الأسبوع الرابع من الصوم
مَثَل الإبن الشاطر
الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم
الأحد: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الثانية إلى أَهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 13/ 5-13)
يا إِخوتي، إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ في الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ الـمَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين! فأَرْجُو أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّنا نَحْنُ لَسْنا مَرْفُوضِين! ونُصَلِّي إِلى اللهِ كَيْ لا تَفْعَلُوا أَيَّ شَرّ، لا لِنَظْهَرَ نَحْنُ مَقْبُولِين، بَـلْ لِكَي تَفْعَلُوا أَنْتُمُ الـخَيْر، ونَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنا مَرْفُوضُون! فَإِنَّنا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ شَيْئًا ضِدَّ الـحَقّ، بَلْ لأَجْلِ الـحَقّ! أَجَلْ، إِنَّنا نَفْرَحُ عِنْدَما نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاء، وتَكُونُونَ أَنْتُم أَقْوِيَاء. مِنْ أَجْلِ هـذَا أَيْضًا نُصَلِّي لِكَي تَكُونُوا كَامِلِين. أَكْتُبُ هـذَا وأَنا غَائِب، لِئَلاَّ أُعَامِلَكُم بِقَسَاوَةٍ وأَنا حَاضِر، بِالسُلْطَانِ الَّذي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَبّ، لِبُنْيَانِكُم لا لِهَدْمِكُم. وبَعْدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَاسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلـهُ الـمَحَبَّةِ والسَلامِ يَكُونُ مَعَكُم! سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. جَمِيعُ القِدِّيسِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكُم. نِعْمةُ الرَبِّ يَسُوعَ المَسِيح، ومحبَّةُ الله، وشِرْكَةُ الرُوحِ القُدُسِ مَعَكُم أَجْمَعِين !
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 15/ 11-32)
قَالَ الرَبّ يَسُوع: “كانَ لِرَجُلٍ ابْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ الـمِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الـخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الـخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الـخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الـخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا هـهُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَاجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ابْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا… فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الـحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، واجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ الـمُسَمَّنِ واذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ابْنِيَ هـذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ في الـحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ واقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هـذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَـاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ الـمُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هـذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولـكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هـذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ الـمُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولـكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هـذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الإثنين: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الثانية إلى أَهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 9/1أ + 5-15)
يا إِخوتي، أَمَّا في شَأْنِ خِدمَةِ الإِعَانَاتِ لِلقِدِّيسِين، فقَد رَأَيْتُ مِنَ الضَرُورِيِّ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُم، فَيُرَتِّبُوا تَقْدِمَاتِ بَرَكَتِكُمُ الَّتي وَعَدْتُم بِهَا، لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لا كَتَقْدِمَةِ بُخْلٍ بَلْ كَبَرَكَة! واعْلَمُوا هـذَا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِحّ، في الشِحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد. فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ اللهَ يُحِبُّ الـمُعْطِيَ الفَرْحَان. واللهُ قَادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكُم بِكُلِّ نِعْمَة، حَتَّى يَكُونَ لَكُم في كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ كُلُّ مَا يَكْفِيكُم، فَتَفِيضُوا بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، كَمَا هوَ مَكْتُوب: “وزَّعَ وأَعْطَى الـمَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد”. والَّذي يَرزُقُ الزَارِعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقُوتُهُ، هُوَ يَرزُقُكُم ويُكَثِّرُ زَرْعَكُم، ويَزِيدُ ثِمَارَ بِرِّكُم! فَتَغْتَنُونَ في كُلِّ شَيء، لِيَكُونَ سَخَاؤُكُم كَامِلاً ويُثْمِرَ عَلى يَدِنَا فِعْلَ شُكْرٍلله؛ لأَنَّ قِيَامَكُم بِهَذِهِ الـخِدْمَةِ الـمُقَدَّسَةِ لا يَسُدُّ عَوَزَ القِدِّيسِينَ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا يُفيضُ فيهِم أَفْعَالَ شُكْرٍ لله. فإِنَّهُم سَيُقَدِّرُونَ خِدْمَتَكُم هَذِهِ، فَيُمَجِّدُونَ اللهَ عَلى طَاعَتِكُم واعْتِرَافِكُم بإِنْجِيلِ الـمَسِيح، وعَلى سَخَائِكُم في مُشَارَكَتِكُم لَهُم وَلِلْجَميع. وهُم يَتَشَوَّقُونَ إِلَيْكُم رَافِعِينَ الدُعَاءَ مِنْ أَجْلِكُم، بِسَبَبِ نِعْمَةِ اللهِ الفائِقَةِ الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْكُم فالشُكْرُ للهِ عَلى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لا وَصْفَ لَهَا!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 9/ 37-45)
قالَ لُوقَا البَشير: فيمَا يَسُوعُ وتَلاميذُهُ نَازِلُونَ مِنَ الـجَبَل، لاقَاهُ جَمْعٌ كَثِير. وإِذا رَجُلٌ مِنَ الـجَمْعِ صَرَخَ قَائِلاً: “يا مُعَلِّم، أَرْجُوك، أُنْظُرْ إِلَى ابْنِي، لأَنَّهُ وَحيدٌ لي! وهَا إِنَّ رُوحًا يُمْسِكُ بِهِ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً، وَيَهُزُّهُ بِعُنْفٍ فَيُزْبِد، وَبِجَهْدٍ يُفارِقُهُ وهُوَ يُرضِّضُهُ. وقَدْ رَجَوْتُ تَلامِيذَكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا!”. فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: “أَيُّهَا الـجِيلُ الـمُلْتَوِي غَيرُ الـمُؤْمِن، إِلى مَتَى أَكُونُ مَعَكُم وَأَحْتَمِلُكُم؟ قَدِّمِ ابْنَكَ إِلى هُنَا”. ومَا إِنِ اقْتَرَبَ الصَّبِيُّ حَتَّى صَرَعَهُ الشَّيْطَان، وَهَزَّهُ بِعُنْف. فَزَجَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِس، وأَبْرَأَ الصَّبِيّ، وَسَلَّمَهُ إِلى أَبِيه. فَبُهِتَ الـجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ الله. وفِيمَا كَانُوا جَمِيعًا مُتَعَجِّبِينَ مِنَ كُلِّ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ يَسُوع، قالَ لِتَلامِيذِهِ: “وَأَنْتُمُ اجْعَلُوا هـذَا الكَلامَ في مَسَامِعِكُم: فَابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي النَّاس”. أَمَّا هُم فَمَا كَانُوا يَفْهَمُونَ هـذَا الكَلام، وَقَد أُخْفِيَ عَلَيْهِم لِكَي لا يُدْرِكُوا مَعْنَاه، وَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الثلاثاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (1 قور 16/ 15-24)
يا إِخوتي، أُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة: فإِنَّكُم تَعْرِفُونَ بَيْتَ إِسْطِفَانَا، إِنَّهُم بَاكُورَةُ أَخَائِيَة، وقَدْ وَقَفُوا أَنْفُسَهُم عَلى خِدْمَةِ القِدِّيسِين. فأَطِيعُوا أَنْتُم أَيْضًا أَمْثَالَ هـؤُلاء، وكُلَّ مَنْ يُعَاوِنُهُم ويَتْعَبُ مَعَهُم. وإِنِّي سَعِيدٌ بِحُضُورِ إِسْطِفَانَا وفُرْتُنَاتُس وأَخَائِيكُس، لأَنَّ هـؤُلاءِ مَلأُوا غِيَابَكُم، وأَرَاحُوا رُوحِي ورُوحَكُم. فَقَدِّرُوا هـؤُلاءِ حَقَّ التَّقْدِير. تُسَلِّمُ عَلَيْكُم كَنَائِسُ آسِيَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُم كَثِيرًا في الرَّبِّ أَكِيلا وَبِرِسْقَة، والكَنيسَةُ الَّتي تَجْتَمِعُ في بَيْتِهِمَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُم جَمِيعُ الإِخْوَة. سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. هـذَا السَّلام، أَنَـا بُولُسُ كَتَبْتُهُ بِخَطِّ يَدِي. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يُحِبُّ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا ! مَرَانَا تَا! نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ مَعَكُم! ومَعَكُم جَمِيعًا مَحَبَّتِي في الـمَسِيحِ يَسُوع!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 8/ 22-26)
قالَ مَرْقُسُ البَشير: وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى بَيْتَ صَيْدَا، فجَاؤُوا إِلَيْهِ بِأَعْمَى وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسَهُ. فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى، وقَادَهُ إِلى خَارِجِ القَرْيَة، وتَفَلَ في عَيْنَيْه، ووَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وسأَلَهُ: “هَلْ تُبْصِرُ شَيئًا ؟”. فرَفَعَ الأَعْمَى نَظَرَهُ وقَال: “أُبْصِرُ النَّاس، أَراهُم كأَشْجَارٍ وَهُم يَمْشُون!”. فوَضَعَ يَسُوعُ يَدَيْهِ ثَانِيَةً عَلَى عَيْنَي الأَعْمَى، فأَبْصَرَ جَلِيًّا، وعَادَ صَحِيحًا وصَارَ يُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ بِوُضُوح. فأَرْسَلَهُ يَسُوعُ إِلى بَيْتِهِ قَائِلاً: “لا تَدْخُلِ القَرْيَة!”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الأربعاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 14/ 1-13)
يا إِخْوَتي، مَنْ كَانَ ضَعِيفًا في الإِيْمَانِ فَاقْبَلُوه، ولا تُحَاكِمُوهُ عَلى آرَائِهِ. فَهُنَاكَ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ كُلِّ شَيء، أَمَّا الضَعِيفُ في الإِيْمَانِ فَيَأْكُلُ البُقُول. فالَّذي يَأْكُل، عَلَيْهِ أَلاَّ يَحْتَقِرَ مَنْ لا يَأْكُل؛ والَّذي لا يَأْكُل، عَلَيْهِ أَلاَّ يَدِينَ مَنْ يَأْكُل، لأَنَّ اللهَ قَدْ قَبِلَهُ! فأَنْتَ مَنْ تَكُون، يَا مَنْ تَدِينُ خَادِمَ غَيْرِكَ؟ فَإِنْ يَثْبُتْ أَوْ يَسْقُطْ فهُوَ لِرَبِّهِ! وَلَكِنَّهُ سَيَثْبُتُ لأنَّ الرَبَّ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ! وهُنَاكَ مَنْ يُمَيِّزُ بَيْنَ يَوْمٍ وَيَوْم، وآخَـرُ يُسَاوِي بَيْنَ الأَيَّامِ كُلِّهَا: فَلْيَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلى يَقِينِهِ في رأْيِهِ الـخَاصّ. فَمَنْ يَهْتَمُّ بِيَوْمٍ مُعَيَّنٍ فَلِلرَبِّ يَهْتَمّ، ومَنْ يَأْكُلُ فَلِلرَبِّ يَأْكُل، لأَنَّهُ للهِ يَشْكُر؛ ومَنْ لا يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ لا يَأْكُل، وللهِ يَشْكُر. فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَحْيَا لِنَفْسِهِ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ لِنَفْسِهِ. فإِنْ نَحْيَ فَلِلرَبِّ نَحْيَا، وإِنْ نَمُتْ فَلِلرَّبِّ نَمُوت. إِذًا فَإِنْ نَحْيَ وَإِنْ نَمُتْ فَنَحْنُ لِلرَبّ. فَلِذَلِكَ مَاتَ الـمَسِيحُ وعَادَ حَيًّا، لِيَكوُنَ رَبَّ الأَحْيَاءِ والأَمْوَات. أَمَّا أَنْتَ، فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاك؟ وأَنْتَ، لَمَاذَا تَحْتَقِرُ أَخَاك؟ فَجَمِيعُنَا سَنَقِفُ أَمَامَ مِنْبَرِ الله! لأَنَّهُ مَكْتُوب: “حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ الرَبّ، لي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَة، وللهِ يَعْتَرِفُ كُلُّ لِسَان!”. إِذًا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُؤَدِّي للهِ حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ! فَلْنَكُفَّ عَنِ الـحُكْمِ بَعْضُنَا عَلى بَعْض، بَلْ بِالأَحْرَى احْكُمُوا بِأَنْ لا تَجْعَلُوا لأَخِيكُم عَثْرَةً أَوْ شَكًّا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 7/ 1-10)
قالَ لُوقَا البَشير: بَعْدَ أَنْ أَكْمَلَ يَسوعُ كَلامَهُ كُلَّهُ عَلى مَسَامِعِ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرنَاحُوم. وكَانَ لِقائِدِ مِئَةٍ خَادِمٌ بِهِ سُوء، وقَدْ أَشْرَفَ عَلى الـمَوت، وكَانَ عَزيزًا عَلَيه. وَسَمِعَ بِيَسوعَ فَأَرْسَلَ إِلَيهِ بَعْضَ شَيُوخِ اليَهُود، يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ ويُنقِذَ خَادِمَهُ. فَأَقْبَلُوا إِلى يَسُوع، وأَلَحُّوا يَتَوسَّلُونَ إِلَيهِ قَائِلين: “إنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ تَصْنَعَ لَهُ هـذَا، لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتنَا، وَقَد بَنَى لَنَا الـمَجْمَع”. فَمَضَى يَسُوعُ مَعَهُم. ومَا إِنْ صَارَ غَيرَ بَعِيدٍ عَنِ البَيْت، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيهِ قَائِدُ الـمِئَةِ بَعْضَ أَصْدقَائِهِ، يَقولُ لَهُ: “يا رَبّ، لا تُزعِجْ نَفْسَكَ، لأَنِّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي. لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لـكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي. فَإنِّي أَنا أَيْضًا رَجُلٌ خَاضِعٌ لِسُلْطان، وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ إِمْرَتي، فَأَقولُ لِهـذَا: اذْهَب! فَيَذْهَبْ، وَلآخَرَ: ائْتِ! فَيَأْتي، وَلِخَادِمِي: افْعَلْ هـذَا! فَيَفْعَل”. وَلَمَّا سَمِعَ يَسوعُ أُعْجِبَ بِه، والتَفَتَ إِلى الـجَمْعِ الَّذي يَتْبَعُهُ فَقاَل: “أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هـذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل”. وَعَاد الـمُرْسَلُونَ إِلى البَيْت، فَوَجَدُوا الـخَادِمَ مُعَافَى.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الخميس: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الثانية إلى أَهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 1/ 23-2/ 5)
يا إِخوتي، أَنَا أُشْهِدُ اللهَ عَلى نَفْسِي أَنِّي، مُرَاعَاةً لِشُعُورِكُم، لَمْ آتِ إِلى قُورِنْتُس؛ فَنَحْنُ لا نُرِيدُ التَّسَلُّطَ عَلى إِيْمَانِكُم، بَلْ نَحْنُ نَعْمَلُ مَعَكُم مِنْ أَجْلِ فَرَحِكُم، لأَنَّكُم بِالإِيْمَانِ ثَابِتُون. إِنِّي جَزَمْتُ بِهـذَا في نَفْسِي أَلاَّ أَعُودَ إِلَيْكُم عَلى حُزْنٍ: لأَنِّي إِنْ كُنْتُ أَنَا أُحْزِنُكُم، فَمَنْ يُفَرِّحُنِي غَيْرُ الَّذي أُحْزِنُهُ؟ وقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهـذَا، لِئَلاَّ أَلْقَى عِنْدَ قُدُومِي حُزْنًا مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أَفْرَحَ بِهِم. وأَنَا عَلى يَقِينٍ مِنْ جِهَتِكُم أَجْمَعِينَ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُكُم جَمِيعًا. فَمِنَ الضِّيقِ الشَّدِيد، وكآبَةِ القَلْب، كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِدُمُوعٍ غَزِيرَة، لا لِتَحْزَنُوا، بَلْ لِتَعْرِفُوا مِقْدَارَ حُبِّي العَظِيمِ لَكُم. وإِذَا كَانَ أَحَدٌ قَدْ أَحْزَنَنِي، فَما أَحْزَنَنِي أَنَا وَحْدِي، بَلْ أَحْزَنَكُم جَمِيعًا بَعْضَ الـحُزْن، وأَقُولُ هـذَا بِدُونِ مُبَالَغَة!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متّى 15/ 29-39)
قالَ متَّى الرَسول: وأَتَى يَسُوعُ إِلى نَاحِيَةِ بَحْرِ الْجَليل، وصَعِدَ إِلى الْجَبَلِ فَجَلَسَ هُنَاك. ودَنَا مِنْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، ومَعَهُم عُرْجٌ، وعُمْيَان، ومُقْعَدُون، وخُرْسٌ، ومَرْضَى كَثِيْرُون. وطَرَحُوهُم عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ فَشَفَاهُم، حَتَّى تَعَجَّبَ الْجَمْعُ لَمَّا رَأَوا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والْمُقْعَدِيْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون. فَمَجَّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيل. ودَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ وقَال: “أَتَحَنَّنُ على هَذَا الـجَمْع، لأَنَّهُم يُلازِمُونَنِي مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّام، ولَيْسَ لَهُم مَا يَأْكُلُون. ولا أُرِيْدُ أَنْ أَصْرِفَهُم صَائِمِينَ لِئَلاَّ تَخُورَ قُوَاهُم في الطَريق”. فقَالَ لَهُ التَلامِيذ: “مِنْ أَيْنَ لَنَا في البَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهَذَا الْمِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ هَذَا الْجَمْعَ الغَفِيْر؟”. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: “كَمْ رَغِيْفًا لَدَيْكُم؟”. فَقَالُوا: “سَبْعَةُ أَرْغِفَة، وبَعْضُ سَمَكَاتٍ صِغَار”. وأَمَرَ يَسُوعُ الْجَمْعَ أَنْ يَجْلِسُوا عَلى الأَرْض. وأَخَـذَ الأَرْغِفَةَ السَبْعَةَ والسَمَكَات، وشَكرَ وكَسَرَ وبَدَأَ يُنَاوِلُ التَلامِيْذ، والتَلامِيْذُ يُنَاوِلُونَ الْجُمُوع. فَأَكَلُوا جَمِيْعُهُم وشَبِعُوا، ورَفَعُوا مِنْ فَضَلاتِ الكِسَرِ سَبْعَةَ سِلالٍ مَمْلُوءَ ة. وكَانَ الآكِلُونَ أَرْبَعَةَ آلافِ رَجُل، ما عَدَا النِسَاءَ والأَطْفَال. وبَعْدَ أَنْ صَرَفَ الـجُمُوعَ ركِبَ السَفِيْنَة، وجَاءَ إِلى نَوَاحِي مَجْدَلْ.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الجمعة: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الثانية إلى أَهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (2 قور 12/ 21-13/ 5)
يا إِخوتي، إِنِّي أَخْشَى، مَتَى عُدْتُ إِلَيْكُم، أَنْ يُذِلَّنِي إِلـهِي عِنْدَكُم، فَأَحْزَنَ عَلى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا فِيمَا مَضَى، و ارْتَكَبُوا النَجَاسَةَ والفُجُورَ والدَعَارَة، ولَمْ يَتُوبُوا! هَا أَنا قَادِمٌ إِلَيْكُم لِلمَرَّةِ الثَالِثَة: “وعَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ يُحْكَمُ في كُلِّ قَضِيَّة”. قُلْتُ مِنْ قَبْلُ، وأَنا حَاضِرٌ عِنْدَكُم لِلمَرَّةِ الثَانِيَة، وأَقُولُ الآنَ وأَنا غَائِب، لِلَّذِينَ خَطِئُوا مِنْ قَبْلُ وَلِلبَاقِينَ جَمِيعًا: إِنِّي، إِذَا عُدْتُ إِلَيْكُم، لَنْ أُشْفِق! لأَنَّكُم تَطْلُبُونَ بُرْهَانًا عَلى أَنَّ الـمَسِيحَ هوَ الـمُتَكَلِّمُ فِيَّ. فَالـمَسِيحُ لَيْسَ بِضَعِيفٍ تُجَاهَكُم، بَلْ هوَ قَوِيٌّ بَيْنَكُم. أَجَلْ، لَقَدْ صُلِبَ بِضُعْف، لـكِنَّهُ يَحْيَا بِقُدْرَةِ الله. وفيهِ نَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاء، لـكِنَّنا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُدْرَةِ اللهِ مِنَ أَجْلِكُم. إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ فـي الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ الـمَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متّى 9/ 27-35)
قالَ متَّى الرَسول: فيمَا يَسُوعُ مُجْتَاز، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرُخَانِ ويَقُولان: “إِرْحَمْنَا، يَا ابْنَ دَاوُد!”. ولَمَّا جَاءَ إِلى البَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَان. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: “أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي قَادِرٌ أَنْ أَفْعَلَ هـذَا؟”. قَالا لَهُ :”نَعَم، يَـا رَبّ”. حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: “فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!”. فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. وانْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: “أُنْظُرَا، لا تُخْبِرَا أَحَدًا”. ولـكِنَّهُمَا خَرَجَا ونَشَرَا الـخَبَرَ في تِلْكَ الأَنْحَاءِ كُلِّهَا. ولَمَّا خَرَجَ الأَعْمَيَان، قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَمْسُوسًا أَخْرَس. وأُخْرِجَ الشَّيْطَانُ فَتَكَلَّمَ الأَخْرَس. وتَعَجَّبَ الـجُمُوعُ فَقَالُوا: “لَمْ يُرَ شَيْءٌ مِثْلُ هـذَا في إِسْرَائِيل”. أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فَكَانُوا يَقُولُون: “إِنَّهُ بِرَئِيْسِ الشَّيَاطِيْنِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِين”. وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الـمُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ الـمَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
السبت: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الثانية إلى تلميذه طيموتاوس، وبارِكْ يا سيِّد (2 طيم 4/ 9-19)
يا إِخوتي، إِجْتَهِدْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ عاجِلاً. فَإِنَّ دِيْمَاسَ تَرَكَنِي، إِذْ أَحَبَّ الدَّهْرَ الـحَاضِر، وذَهَبَ إِلى تَسَالُونِيكي، وذَهَبَ كِرِسْكِيسُ إِلى غَلاطِيَة، وطِيطُسُ إِلى دَلْمَاطِيَة. وبقِيَ لُوقَا وَحْدَهُ معِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأْتِ بِهِ مَعَكَ، لأَنَّهُ يُفِيدُنِي كَثِيرًا في خِدْمَةِ الرَّبّ. أَمَّا طِيخِيكُسُ فقَد أَرْسَلْتُهُ إِلى أَفَسُس. وعِندَمَا تَأْتِي، أُجْلُبْ مَعَكَ الرِّدَاءَ الَّذي تَرَكْتُهُ في تُرْوَاسَ عِندَ كَرْبُس، وكَذلِكَ الكُتُب، وخُصُوصًا صُحُفَ الـجِلْد. إِنَّ الإِسْكَنْدَرَ النَّحَّاسَ أَظْهَرَ لِي شُرُورًا كَثيرَة: سَيُجَازِيهِ الرَبُّ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ! فَاحْتَرِسْ مِنهُ أَنتَ أَيْضًا، لأَنَّهُ قَاوَمَ كلامَنَا مُقَاوَمَةً شَدِيدَة. في دِفاعي الأَوَّل، ما كانَ أَحَدٌ إِلى جَانِبِي، بَلْ جَمِيعُهُم تَرَكُوني: لا حَاسَبَهُم الله! لـكِنَّ الرَبَّ وقَفَ مَعي وقَوَّاني، حتَّى يَتِمَّ بيَ التَّبْشِيرُ على أَكْمَلِ مَا يَكُون، وتَسْمَعَ جَـمِيعُ الأُمَم. وقَدْ نَـجَّاني الرَبُّ مِنْ فَمِ الأَسَد. وسَيُنَجِّينِي مِن كُلِّ عَمَلٍ شِرِّير، ويُخَلِّصُنِي مِن أَجْلِ مَلكُوتِهِ السَّمَاويّ: لَهُ الـمَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين. سَلِّمْ على بِرِسْقَةَ وأَكِيلا، وعَلى بَيْتِ أُونِسيفُورُوس.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 3/ 1-12)
قالَ مَرقُسُ البَشير: عَادَ يَسُوعُ فَدَخَلَ إِلى الـمَجْمَع. وكانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَة. وكانُوا يُرَاقِبُونَ هَلْ يَشْفِيهِ يَوْمَ السَّبْت، لِيَشْكُوه. فقالَ لِلرَّجُلِ الَّذي يَدُهُ يَابِسَة: “قُمْ في الوَسَط!”. ثُمَّ قَالَ لَهُم: “هَلْ يَحِلُّ في السَّبْتِ عَمَلُ الـخَيْرِ أَمْ عَمَلُ الشَرّ؟ تَخْليصُ نَفْسٍ أَمْ قَتْلُها؟”. فَظَلُّوا صَامِتِين. فأَجَالَ يَسُوعُ فِيهِم نَظَرَهُ غَاضِبًا، حَزينًا لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: “مُدَّ يَدَكَ”. ومَدَّ يَدَهُ فعَادَتْ صَحِيحَة. وفي الـحَالِ خَرَجَ الفَرِّيسيُّونَ مَعَ الـهِيرُودُوسيِّين، وأَخَذُوا يَتَشَاوَرُونَ عَلَيْهِ لِيُهْلِكُوه. وانْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلامِيذِه إِلى البُحَيْرَة، وتَبِعَهُ جُمْهُورٌ غَفِيرٌ مِـنَ الـجَليل، وَمِنَ اليَهُودِيَّة، ومِنْ أُورَشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومَ وَعِبْرِ الأُرْدُنّ، وَمِنْ نَوَاحِي صُورَ وصَيْدَا، جُمْهُورٌ غَفِير، سَمِعُوا بِكُلِّ ما صَنَع، فَأَتَوا إِلَيْه. وأَمَرَ تَلامِيذَهُ أَنْ يُعِدُّوا لَهُ قَارِبًا، يَكُونُ بِتَصَرُّفِهِ، لِئَلاَّ تَزْحَمَهُ الـجُمُوع، لأَنَّهُ شَفَى كَثِيرين، فصَارَ كُلُّ مَنْ بِهِ دَاءٌ يتَهَافَتُ عَلَيْهِ لِيَلْمُسَهُ. وكَانَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَة، حِينَ تَرَاه، تَسْقُطُ أَمَامَهُ وتَصْرُخُ قَائِلَة: “أَنْتَ هُوَ ابْنُ الله”. وكانَ يَسُوعُ يُحَذِّرُهَا بِشِدَّةٍ مِنْ أَنْ تُشْهِرَهُ.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
Discussion about this post