني: تعالوا إليّ، إلى ينبوع قلب أمي!
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
دعاء إلى الرّوح القدس: أيُّها الملك السّماوي المعزّي روح الحق، الحاضر في كلِّ مكانٍ والمالئ الكل، كنزُ الصّالحات وواهبُ الحياة، هلمَّ واسكن فينا، وطهِّرنا من كلِّ دنس، وخلِّص أيُّها الصالح نفوسَنا.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: “قال يسوع: إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ.” (يو7: 37). وقال أيضًا “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.“ (مت11: 28). وهذه الدعوات، ما يزال يوجهها لنا اليوم، ولكن كيف؟ أين نجدُك يا ربّ؟
يتأمّل القديس جان أود هذه الآيات ويجيب: “أفهم وكأنّك تقول لنا يا رب: “تعالوا إليَّ، إلى ينبوع قلب أمي. حيث ستجدوني! لأن قلب مريم هو الينبوع الذي شكَّله حبّي لأسكن في جوفه!“
غالبًا ما نستمد قوتنا وعوننا بشكل خاطئ، فنرتوي من المياه العكرة، ونحصل على السعادة الزائفة التي لا تُعطي سوى الدخان والغرور والوهم. نركض وراء الثروات، والشرف، والملذات المؤقتة... لذا نطلب منك أيها الطفل يسوع، ونحن في يوم ميلادك الطاهر، نتأمّلك في حضن والدتك وأنت ترضع من نهدَيها اللبن الصافي، أن تعرّفنا كيف نستجيب لدعوتك، فنذهب إلى مريم، لنرتوي منها، من ينبوع الصفاء والنور والعزاء والنعمة والطهارة... لنفهم منها وعلى طريقتها سرّ حبّك العظيم، هي من اجتذبت الآب السماوي فبعث الملاك ليخطبها له. أنِر يا رب عيون بصيرتي، وامنحني نظرة سماوية أعرف من خلالها أن أنجذبَ إلى مريم أمِّك على غرار الآب السماوي، فأعشق هذه الامرأة المنزهة عن كلّ عيب.
صمت: “أصمت قليلاً لأتأمل كمريم بِكلّ هذه الأشياء في قلبي”(راجع لو2: 19).
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم (صلاة للقديس لويس ماري غرينيون دو مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي) كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ! إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
اليوم الثالث: قلب مريم، المضطرم بحب الله، هو لي!
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: منذ أن كُشِفَ للقديس جان أود عن وحدة قلبيّ يسوع ومريم، ونحن نغوص في زخم محبة الله. وفي الحب الذي يُوَحِّد يسوع ومريم، والموجود في قلب كل منهما. وما اكتشفه القديس جان أود هو أن هذا القلب لا يحب يسوع وحده، أو أنّه لا يحب مريم فقط، بل إنّه “ملتهبٌ بالمحبة نحونا أيضًا“.
قلب مريم وقلب يسوع هما قلب واحد، وهذا ما عبّر عنه بقوة قدّيسنا، شارحًا: “إذا كان قلب يسوع يُحب الله أبيه، فإن قلب مريم يُحبّه معه. وإذا انسكب قلب يسوع في الشكر تجاه الثالوث الأقدس، فإن قلب مريم ينسكب في الشكر تجاه الثالوث الأقدس. فكل ما يُحبّه قلب يسوع يُحبّه قلب مريم أيضًا، وما يبغضه قلب يسوع يبغضه قلب مريم. وما يُفرِح قلب الابن، يُفرِح قلب الأم، وما يَصلُب قلب الابن، حتمًا يَصلُب قلب الأم!”. هكذا اكتشف هذا الاتحاد الكليّ بين يسوع ومريم، فهُما لا يملكان سوى قلبًا واحدًا! مضطرم بحب الله، بثالوثه، وهو لَكَ أنتَ! لأنَّ “قلب يسوع، هو لَكَ، فالآب الأزلي، بإعطائك ابنه، أعطاك قلب ابنه! (…) وقلب مريم، أمّ يسوع، هو لَكَ، لأنَّ يسوع أعطاك إيّاها لتكون أمّك، وكل ما يخصّ الأم هو يخصّ الأبناء أيضًا.“ (القديس جان أود).
يا إله المحبة، اجعلْ نفسي الصغيرة تتذوق هذا اللغز الإلهي! وأعطنا كلَّنا أنّ نحتفل بهذه الحياة المقدسة مع يسوع ومريم في قلب واحد، مضطرم بحبّك، فيكون لدينا قلب واحد فقط بيننا، ومعهما، فتكتمل مشيئتك في كل شيء بحبٍ وبقلبٍ كبير.
صمت: “أصمت قليلاً لأتأمل كمريم بِكلّ هذه الأشياء في قلبي”(راجع لو2: 19).
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم (صلاة للقديس لويس ماري غرينيون دو مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي) كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ! إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
اليوم الرابع: قلب مريم، هو قلب أمّ المسيح، فلنفرح به!
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: عند الصليب، يسوع ومريم موجودان معًا، دائمًا وأبدًا، “قال يسوع لأمه: يا امرأة، ها هو ابنك! ثم قال للتلميذ: ها هي أمك!“ (يو19: 26-27). وبهذا قال كل شيء، كل شيء أصبح معاشًا، بلغ الحب ذروته في هذه الهدية. يسوع أُعطانا كل شيء، حتى مريم أمّه، أم المسيح، أصبحت أمًا للبشر. أشرَكنا في قلبها في حبّها الأموميّ. “قلب مريم بكليّته يُحب الله، لأنه لم يحب شيئًا سوى الله وحده… هو كلّه حب، لأن العذراء مريم دائمًا أحبَّت الله من كل قلبها وبكل نفسها وبكل قوتها. هو كلّه حب، لأنه أراد دائمًا ما يريده الله… قلب مريم مليء بالحبّ لنا. هي تحبنا بنفس الحب الذي تحب به الله، فهو الله الذي تنظر إليه وتُحبّه فينا! وهي تُحبنا بنفس الحب الذي تُحب به ابنها. لأنّها تعرف أنه رأسنا ونحن أعضاء جسده!“ (القديس جان أود). قلب مريم إذًا هو هدية عظيمة حضَّرها لنا الآب السماوي حين اصطفاها، وغلَّفها بروحه القدوس الذي حلَّ عليها، وقدَّمها لنا بابنه عند الصليب. كيف نتعامل مع هذه العطيّة الكبيرة، الهديّة المقدّمة لنا من الثالوث؟
“تعالوا أيُّها العطاش، وارتووا من هذا النبع واشربوا. اسرعوا! لا تضيّعوا أي لحظة! هل تخافون من إيذاء المخلص إذا التجأتم إلى قلب أمه؟. لكن! ألا تعلمون أن لا شيء لمريم، ليس لديها أي شيء، هي لا تفعل شيئًا إلا من خلال يسوع وفي يسوع ومع يسوع؟ إن يسوع هو كل شيء لها، وهو يفعل كل شيء فيها؟ ألا تعلم أن يسوع لا يقيم وحسب في قلب مريم بل هو دائمًا هناك، إنه هو قلب قلبها، وبالتالي فإن المجيء إلى قلب مريم هو المجيء إلى يسوع!“ (القديس جان أود). لذلك دعونا لا نتردد، بل على العكس نتقدّم ونستلم هذه الهدية المقدّسة، هيّا!
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم (صلاة للقديس لويس ماري غرينيون دي مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي) كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ! إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
اليوم الخامس: الحياة المسيحية في مدرسة العذراء مريم
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
دعاء إلى الرّوح القدس: أيُّها الملك السّماوي المعزّي روح الحق، الحاضر في كلِّ مكانٍ والمالئ الكل، كنزُ الصّالحات وواهبُ الحياة، هلمَّ واسكن فينا، وطهِّرنا من كلِّ دنس، وخلِّص أيُّها الصالح نفوسَنا.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: “ومن تلك الساعة أخذَها التّلميذ إلى خاصَّته!” (يو19: 27). متأمّلاً بهذه الآية يدعونا القديس جان أود “للعَيش مع مريم!“، فهي مدرسة الحياة المسيحية. في مدرستها نتعلّم كيف نحيا في المشيئة الإلهيّة، ومعها! فعندما دُعي القديس يوحنا الحبيب، عند الصليب، لقبولها أمًا له، أخذها فورًا إلى خاصته، إلى بيته، دون تردد! والدعوة اليوم توجَّه لنا، فلنأخذ مريم إلى منازلنا، إلى بيوتنا! قال الملاك يومًا ليوسف البتول الصدّيق خطّيبها: “لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك إلى بيتك لأنّ المولود منها هو من الروح القدس!“ (مت1: 20). وأنتم أيضًا لا تخافوا أن تأخذوا مريم إلى بيوتكم، إلى قلوبكم. الله يُريد أن نأخذها معنا فتسكن معنا، ونسكن معها لنتعلّم منها كيف تعيش فنعيش على مثالها، لذا تركها لنا أمًا من على الصليب، ودعا كلّ تلميذ حبيب ليأخذها لمنزله، فهل نُلبّي الدعوة؟
هذه الدعوة المقدسة التي بشر بها قديسنا، بأنّها الديناميكية الكاملة للحياة المسيحية. فهي ببساطة مسألة “تكوين يسوع فينا”، على غرارها، والسماح لأنفسنا بالتأقلم معه لنذهب أبعد من ذلك “لمواصلة حياة يسوع فينا“. هذا هو البرنامج، الذي من المستحيل أن يتم دون اتباع مثال مريم المشجع، ودون عونها.
دعونا نضع أنفسنا في مدرسة الحب هذه التي تفيض من قلبها الطاهر، “هذا القلب الرائع الذي هو المثال والنموذج الأكمل لقلوبنا. والكمال يكمُن في أن تُصبح قلوبنا صورًا حيّة كثيرة لقلب مريم المقدس” (القديس جان أود). فيمتلئ عالمنا من المحبّة الطاهرة على مثال قلبها! لقد أُعطي قلب مريم لنا لنصبح له، وتغدو قلوبنا مقرًا لمحبته، فيعطينا نفس القوة لقبول مشيئة الله، والقدرة على تقدمة حياتنا، وعلى الذهاب قُدمًا إلى منتهى الحب.
لذا أعطنا النعمة يا رب بعد أن عرفنا قصدك، لنقول “لتكن مشيئتك” في حياتنا، فنأخذ مريم أمّنا ونستقبلها في قلوبنا!
صمت:“أصمت قليلاً لأتأمل كمريم بِكلّ هذه الأشياء في قلبي” (راجع لو2: 19).
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم (صلاة للقديس لويس ماري غرينيون دي مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي) كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ! إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
اليوم السادس: الإكرام المريمي الأعظم!
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
دعاء إلى الرّوح القدس: أيُّها الملك السّماوي المعزّي روح الحق، الحاضر في كلِّ مكانٍ والمالئ الكل، كنزُ الصّالحات وواهبُ الحياة، هلمَّ واسكن فينا، وطهِّرنا من كلِّ دنس، وخلِّص أيُّها الصالح نفوسَنا.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: إنَّ الإكرام المريمي الأعظم هو اكتشاف الوحدة التي لا تنفصم بينها وبين يسوع المسيح ابنها. حيث لا يمكننا أن نفصل بين ما وحَّده الله على أكمل وجه. “فمن يرى يسوع يرى مريم، والذي يُحب يسوع، يُحب مريم“. وهذا هو مفتاح الإكرام المريمي عند القديس جان أود، الذي يشرح: “فابنها يسوع هو كل شيء فيها: هو كيانها، هو حياتها وقداستها ومجدها. ويجب علينا أن نشكره ونقدم أنفسنا له حتى يتمكن من جعلنا شركاء في الحب الذي حَمَلته!“.
“يجب أن ننظر إلى ابنها ونعشقه فيها، ولا ننظر ولا نعشق سواه. فهذه هي الطريقة التي تريد أن يتم تكريمها بها، لأنّها بحدّ ذاتها وفي ذاتها ليست بشيء: ابنها هو كل شيء فيها “(القديس جان أود).
و“كما حَملَت وتحملُ، وستحمل إلى الأبد ابنها يسوع في قلبها، هي حملت وتحمل، وستحمل إلى الأبد في هذا القلب نفسه جميع أعضاء جسده المقدّس الإلهي، كأولادها المحبوبين وكثمرة قلبها الأموميّ، الذي تقدمه قربانًا مستمرًا وتضحية دائمة عنهم إلى الجلالة الإلهية “ (القديس جان أود).
ومن خلال هذه التأملات حول اتحاد يسوع ومريم، يتأمل القديس جان أود في علاقتهما الروحية الحميمة، داعيًا إيّانا للانخراط بهذه العلاقة.
صمت:“أصمت قليلاً لأتأمل كمريم بِكلّ هذه الأشياء في قلبي” (راجع لو2: 19).
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم (صلاة للقديس لويس ماري غرينيون دي مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي) كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ! إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
اليوم السابع: روعة قلب أم الله!
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: “الرب يسوع أعطانا إياها، ليس فقط كملكة، بل بأفضل حلّة يمكن تخيّلها لنا، أعطاها لنا بصفة أم، مخبرًا كلّ واحدٍ منّا بما قاله لتلميذه الحبيب: “ها هي أمك!“. وأعطانا لها، ليس فقط بصفة خدام، الأمر الذي سيُشرفنا كثيرًا لو حدث! ولكن كأبناء: “ها هو ابنك!“، قال لها عن القديس يوحنا الحبيب، قاصدًا بهذا كلّ واحد منّا. كما لو كان يقول لها: “إليكِ كل أعضائي الذين أعطيكِ ليكونوا أولادكِ. ضعيهم في مكاني، لكي تنظري إليهم كما تنظريني، وتحبيهم بنفس الحب الذي تحبيني به (…)، أحبيهم أيضًا كما أُحبهم أنا“. (…) هذا هو السبب في أنّها تنظر إلينا وتحبنا كأولادها، وكإخوة لابنها يسوع، وبنفس القلب، وهي تُحبنا وستحبنا دومًا بنفس الحب الأموميّ الذي تحبه به!“ (القديس جان أود).
“لذلك، في كل أمورِكَ، واحتياجاتكَ، واختياراتك، وكلّ الضيقات استعن بهذا القلب الرقيق... فهو القلب الساهر دومًا على احتياجاتنا، مراقبًا إيّانا بدقة، حتى في أصغر التفاصيل التي تمسنا؛ إنه قلب مليء بالصلاح والوداعة، والرحمة، ولم يرد أبدًا أحدًا من الذين استدعوه بتواضع وثقة، بدون عزاء… إنه قلب كريمٌ جدًا، قوي جدًا، وحاضر لمحاربة أعدائنا، وللدفاع عنا، ولينال لنا من الله كل ما نطلب، ويملأنا بكلّ أنواع النِّعَم!“ (القديس جان أود). فلنتلذذ بروعته، ولنستَرِح فيه، ولنسلّمه كل ما مضى علينا في هذا العام الفائت بثقة، ولنتركه عنده، ولنتّكل عليه!
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم (صلاة للقديس لويس ماري غرينيون دي مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي) كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ! إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
اليوم الثامن: إلى قلب يسوع عبر قلب مريم
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
دعاء إلى الرّوح القدس: أيُّها الملك السّماوي المعزّي روح الحق، الحاضر في كلِّ مكانٍ والمالئ الكل، كنزُ الصّالحات وواهبُ الحياة، هلمَّ واسكن فينا، وطهِّرنا من كلِّ دنس، وخلِّص أيُّها الصالح نفوسَنا.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: “في ذاتها ومن تلقاء ذاتها هي لا شيء من دون ابنها يسوع، الذي هو كل شيء فيها!“ (القديس جان أود). فنحن نصرخ “مريم” وهي تجيب “يسوع”.
“انطلاقًا من عمل الله في مريم، يمكننا أن نفهم دعوتنا. فباكتشاف اختبارها يمكننا اكتشاف دعوتنا أيضًا. مثل مريم، يمكننا استقبال الكلمة التي يحدثنا بها الرب والعمل بها بحسب مشيئته، “من هي أمي وإخوتي وأخواتي؟ هم الذين يسمعون الكلمة ويعملون بها “(لو8: 21). في الواقع، هذه حقيقة دعوتنا بالعماد، لذا يجب أن نسمح لمريم أن تكون أمّنا، التي تربينا، وتقودنا إلى طريق حياتها في الشركة مع ابنها. ومريم، شيئًا فشيئًا، تجعلنا مثلها، نأتي بالمسيح إلى العالم.
يجب أن يكون لقلبنا اتجاه مزدوج: أن نحب الله، مثل مريم في عرس قانا، التي ستجد دالّة عند ابنها. وفي الحج إلى الهيكل حيث لم تتوقف أبدًا عن العثور على ابنها. وأن نحب كل الناس، مثل مريم في عرس قانا، التي كانت تهتم بوضع الكل، ومثل مريم على الصليب التي أصبحت أمّ يوحنا، وأمّنا جميعًا.“ (مأخوذ عن الأب لوران تورنييه، أحد تلاميذ القديس جان أود – بتصرّف).
فيا قلبيّ يسوع ومريم المتحدين، اضرما قلوبنا بنار الحب المشتعلة، فنحن نُكرّسها لكما، لكي تملكا عليها في هذا الزمان وفي الأبديّة. تعاليا وضَعا قلبيكما الأقدسين المتحدين، مكان قلوبنا البائسة، والمترددة، والمعرضة للخطيئة، حتى تتقدس كل أفكارنا وأعمالنا. فنعرف كيف نشكركما على كلّ ما عشناه في العام الفائت، بمرّه وبحلوه! وكيف سنقدم لكما بثقة وامتنان قلوبنا،
صمت:“أصمت قليلاً لأتأمل كمريم بِكلّ هذه الأشياء في قلبي” (راجع لو2: 19).
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم (صلاة للقديس لويس ماري غرينيون دي مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي) كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ! إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت، إرحمنا (3 مرات).
نص للتأمّل: تحت أنظار القديس يوسف أول المكرّسين لمريم، أوَّل من أخذها معه لبيته (مت1: 20)، لا تخافوا أن تأخذوا مريم إلى بيوتكم، في هذا العام، لتتكرّسوا وتُكرّسوا عيالكم لها! مقتدين بالقديس يوحنا الحبيب الذي دُعي عند الصليب، فلبّى الدعوة على الفور، وأخذ مريم إلى خاصّته (يو19: 27). فبيوتنا وعالمنا، بأمس الحاجة لمثالها ولعونها ولحضورها، فلنفتتح معها وبها العام الجديد. طالبين من الرب النّعمة لِنُدرِكَ أهميّة حضورها في حياتنا كمثال يقودنا إليه، وكأم ترعانا، وكملكة تَملُك على قلوبنا لتحميها! فنُكرِّس لها كلّ ما سنحياه بكلّ ثقة واتكال وفرح.
عسى أن يغدو قلبها الطاهر المحب في هذا العام ملجأًا لنا جميعنا، وعسى أن يكون لي، على صعيدي الشخصي، روح روحي، ومبدأ حياتي وكل أفكاري وكلماتي وأفعالي ومشاعري وعواطفي. آمين.
الثمرة الرئيسية للتكرّس لمريم هي أن نعرف بعمق كيف نعيش في مشيئة الله. فنطلب ملكوته وبرّه أولاً، ونثق بيقين بأن كل شيء آخر يزاد لنا! ويعمل لخيرنا! ونتمكن من التخلي عن ذواتنا، بيد العناية الإلهيّة. كما نحصد من هذا التكريس ثمرة السلام الحقيقي الداخلي المبني على وجود يسوع فينا، ومعنا على الدوام. وللتكرّس المريمي ثمار لا تحصى، سنتعرّف عليها باختبارها! هيّا فلنتكرّس لها!
مقصد العام: أن نسير مع مريم، نأخذها لبيوتنا، ونتكرّس لها، ونُعلنها أمًّا وملكةً على قلوبنا وعائلاتنا وعالمنا! وكعربون حبّ ووفاء، علينا أنّ نعمل على دعوة من حولنا ليتكرّسوا معنا لها (أقلّه ندعو شخصًا واحدًا)
صمت: “أصمت قليلاً لأتأمل كمريم بِكلّ هذه الأشياء في قلبي” (راجع لو2: 19).
صلاة تكريس الذّات لأمّنا مريم (صلاة للقديس لويس ماري غرينيون دي مونفور، بتصرّف):
لَكِ يا مريم، أُكرِّسُ عامي القادم، وأضعه ضمن المشيئة الإلهيّة.
أنا (أذكر إسمي) كلّي لَـكِ يا أمّـي وملكتي وأُحِبّـكِ! إني أهبُك ذاتي بكلّيتها،
جسدي ونفسي، قلبي وروحي، أفكاري وأقوالي، خيراتي الداخلية والخارجية وقيمة أعمالي الحسنة ذاتها، الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، وأضَعُها مع عائلتي ووطني وعالمي بين يديكِ. وأكرِّسها لك، بكلّ تسليمٍ وحب، تاركًا(ةً) لك ملء الحق بأن تتصرفي بي وبكامل ما يعود لي، من دون استثناء، بحسبِ هواكِ، لمجدِ الله، في هذا الزمن، وفي الأبدية. آمين.
Discussion about this post